قال ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفن كون فون بورغسدورف، إن غزة ما زالت أولوية بالنسبة للاتحاد والدول الأعضاء فيه، مشيرًا إلى أن الوضع يشكّل مصدر قلق كبير ويؤثر على جميع جوانب حياة السكان في غزة.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقد في ميناء الصيادين غرب مدينة غزة، اليوم الخميس، في ختام زيارة استمرت يومين لرؤساء بعثات وممثلي دول الاتحاد الأوروبي، أن غزة لا تزال تواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية أساسية لم يتم التعامل معها من قبل، مؤكدًا أن الإغلاق المستمر للقطاع يجعل التعافي الفعّال والتنمية المستدامة أمرًا مستحيلًا.
وشارك في المؤتمر الصحفي، وزير الأشغال العامة والإسكان محمد زيارة، ووزير الثقافة عاطف أبو سيف، ووزير الريادة والتمكين أسامة السعدواي.
ورحب زيارة باسم الحكومة الفلسطينية بالوفد وشكره على مواقفه الداعمة لشعبنا في جميع المجالات، وقال: “إن المشاريع المهمة التي تقومون بها في جميع أنحاء فلسطين بما في ذلك المشاريع التي قمتم بتفقدها في هذه الزيارة سيكون لها الأثر الإيجابي على حياة المواطنين”.
وأضاف: “على الرغم من الوضع السياسي القائم في قطاع غزة، والذي نسعى لإنهائه بالسرعة القصوى وعودة الوحدة بين جناحي الوطن، الحكومة لم تتوقف يومًا عن تحمل مسؤولياتها تجاه شعبنا في غزة بجميع مجالات الحياة والقيام بالمشاريع بجانب مشاريع إعادة الإعمار للتغلب على الدمار الذي خلفته الاعتداءات الإسرائيلية السابقة، قبل عام 2021 قمنا بتنفيذ مئات من المشاريع التنموية في جميع مجالات الحياة”.
وتابع زيارة: “لم يكن ممكنًا تنفيذ هذه المشاريع دون دعم خارجي، وبالرغم من هذه الجهود فللأسف الدمار لم يتوقف يوماً، وقبل إنهاء أي برنامج إعادة إعمار يحدث دمار جديد من الاحتلال الإسرائيلي”، منوهاً إلى أنه “حتى الآن لم تبدأ إعادة إعمار حقيقية للدمار الأخير”.
وطالب المجتمع الدولي بتخصيص الموارد الكافية للتعامل مع هذه القضية (إعادة إعمار ما دمره الاحتلال)، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى الوقوف بجانب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، لأنها تقوم بجهد وخدمات جليلة في القطاع وخارجه ويجب أن يكون الدعم غير مشروط.
وقال زيارة: “نقدّر الموقف السياسي للاتحاد الأوروبي من أجل تحقيق سلام دائم وعادل على أساس القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”، مبينًا أن جهود المجتمع الدولي يجب أن تستمر من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس”.
كما دعا زيارة إلى الإيفاء بالحقوق الفلسطينية المعروفة والثابتة، على طريق تحقيق السلام الدائم، مؤكدًا أن الاستيطان والتهجير القسري للفلسطينيين من منازلهم وهدم البيوت ومنع الإنتخابات في القدس واستهداف الأطفال ومصادرة الأراضي وحصار غزة ومنع إعادة الإعمار وحرمان حق الناس في عيش بكرامة يجب أن تتوقف جميعها وعلى الفور.
وخلال الزيارة، اجتمع الوفد الذي ضم 20 دبلوماسيًا من رؤساء بعثات وممثلي دول الاتحاد الأوروبي بوزراء ومسؤولين من السلطة الوطنية الفلسطينية، وتفقدوا معبري كرم أبو سالم ورفح، ومشاريع ممولة من الاتحاد الأوروبي، والتقوا ممثلي المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان ومحللين وسياسيين ونشطاء من النساء والشباب وممثلي القطاع الخاص والمنظمات الدولية.
وشارك الوفد أطفال غزة في الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس اليونيسف، حيث خط الأطفال والدبلوماسيون رسومات على جدران محطة تحلية المياه في غزة، وهي إحدى مشاريع الاتحاد الأوروبي الرئيسية في غزة.
واطلع الوفد في معبر كرم أبو سالم على متطلبات وإجراءات دخول وخروج البضائع، بما في ذلك المساعدات الإنسانية. وفي معبر رفح، اطلعت بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في رفح الدبلوماسيين على تفويضها للعمل في رفح. وفي هذا السياق، تم إطلاع الوفد أيضًا على الإجراءات القائمة فيما يتعلق بتنقل المواطنين بين غزة ومصر.
كما زار الدبلوماسيون المشاريع الممولة من الاتحاد الأوروبي بما في ذلك قرية أم النصر البدوية في بيت لاهيا ومركزها النسوي، والتقوا بممثلين عن المجتمع المحلي في القرية، وزاروا مزرعة فراولة تدعمها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، حيث أطلعهم المزارعون على وضع القطاع الزراعي في غزة.
وكذلك قام الدبلوماسيون بزيارة مدرسة تل الهوى للبنات التابعة للأونروا كجزء من الدعم الطويل الأمد من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه تجاه لاجئي فلسطين.