احتفلت بيت جالا، مساء السبت، بإضاءة شجرة الميلاد، في ساحة المنشية، برعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وحضور وزيرة السياحة والآثار ممثلاً لرئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية، ورئيس بلدية بيت جالا نيقولا خميس، ومحافظ بيت لحم اللواء كامل حميد، ممثل الرئيس والمطران فينذكتوس الوكيل البطريركي للروم الارثوذكس والآباء الأجلاء، ورؤساء وممثلي المؤسسات الاجتماعية وقيادات الأجهزة الأمنية والقوى وفعاليات المجتمع المدني، وحضور شعبي حاشد من أهالي المدينة والمحافظة.
وافتتح احتفال إضاءة شجرة الميلاد بالنشيد الوطني، عزف كمجموعة كشافة البابوية وألقت الوزيرة معايعة كلمة باسم رئيس الوزراء الدكتور اشتية، قالت فيها: “اسمحوا لي بداية ان انقل لكم تحيات د. محمد اشتية رئيس مجلس الوزراء الذي كلفني أن أمثله في هذا الحفل وان انقل لكم تهانيه بعيد الميلاد المجيد”.
وتابعت: “ها نحن نجتمع مجددا هنا في بيت جالا لنحتفل سويا بإنارة شجرة الميلاد ولنحتفل بميلاد رسول المحبة والسلام فعيد الميلاد المجيد هو رسالة الأمل والعدالة والسلام والمحبة، وهنا في فلسطين أعلنا أن رسالة الميلاد لهذا العام هي ( يعم الفرح بنجمة بيت لحم)، رسالة يحملها شعبنا الفلسطيني ويبرقها من قلب الأرض المقدسة إلى العالم ، فشعبنا يرسل الفرح والأمل بالسلام من ارض السلام الى العالم بالرغم من مرور عشرات السنين على الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين، هذا الاحتلال الأطول في عالمنا المعاصر”.
وأكدت الوزيرة معايعة:”إننا وشعبنا على ثقة أن رسالة الميلاد التي ارسلها رسول السلام من المغارة المتواضعة في بيت لحم ستنتصر على الوباء وعلى الظلم والطغيان. حيث وفي مثل هذا الوقت من كل عام، تتجه أنظار العالم إلى فلسطين للاحتفال بميلاد سيدنا يسوع المسيح اذ يشع نور شجرة الميلاد ويرسل رسالة إنسانية معناها كبير، حيث ان كل واحد منا وبحسب قدرته ومن موقعه يضيء درب الآخرين”.
وقالت:”ان القيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس وبالرغم من كل المعيقات والعراقيل يواصلون العمل من أجل إحقاق حقوقنا وإنهاء الاحتلال ومن أجل نيل حريتنا، حيث يمثل صمودنا ووحدتنا الصخرة المتينة التي تتكسر عليها كل المؤامرات والخيانات، ودعونا نتذكر رسالة الأمل التي ظهرت من مغارة متواضعة في بيت لحم من أجل مستقبل أفضل، تنتصر فيه الحرية على الظلم، ويطغى فيه السلام والعدل على الاحتلال والعنصرية ، وتُوجّه فيه الطاقات للبناء لا للدمار”.
وأضافت: “يأتي عيد الميلاد ونحن ما زلنا نعاني جراء هذا الوباء فالحركة السياحية للسياحة الوافدة الأجنبية ما زالت متوقفة بعد ان بدأنا في الفترة الأخيرة نشهد بدء عودتها تدريجيا الا ان الطفرة الأخيرة تسببت بإغلاق المطارات والمعابر والحدود من جديد. ولكننا قد نجحنا في تنشيط السياحة الداخلية والسياحة من أهلنا من الداخل الفلسطيني حيث تمكنا مؤخرا من عقد مؤتمر تنشيط السياحة الداخلية وأنجزنا تطبيق البروتوكولات الصحية المعتمدة عالميا في المؤسسات السياحية وأماكن الزيارة، وأتممنا تدريب نسبة كبيرة من العاملين في قطاع السياحة الفلسطيني على كيفية العمل وفق البروتوكولات المعتمدة وطرق الوقاية والسلامة من هذا الوباء وبالتالي أعلنا جاهزية فلسطين بفنادقها ومؤسساتها السياحية وكادرها العامل على إعادة دوران عجلة السياحة من جديد حال توفر الظروف الصحية المناسبة، وحال عودة حركة الطيران إلى المنطقة لكي تعود السياحة كما كانت نافذة فلسطين إلى العالم وصورة فلسطين المشرقة، فالسياحة أيضا هي ساحة أخرى من ساحات الصراع مع الاحتلال نؤكد من خلالها على الحفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني والتراث المادي ونثبت فلسطين على خارطة السياحة العالمية كمقصد سياحي مستقل وننقل من خلال السياح والزوار رسالة فلسطين للعالم”.
واختتمت بالقول: “لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل من ساهم في نجاح هذا الحفل من بلدية بيت جالا والكشافة ورجال الأمن متمنية للجميع أعياد ميلاد مجيدة وان نحتفل العام القادم وقد عم السلام على ارض السلام”.
وكان رئيس بلدية بيت جالا القى كلمة باسم المجلس البلدي وأهالي المدينة ومؤسساتها، رحب فيها بالحضور، والضيوف والزائرين من جميع أنحاء فلسطين للمدينة بهذه المناسبة، مؤكدا انه برغم الوباء والظروف الصعبة التي نمر بها، إلا إننا لا فرق بننا تحت راية الوطن الواحد، فمهما تعددت الانتماءات فإننا نعمل يدا بيد على قاعدة العدل والمساواة والتفاهم، ولا نقبل بالتفرقة والظلم لأحد من المواطنين.
وقال خميس: “نمد أيدينا الى أبناء فلسطين كلها، ونحتضن أبناء هذه المدينة كلهم، وندرك إننا سنعكس بذلك روح الميلاد المجيد، لنكون على قدر المسؤولية في إعطاء المحتاج وإحلال السلام بين الناس”.
وتابع: “مدينة بيت جالا ، هي المدينة الوحيدة التي تملك شفيعا، وشفيعها هو القديس مار نقولا، الذي رد عنها وعن أهلها جور الزمن وعداء الظالمين، وان أهل المدينة متميزون في ترابطهم وتآلفهم الفكري والروحي، بما يجعل المجتمع آمنا قويا أمام مشقات الحياة”.
وأضاف خميس :” نحن محافظة تعتمد على السياحة الخارجية والداخلية من مختلف بقاع الأرض، وان اهتمام المدينة بمظاهر الجمال والترتيب والنظافة والابتكار ما هو الا تعبير صادق عن حبكم لمدينتكم. ووجه رسالة الى كل الوافدين الى بيت جالا، قئلا: “انتم في مدينتكم وبين أهلكم، يستقبلونكم بكل حب واحترام”. وقدم شكره بشكل خاص للرئيس محمود عباس، ودولة رئيس الوزراء محمد اشتية، وكل الداعمين من القطاع الخاص لاحتفالات الأعياد الميلادية في المدينة والمحافظة.
وتخلل الاحتفال الذي ادار عرافته وجدي العلم وغادة نصرالله مباركة شجرة الميلاد من قبل المطران فينذكتوس والآباء الأجلاء، وقراءة الانجيل المقدس قدمها الاب الياس زعرب وعرض مسرحي اوبريت الميلاد لمؤسسة يوحنا بولس الثاني وترانيم ميلادية، قدمتها الفنانة عبير صنصور واكاديمية بيت لحم للموسيقى وجوقة مدرسة البطريركية اللاتينية في بيت جالا وليث عصام الصراص وفي الختام قامت الوزيرة معايعة واللواء حميد وخميس والمطران فينذكتوس بإضاءة شجرة الميلاد وإطلاق الالعاب النارية بهذه المناسبة.