أكد مدير عام العلاقات العامة والإعلام، في شركة توزيع كهرباء غزة محمد ثابت، أن سلوك المواطنين في عمليات الاستهلاك للكهرباء أحد الأسباب التي من شانها استقرار جدول التوزيع خاصة في فصل الشتاء وذروة الفصل والمتمثله بالمنخفضات الجوية.
وقال ثابت في تصريح صحفي ، اليوم الأربعاء، إن " التعدي على شبكة الكهرباء؛ والمتمثل بسرقة التيار بمختلف أشكالها والتلاعب بالعدادات أو مد خطوط قلاب أو الانتفاع من الكهرباء بدون عدادات؛ هي كميات كهرباء مفقودة ومهدورة، كان بالإمكان استثمارها لدعم جدول التوزيع وزيادة عدد ساعات الوصل".
وأوضح أن " المتوفر اليوم لدى الشركة يصل لقرابة 185 ميجاوات في حين أن الطلب وصل لقرابة 360 ميجاوات والجدول المطبق 8 ساعات وصل مقابل 8 ساعات فصل مع بعض الزيادة في مختلف المحافظات، ولكن في فصل الشتاء ستكون نفس كمية الكهرباء مايرفع الطلب على التيار ليصل لقرابة 550 ميجاوات وبالتالي فإن فجوة العجز ستزداد وستؤثر سلبا على الجدول".
وحول خطة الشركة لاستقبال الفصل، قال إن " خطط استقبال فصل الشتاء لدى الشركة هي خطط سنوية دورية تبدأ قبل الدخول الفعلي لفصل الشتاء وتتمثل في العديد من الاجراءات المنظمة؛ تبدأ بإجراءات روتينية مثل (قص أغصان الأشجار التي تعترض طريق شبكات وأسلاك الكهرباء)؛ وذلك لتفادي أي مشاكل في الشبكة تحدثها حركة تلك الأغصان بفعل الرياح، وإجراءات أخرى مثل غسيل محولات التيار والعوازل وغيرها من مكونات الشبكة لإزالة الغبار والأتربة التي تراكمت خلال فصل الصيف عليها والتي تتسبب بخفض عازلية الشبكات أو التسبب ببعض المشاكل".
وأضاف" يتم أيضا تغيير العديد من المكونات القديمة أو غير الصالحة بمكونات أخرى جديدة، وكذلك تأريض الأعمدة الحديدية، وإزالة أي عوائق على الشبكات من الممكن أن تشكل خطورة، بالإضافة إلى أحكام إغلاق غرف الكهرباء الأرضية والتأكد من جودة اقفالها، وإجراءات أخرى مهمة مثل التشيك على شبكات الكهرباء والتأكد من مأمونيتها وعازلتيها وكفاءتها، كذلك القيام بالحملات الاعلامية التوعوية من مخاطر الكهرباء في فصل الشتاء".
وبشأن المعوقات والتحديات التي تواجه عمل الشركة، قال " إن المعوقات كبيرة ومتعددة من أبرزها؛ عدم كفاية كميات الكهرباء الواصلة لقطاع غزة وتغطيتها لحاجة القطاع فالمتوفر في أحسن الظروف بالكاد يغطي 50% من احتياجات القطاع وهذه النسبة مرشحة للانخفاض في ذروة فصل الشتاء وذروة فصل الصيف بسبب الطلب الكبير على الكهرباء في تلك الفترة".
وأضاف" المتوفر لدي الشركة يصل في أحسن الظروف إلى 200 ميجاوات مقابل طلب في المتوسط من 450 إلى 500 ميجاوات ويصل في ذروة الشتاء إلى أكثر من 600 ميجاوات في ظل المنخفضات الجوية العميقة ؛ الأمر الذي يسبب عجز كبير على جدول توزيع الكهرباء".
وتابع " من التحديات التي تواجه عمل الشركة ، قضية التعدي على شبكة الكهرباء؛ والمتمثل بسرقة التيار بمختلف أشكالها والتلاعب بالعدادات أو مد خطوط قلاب أو الانتفاع من الكهرباء بدون عدادات"، مؤكداً بأن الشركة ورغم ما تواجه من تحديات ومعوقات، تقوم بالعديد من الاجراءات للتصدي لتلك الظاهرة غير المسؤولة الا أن الكثير يصرون على ارتكاب نفس الاعمال الخارجة عن أخلاق شعبنا وتعاليم ديننا، حسب قوله.
وأردف " أيضا من المعوقات العامل المادي، والمتمثل بضعف التمويل، فضلاً عن إجراءات الاحتلال الاسرائيلي باستهداف البنية التحتية لقطاع الكهرباء خاصة في العدوان الأخير والذي تسببت في دمار واسع لشبكات ومقدرات شركة توزيع الكهرباء"، لافتا إلى أن الشركة وبسبب الوضع الاقتصادي الصعب والذي ألقى بظلاله على عمليات التحصيل والتسديدات وأثر بشكل كبير على ايرادات الشركة وتدفقاتها المالية؛ رفع من نسبة الديون المتراكمة لأكثر من 4 مليار و700 مليون شيكل.
وما يحتاجه قطاع الكهرباء، قال إن "ما يحتاجه هو السماح بتنفيذ المشاريع الاستراتيجية التي من شأنها إمداد قطاع غزة بالكهرباء التي تكفي حاجتها؛ مثل استكمال مشروع خط الربط 161 من داخل الخط الأخضر وكذلك إعادة وصل الخطوط المصرية المتعطلة منذ مارس 2018 وإمداد محطة التوليد بالغاز الطبيعي بدل وقود الديزل المرتفع التكلفة وتوسعتها لنتمكن من الحصول على طاقة أكبر".
وأضاف " ضرورة العمل على تمويل مشاريع الطاقة الشمسية وتعميم ثقافتها لدى المواطنين ولدى المؤسسات والشركة للاستفادة من المصادر الطبيعية المتجددة، بالتوازي كذلك مع اجراءات مكافحة التعدي على الكهرباء وتوعية المواطنين بجدوى ترشيد الاستهلاك".
يذكر أن جدول التوزيع الخاص بالتيار الكهربائي المعمول به في قطاع غزة؛ يشهد حالة من التراجع في ساعات الوصل نتيجة الاحمال الزائدة خاصة في اوقات الذروة سواء في فصل الصيف أو الشتاء، فضلاً عن نقص كميات الوقود في بعض الأوقات الخاص بالشركة، وتعمل الشركة في الوقت الحالي بجدول 8 ساعات وصل و8 ساعات فصل مع زيارة في ساعات الفصل ببعض المحافظات.