أكَّد المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في الذكرى الـ54 لانطلاقة الجبهة، أنّ "الرؤية والقراءة الواضحة للصراع مع العدوّ الصهيونيّ في تحالفِهِ مع الإمبرياليّة الغربيّة عمومًا، والأمريكيّة خصوصًا، وأنظمة الرجعيّة والخيانة العربيّة، تضع أمامنا حقيقةَ اتّساعِ دوائر العدوان والمشاريع والمخطّطات، التي تستهدف القضيّة الفلسطينيّة؛ حقوقًا ووجودًا، ومن بوّابتها استهدافُ الحقوق والوجود العربيّ".
ورأى المكتب السياسي في بيانٍ له، أنّ "الاندفاعةُ نحو التطبيع تشكّل حلقةً رئيسيّةً في دوائر العدوان، تستدعي من كلّ قوى وأحزاب شعبِنا وأمّتِنا الحيّة والفاعلة الرافضة للاحتلال والعدوان والإمبرياليّة العالميّة، أن تكون بمستوى المواجهة التاريخيّة الشاملة مع العدوّ الصهيونيّ وأهدافه التصفويّة"، داعيًا "إلى المجابهةُ والتصدّي للهرولة الرسميّة العربيّة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، بما يمثّل من خيانةٍ وطنيّةٍ وقوميّةٍ للقضايا والحقوق العربيّة، وفي القلب منها القضيّةُ والحقوقُ الفلسطينيّة، وهذا يتطلّب من مختلِفِ قوى حركة التحرّر العربيّة المبادرةَ إلى بناءِ الجبهةِ العربيّة المقاوِمة للتطبيع والتصفية".
وشدّد المكتب السياسي للجبهة على أنّ "تحشيدُ إمكانيّاتِ المواجهة والمقاوِمة للمشروع والمخطّط الأمريكيّ – الصهيونيّ في المنطقة وتفعيلُها، وكذلك أنظمته التي تجثمُ على صدور شعوبنا، ستتحقّقُ من خلال تضامنِ قوى حركة التحرّر العربيّة وتماسكها، ووحدة قوى المقاومة على امتداد المنطقة"، لافتًا إلى أنّ "المشروع المعادي، ومن يدور في فلكه داخليًّا، يعملُ باستمرارٍ على تفجير الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة من خلال الصراعات، والانقسامات المذهبيّة، والطائفيّة، والانقلابات، والإرهاب، وحروب الوكالة، والحصار، والعقوبات... وغيرها من الأسلحة؛ التي تهدفُ إلى إنهاك الدول العربيّة وتفكيكها".
كما أكَّد على أنّ "مهمّة قوى حركة التحرّر العربيّة تبدأُ من خلال وعي واقع التجزئة والحرب المشنّة ضدّ القوميّة العربيّة، بما يضعُ معركةَ الوعي والثقافة ووحدة المصالح المشتركة على الصعيد القوميّ؛ ضمنَ أولويّاتِها".
ودعا المكتب السياسي إلى "إلغاءُ اتّفاق أوسلو وما ترتّب عليه؛ من اعترافٍ بالكيان الصهيونيّ، والتزاماتٍ سياسيّةٍ واقتصاديّةٍ وأمنيّة، وعدم الاستسلام للشروط والوقائع التي يفرضها العدوُّ على الأرض، واستمرار استجداء ما يُسمى المفاوضات معه، فهذا يشكّل تجاوزًا لكلّ التوافقات الوطنيّة التي طالبت بإلغاء هذا التعاقد السياسيّ والأمني، فهذا يشكّل تجاوزًا لكلّ التوافقات الوطنيّة التي طالبت بإلغاء هذا التعاقد السياسيّ والأمنيّ، الذي يأتي على حساب حقوق شعبِنا الوطنيّةِ ومصالحِهِ وأهدافِه، ويمثّلُ إمعانًا بالتعلّق والرهان الخاسر على الإدارة الأمريكيّة رغمَ كلِّ التَّجرِبة الكارثيّة، وتشكيلَ جبهةٍ مقاوِمةٍ موحّدة، تعدُّ ضرورةً مقابلَ استمرار نهج أوسلو وما ترتّب عليه فلسطينيًّا".
وأكَّد المكتب السياسي على "ضرورة الدعوةُ لحوارٍ وطنيٍّ شاملٍ وجادّ، تشاركُ فيه كلُّ قوى شعبنا الوطنيّة والمجتمعيّة؛ يستهدفُ إجراءَ مراجعةٍ نقديّةٍ سياسيّةٍ وتنظيميّةٍ شاملة، باعتبارها ضرورةً وطنيّةً للخروج من حالة الانقسام الكارثيّ، وتصحيح مسار حركتنا الوطنيّة الفلسطينيّة، وتجاوز الأزمة الوطنيّة العامّة إلى رؤيةٍ وطنيّةٍ ومؤسّساتٍ ديمقراطيّةٍ موحّدة؛ تنتجها انتخاباتٌ شاملةٌ وشراكةٌ وطنيّةٌ في إدارتها، وفي المقدّمةِ منظّمةُ التحرير الفلسطينيّة.
وبشأن الأسرى، قال المكتب السياسي، إنّه "وفي ظلِّ الهجمةِ الاحتلاليّة التصعيديّة ضدّ أسرانا وأسيراتنا في سجون العدوّ، فإنّ المطلوبَ وضع خطة لتوحيد التحرّكُ وطنيًّا ومؤسساتيًّا وشعبيًّا على مختلِف الصعد، بما في ذلك دعوةُ الأمم المتحدة والمؤسسات والمنظّمات الحقوقيّة المحليةُ والدوليةُ للقيام بدورها إزائهم؛ انتصارًا لقضيّة حريّتهم"، مُشيرًا إلى أنّه "لا سبيلَ أمامنا سوى استمرارِ التمسّك بخيارِ المقاومة ومشروعها، الذي أثبتَ نجاعتَهُ في مواجهة المشروع الصهيونيّ من جهةٍ، وفي توحيد قواه وأحزابه الوطنيّة، وشعبنا الفلسطينيّ في أماكن وجوده كافّةً، كما بدا في معركة سيف القدس وغيرها من جهةٍ أخرى، وهذا يؤكّد أنّ نهجَ المقاومةِ وثقافتَها؛ خيارًا ومشروعًا، وتوحيدَ أدواتِها، بما فيها القيادةُ الوطنيّةُ للمقاومةِ الشعبيّة؛ هو الكفيلُ بتحويل الاحتلال ومشروعه وأهدافه إلى مشروعٍ خاسرٍ ومُكلف".
وبيّن أنّه "في ظلّ استمرار القوى الإمبرياليّة، وفي مقدّمتِها الولاياتُ المتّحدةُ الأمريكيّة، في دعم الكيان الصهيوني وتقويتِهِ وتوفيرِ الرعايةِ والحماية له؛ وكذلك في ظلّ استمرارِ تغوّلِها وفرضِ هيمنتِها على الشعوب الطامحة في التحرّر والانعتاق؛ فإنّ نضالَنا على الجبهة الأمميّة؛ يتوطّدُ من خلال مدِّ جسورِ العلاقات مع كلّ الدول والقوى والمؤسّسات واللجان، وفي مقدّمتِها حركةُ المقاطعة الفلسطينيّة والدوليّة (BDS)، وكلّ حملات التضامن".
وفي ختام بيانه، عاهد المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة كافة أبناء شعبنا أن "نبقى أوفياء لدرب الشهداء الأماجد واللاجئين المتمسّكين بحقّهم في العودة إلى ديارهم، والأسرى الذين لم يتوانوا لحظةً في خوض معارك الحريّة؛ درب المقاومة المستمرّة حتّى التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة على كامل التراب الوطنيّ الفلسطينيّ".
وفيما يلي نص بيان الجبهة كما وصل سما الاخبارية:
بيانٌ صادرٌ عن المكتب السياسي للجبهةِ الشعبيّةِ لتحرير فلسطين
في ذكرى الانطلاقةُ الرابعةُ والخمسين
يا جماهيرَ شعبِنا الفلسطينيّ.. يا أبناءَ أمّتِنا العربيّة.. يا كلَّ أحرارِ العالم
نحيي وشعبَنا ومعنا كلُّ شرفاءِ أمّتِنا وأحرارِ العالم؛ ذكرى انطلاقة الجبهةِ الشعبيّةِ لتحرير فلسطين، تزامنًا مع ذكرى الانتفاضةِ الشعبيّة الكانونيّة، وما عبّرت عنه من استمراريّةٍ تاريخيّةٍ للتجرِبةِ الوطنيّةِ الفلسطينيّة؛ في نضالِها وكفاحِها الدائمِ ضدّ الوجودِ الصهيونيّ المدعومِ من القوى الاستعماريّة والإمبرياليّة العالميّة، وفي مقدّمتِها الولاياتُ المتّحدةُ الأمريكيّة، حيث مثّلت بانطلاقتِها بعثًا لأملٍ جديدٍ من بين ركامِ الهزيمةِ ونتائجِها وإفرازاتِها الفكريّة والسياسيّة والتنظيميّة، في حمل لواءِ الثورةِ والنضالِ ورفعِها شعارَ الكفاح الوطنيّ والقوميّ، وقدّمت على هذا الدرب، عشراتِ الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين الأشدّاء؛ الذين نتوجّه لهم ولعموم شهداء شعبنا الفلسطيني وأمّتنا وأحرار العالم وأسراهم وجرحاهم ومناضليهم، بأسمى التحيّات النضاليّة، والانحناء أمامهم إجلالًا وإكبارًا واعتزازًا لهم وبهم وبتضحيّاتهم الجليلة ومآثرهم وبطولاتهم، التي شكّلت إرثًا تاريخيًّا وكفاحيًّا وإنسانيًّا قلَّ نظيرُه، ميّز تاريخَ الجبهةِ الشعبيّة لتحرير فلسطين، وحركة التحرّر الوطنيّ الفلسطينيّ إجمالًا.
أربعةٌ وخمسونَ عامًا، ونحن مع شعبِنا على امتدادِ الوطن ومخيّمات اللجوء والمنافي، في مواقعِ النضالِ المتقدّمة، والكفاحِ الوطنيّ المتواصلِ والدؤوبِ على طريق انتزاع حريّتِهِ واستقلالِه، وتحقيقِ حقّه في العودة إلى أرض وطنه، التي هُجّر منها بعد أن تعرّض لأبشعِ عمليّةِ تطهيرٍ عرقيٍّ شهدها القرنُ العشرين؛ متلفّحين بالمبادئ، والأسس، والمنطلقات، والقيم الوطنيّة، والإنسانيّة، والأخلاقيّة، التي سنّها القادةُ المؤسّسون، وأرسوا من خلالها هذا الحضورَ الوطنيَّ والاجتماعيَّ في مختلِفِ ساحاتِ شعبِنا الفلسطينيّ وتجمّعاتِه؛ في تعبيرٍ صادقٍ عن طموحاته وأهدافه، التي قُدّمت لأجلها التضحياتُ الكبيرةُ والعظيمةُ والمعاناةُ الحافلةُ بها مسيرتُهُ الوطنيّةُ المديدة، حيث خاض المناضلون تحت رايةِ حزبِنا - وما زالوا - بعزيمةٍ وإصرارٍ وإباءٍ جميعَ المعاركِ الوطنيّة المستحقّة في الدفاع عن قضيّتنا وحقوقنا الوطنيّة والتاريخيّة.
أربعةٌ وخمسون عامًا، ونحن نرابط على ثغرِ وحدةِ شعبِنا وأرضِ وطنِهِ ونسيجِهِ الاجتماعيّ وكيانيّتِهِ وهُويّتِهِ وذاكرتِهِ الوطنيّة الكفاحيّة، في مواجهةِ كلِّ عواملِ التبديد المستمرّ بأوهام السلام المزعوم منذ ثلاثةِ عقودٍ من الرّهان على مسار أوسلو التدميريّ، واستمرار اختزال خارطة الوطن والشعب والحقوق وتفكيكها وتجزئتها، واستنزاف الحالة الوطنيّة وإنهاكها بالانقسام والاستفراد والهيمنة الفئويّة، وفتح الأبواب لتشريع التطبيع والخيانة، التي أقدمت عليها العديدُ من الأنظمة العربيّة، في محاولةٍ لتصفيّةِ القضيّةِ والحقوق الفلسطينيّة.
شعبَنا المقاوم... أمّتَنا الأبيّة
بالاستناد إلى ترابط القضيّة الفلسطينيّة بالقضيّة العربيّة وهي قضيّةُ الحريّة والاستقلال، ورفض الهيمنة والتبعيّة ونهب خيرات وطننا العربي، وإبقائه رهن دوائر التجزئة والتخلّف؛ فإنّ الرؤية والقراءة الواضحة للصراع مع العدوّ الصهيونيّ في تحالفِهِ مع الإمبرياليّة الغربيّة عمومًا، والأمريكيّة خصوصًا، وأنظمة الرجعيّة والخيانة العربيّة، تضع أمامنا حقيقةَ اتّساعِ دوائر العدوان والمشاريع والمخطّطات، التي تستهدف القضيّة الفلسطينيّة؛ حقوقًا ووجودًا، ومن بوّابتها استهدافُ الحقوق والوجود العربيّ؛ إذ تُشكّل الاندفاعةُ نحو التطبيع حلقةً رئيسيّةً فيها، تستدعي من كلّ قوى وأحزاب شعبِنا وأمّتِنا الحيّة والفاعلة الرافضة للاحتلال والعدوان والإمبرياليّة العالميّة، أن تكون بمستوى المواجهة التاريخيّة الشاملة مع العدوّ الصهيونيّ وأهدافه التصفويّة، وهذا ما يدعونا للتأكيد على الآتي:
أوّلًا: المجابهةُ والتصدّي للهرولة الرسميّة العربيّة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، بما يمثّل من خيانةٍ وطنيّةٍ وقوميّةٍ للقضايا والحقوق العربيّة، وفي القلب منها القضيّةُ والحقوقُ الفلسطينيّة؛ يتطلّب من مختلِفِ قوى حركة التحرّر العربيّة المبادرةَ إلى بناءِ الجبهةِ العربيّة المقاوِمة للتطبيع والتصفية، فتحشيدُ إمكانيّاتِ المواجهة والمقاوِمة للمشروع والمخطّط الأمريكيّ – الصهيونيّ في المنطقة وتفعيلُها، وكذلك أنظمته التي تجثمُ على صدور شعوبنا، ستتحقّقُ من خلال تضامنِ قوى حركة التحرّر العربيّة وتماسكها، ووحدة قوى المقاومة على امتداد المنطقة.
ثانيًا: إنّ المشروع المعادي، ومن يدور في فلكه داخليًّا، يعملُ باستمرارٍ على تفجير الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة من خلال الصراعات، والانقسامات المذهبيّة، والطائفيّة، والانقلابات، والإرهاب، وحروب الوكالة، والحصار، والعقوبات... وغيرها من الأسلحة؛ التي تهدفُ إلى إنهاك الدول العربيّة وتفكيكها، التي نشأت بموجب اتّفاقيّة سايكس – بيكو التقسيميّة، على طريق إنجاز مشروعه (صفقة القرن) في إيجادِ حالةٍ تجزيئيّةٍ وتقسيميّةٍ تفوقُ ذلك الواقع، الذي خلقته هذهِ الاتفاقيّة. وعليه؛ فإنّ مهمّة قوى حركة التحرّر العربيّة تبدأُ من خلال وعي واقع التجزئة والحرب المشنّة ضدّ القوميّة العربيّة، بما يضعُ معركةَ الوعي والثقافة ووحدة المصالح المشتركة على الصعيد القوميّ؛ ضمنَ أولويّاتِها.
ثالثًا: إلغاءُ اتّفاق أوسلو وما ترتّب عليه؛ من اعترافٍ بالكيان الصهيونيّ، والتزاماتٍ سياسيّةٍ واقتصاديّةٍ وأمنيّة، وعدم الاستسلام للشروط والوقائع التي يفرضها العدوُّ على الأرض، واستمرار استجداء ما يُسمى المفاوضات معه؛ فهذا يشكّل تجاوزًا لكلّ التوافقات الوطنيّة التي طالبت بإلغاء هذا التعاقد السياسيّ والأمنيّ، الذي يأتي على حساب حقوق شعبِنا الوطنيّةِ ومصالحِهِ وأهدافِه، ويمثّلُ إمعانًا بالتعلّق والرهان الخاسر على الإدارة الأمريكيّة – رغمَ كلِّ التَّجرِبة الكارثيّة - ما يمنحُ هذا العدوَّ الوقتَ اللازمَ لاستكمال تنفيذِ مشروعه الاستعماريّ الاستيطانيّ وتعميقِهِ على أرضنا، وممارسة كلّ أشكال الإلغاء والتطهير العرقيّ بحقّ شعبنا والإحلال على أرضه. وعليه؛ فإنَّ تشكيلَ جبهةٍ مقاوِمةٍ موحّدة، تعدُّ ضرورةً مقابلَ استمرار نهج أوسلو وما ترتّب عليه فلسطينيًّا.
رابعًا: الدعوةُ لحوارٍ وطنيٍّ شاملٍ وجادّ، تشاركُ فيه كلُّ قوى شعبنا الوطنيّة والمجتمعيّة؛ يستهدفُ إجراءَ مراجعةٍ نقديّةٍ سياسيّةٍ وتنظيميّةٍ شاملة، باعتبارها ضرورةً وطنيّةً للخروج من حالة الانقسام الكارثيّ، وتصحيح مسار حركتنا الوطنيّة الفلسطينيّة، وتجاوز الأزمة الوطنيّة العامّة إلى رؤيةٍ وطنيّةٍ ومؤسّساتٍ ديمقراطيّةٍ موحّدة؛ تنتجها انتخاباتٌ شاملةٌ وشراكةٌ وطنيّةٌ في إدارتها، وفي المقدّمةِ منظّمةُ التحرير الفلسطينيّة، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، بما تمثّله من مرجعيّةٍ وطنيّةٍ عليا، وأداةٍ جبهويّةٍ تحرّريّة؛ وإلى أن نصل إلى ذلك، ندعو إلى اعتبارِ لجنةِ تفعيل المنظّمة وتطويرها، مرجعيّةً مؤقتةً لشعبنا، كما نصّت على ذلك الاتّفاقاتُ الوطنيّة.
خامسًا: في ظلِّ الهجمةِ الاحتلاليّة التصعيديّة ضدّ أسرانا وأسيراتنا في سجون العدوّ، فإنّ توحيدَ الجهود الوطنيّة في الدفاع عنهم، باعتبارهم أسرى حريّة واستقلال، تعدُّ أولويّةً وطنيّةً ملحّة. وعليه؛ فإنّ المطلوبَ وضع خطة لتوحيد التحرّكُ وطنيًّا ومؤسساتيًّا وشعبيًّا على مختلِف الصعد، بما في ذلك دعوةُ الأمم المتحدة والمؤسسات والمنظّمات الحقوقيّة المحليةُ والدوليةُ للقيام بدورها إزائهم؛ انتصارًا لقضيّة حريّتهم.
سادسًا: لا سبيلَ أمامنا سوى استمرارِ التمسّك بخيارِ المقاومة ومشروعها، الذي أثبتَ نجاعتَهُ في مواجهة المشروع الصهيونيّ من جهةٍ، وفي توحيد قواه وأحزابه الوطنيّة، وشعبنا الفلسطينيّ في أماكن وجوده كافّةً، كما بدا في معركة سيف القدس وغيرها من جهةٍ أخرى، وهذا يؤكّد أنّ نهجَ المقاومةِ وثقافتَها؛ خيارًا ومشروعًا، وتوحيدَ أدواتِها، بما فيها القيادةُ الوطنيّةُ للمقاومةِ الشعبيّة؛ هو الكفيلُ بتحويل الاحتلال ومشروعه وأهدافه إلى مشروعٍ خاسرٍ ومُكلف.
سابعًا: في ظلّ استمرار القوى الإمبرياليّة، وفي مقدّمتِها الولاياتُ المتّحدةُ الأمريكيّة، في دعم الكيان الصهيوني وتقويتِهِ وتوفيرِ الرعايةِ والحماية له؛ وكذلك في ظلّ استمرارِ تغوّلِها وفرضِ هيمنتِها على الشعوب الطامحة في التحرّر والانعتاق؛ فإنّ نضالَنا على الجبهة الأمميّة؛ يتوطّدُ من خلال مدِّ جسورِ العلاقات مع كلّ الدول والقوى والمؤسّسات واللجان، وفي مقدّمتِها حركةُ المقاطعة الفلسطينيّة والدوليّة (BDS)، وكلّ حملات التضامن، التي ترفض التغوّلَ والهيمنةَ الاستعماريّةَ الإمبرياليّة - الصهيونيّة؛ عالميًّا وإقليميًّا وعربيًّا وفلسطينيًّا، وتعلن تضامنَها ودعمَها الواضحَ لحقوقِ شعبِنا ونضالِهِ من أجل حريّتِهِ واستقلالِهِ وتقريرِ مصيرِه.
يا أبناءَ شعبِنا العظيم.. أحرارَ أمّتِنا والعالم..
نعاهدُكم أن نبقى أوفياء لدرب الشهداء الأماجد واللاجئين المتمسّكين بحقّهم في العودة إلى ديارهم، والأسرى الذين لم يتوانوا لحظةً في خوض معارك الحريّة؛ درب المقاومة المستمرّة حتّى التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة على كامل التراب الوطنيّ الفلسطينيّ.
تحيّةَ فخرٍ واعتزازٍ ووفاءٍ لشعبِنا الفلسطينيّ وعطائِهِ الذي لا ينضب
تحيّةَ فخرٍ واعتزازٍ ووفاءٍ لأبناءِ أمّتِنا العربيّة الذين انتفضوا في وجه أنظمتهم الخيانيّة، ويقفون مع قضيّتهم المركزيّة
تحيّةَ فخرٍ واعتزازٍ ووفاءٍ لكلِّ أحرارِ العالم المساندين والمناصرين الداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني ونضاله
المجدُ للشهداء.. الحريّةُ للأسرى.. الحريّةُ لشعبِنا.. وحتمًا لمنتصرون
الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين
المكتب السياسي
10/12/2021