وسط تلاميذه الصغار مرتديا الزي المدرسي الممزوج بين اللونين الأسود والأحمر، في بادرة قد تعد الأولى بالمدارس المصرية، يفتتح عادل عبدالرحمن، مدير مدرسة طه حسين الإبتدائية بالجيزة في مصر، طابور الصباح اليومي مستعينا بصغاره ومشاركتهم بمجموعة من الأنشطة التي ينفذوها بمنازلهم من أجل عرضها أمام الجميع.
عرض الأنشطة من قبل الصغار، فقرة محببة يرغبون بها التقرب والتودد من قائدهم الذي غرس داخلهم حب المدرسة وملابسها مرورا بالتدريبات الرياضية التي تنتهي بترديد نشيد طابور الصباح المقدر وقته بنحو ربع ساعة يوميا.
«القصة إنها عملية تربوية في المقام الأول.. وارتدائي للزي المدرسي فخر بالنسبة ليا»، كلمات وجيزة عّبر بها مدير المدرسة المتواجدة بإدارة العمرانية التعليمية بمحافظة الجيزة عن هدفه من ظهوره لمدة 7 سنوات بالزي المدرسي الخاص بالطلاب، لافتا خلال حديثه مع «الوطن» إلى أنه نفذ الفكرة لمدة 5 سنوات بمدرسة العمدة حينما كان مديرًا بها وعند انتقاله لـ«طه حسين» كرر نفس التجربة.
القضاء على التنمر بين الطلاب، أيضا أحد الأهداف التي يسعى إليها «عبدالرحمن» من خلال ارتداء نفس ملابس تلاميذه، موضحًا: «كلهم بيئة متوسطة وزي بعض وحبيت يفهموا إن كلنا واحد ومفيش تلميذ أحسن من التاني وإني شبههم وميخفوش مني والدليل على كده هو حبهم للتصوير معايا دايما».
الخوف من مدير المدرسة يعد أمرًا غير موجود داخل مدرسة طه حسين الابتدائية، ولم يكلفه ماديا سوى 190 جنيهًا ثمن الزي المدرسي الذي يرتديه سنويا، أما معنويا وعلى نظير الجهد كلفه الأمر كثيرا حيث المتابعة المستمرة والحرص على التواجد دائما في كل تفصيلة من الأنشطة الطلابية والحصص الترفيهية.
ما فعله «عبدالرحمن» لاقى تفاعلا واسعا عبر صفحة المدرسة بمنصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بجانب تلقيه مئات عبارات الشكر والتقدير سواء من التلاميذ أو أولياء الأمور أو الإدارة التعليمية بمنطقة العمرانية: «سعادتي تفوق الوصف لكن ده عملنا وحرصنا على تربية الطلاب».