قال يوسي بيلين وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق، وأحد رموز اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، أن "نفتالي بينيت ليس على استعداد لسماع أي خبر يتعلق بإنجاز تسوية مع السلطة الفلسطينية، تقوم على أساس قرار التقسيم، رغم أن ذلك يعني في النهاية وجود أقلية يهودية في هذه البلاد، وبذلك تحصل نهاية الرؤية الصهيونية.
وأضاف في حوار مطول مع صحيفة معاريف "أن بينيت يدرك أكثر من سواه أن القادة الذين التقاهم مثل أنغيلا ميركل المستشارة الألمانية وجو بايدن الرئيس الأمريكي يحذران من مثل هذا الوضع القائم حاليا مع الفلسطينيين، حتى أن الرئيس السابق دونالد ترامب أكد أنه إذا لم يكن لإسرائيل حدود متفق عليها، فسيكون رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقبلي اسمه "محمد".
وأكد أن "بنيامين نتنياهو سبق له أن أعلن أنه سيعمل على إنهاء اتفاق أوسلو، وهذا ما فعله، وإذا كان هناك أحد في إسرائيل مسؤول عن عدم استمرار التسوية الدائمة مع الفلسطينيين فهو نتنياهو، لكني أعترف أنه كان علي أن أحاول دفع إسحق رابين أكثر للذهاب مباشرة إلى تسوية دائمة مع الفلسطينيين، وليس اختيار الاتفاق المؤقت الذي أوصلنا إلى هذا الوضع المخيف، المتمثل بوجود دولة واحدة هنا، وها نحن نخسر الأغلبية اليهودية فيها".
وأشار إلى أن "سيناريو وجود أقلية يهودية هنا تسيطر على أغلبية غير يهودية، تعني نهاية الرؤية الصهيونية، ولا أظن أن أي زعيم صهيوني من اليمين أو اليسار على استعداد لرؤية مثل هذا الوضع، مع أن هؤلاء الذين يتحدثون بشدة عن الصهيونية هم من قادونا إلى هذه الكارثة، بمن فيهم بينيت".
وأضاف أن "المعارضين الإسرائيليين لاتفاق أوسلو يعيشون اليوم بأمن وأمان نتيجة التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية بفضل اتفاق أوسلو، هذا يعني أنهم يعيشون في رعاية أوسلو، ربما لا تعجبهم الفكرة، لكنهم يتعايشون معها، وهذا يعني أن أوسلو ليست كارثة".
وحول مذكراته عن أوسلو، يقول بيلين أن "الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات شكل لإسرائيل فرصة وخطرا في الوقت ذاته، لأنه أول من فهم أن القضية الفلسطينية لن تطرحها الدول العربية على الطاولة الدولية، لذلك خلص إلى أن العنف هو الطريقة الأخرى لوضع القضية الفلسطينية على جدول الأعمال، وقد أثبت هذا الخيار نفسه إلى حد ما، ورغم ذلك فقد أتيحت فرصة التوصل لتسوية مؤقتة بمساعدته، لأنه تمتع بشخصية كاريزمية، واستعد الفلسطينيون لقبول كل ما يقوله".
أما بالنسبة لمحمود عباس، فقال بيلين الذي يرتبط معه بعلاقة شخصية وثيقة، أن "أبو مازن قاتل ضد الانتفاضة الثانية، ويؤمن بالسلام، وله أوراق اعتماد في هذا الموضوع".
غربي 21