كشف تحقيق عسكري إسرائيلي حول الثغرات التي اعترت معركة سيف القدس مع المقاومة الفلسطينية، نشرت القناة 12 العبرية أجزاء منه، أن جيش الاحتلال قدم في وسائل الإعلام "صورة منفصلة عن الواقع العملياتي" وهو ما أضر بعمل الوحدات العسكرية وثقة الجمهور الإسرائيلي في الجيش.
ويشير التحقيق الذي وجه نقدا حادا لأداء جيش الاحتلال، إلى وجود ثغرات استخبارية كبيرة، حالت دون تلبية الجيش للتوقعات التي حاول تصويرها بشأن الأضرار التي لحقت بالمنظومات المضادة للدبابات والصواريخ لفصائل المقاومة في غزة، وأيضا بقيادتها العسكرية.
وبحسب القناة 12 العبرية، خلال الأسابيع التي أعقبت معركة سيف القدس، أجريت تحقيقات في عمل كافة وحدات جيش الاحتلال التي كانت شريكة في العدوان على قطاع غزة، سواء تلك التي شاركت بشكل فعلي أو توجيهي.
ويشير البند 33 من التحقيق إلى "فجوة تشغيلية خطيرة في عرقلة قدرات أنظمة الصواريخ والمضادة للدبابات والقناصة التابعة للمقاومة" بسبب النقص الحاد في المواد الاستخبارية، وهذا يعني أن جيش الاحتلال فشل في الكشف عن معظم قاذفات صواريخ وتحديد مواقع خلايا الإطلاق وقادة حماس في غزة.
وبسبب النقص الحاد في المعلومات الاستخباراتية، يوضح التقرير أن التقارير العسكرية للجيش كانت تؤكد اغتيال قادة الكتائب والسرايا، وفي بعض الحالات لم يكن قد تم اغتيالهم بالفعل، بل قصفت منازلهم فقط. وقال التحقيق إن "البحوث الاستخباراتية بكافة أنواعها لم تقدم الإجابة المطلوبة كما هو مطلوب".
وفق التحقيق فإن أنظمة نيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات والمدافع والصواريخ وغيرها، لم يكن لديها المعلومات الاستخباراتية التي تتيح لها إمكانية ضرب أهداف يمكن أن تقلل نيران المقاومة التي استمرت بنفس الكثافة حتى نهاية المعركة.
واللافت في التحقيق هو أنه على الرغم من تصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال خلال المعركة حول تدمير أنفاق إطلاق الصواريخ والقضاء على الفرق المضادة للدبابات، إلا أنه لم ينخفض إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات الجنوبية، وتمكنت الفرق المضادة للدبابات التابعة للمقاومة من السيطرة على المنطقة الحدودية بالكامل.
ويشير البند 38 من التحقيق إلى أن "الثغرات في المعلومات الاستخباراتية التي تم اكتشافها بعد العملية كانت على عكس ما كان قد نشر في مقالات وسائل الإعلام من قبل مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي سعت - قبل المعركة - إلى تضخيم قدرات جمع المعلومات الاستخبارتية من أجل إيصال رسالة تهديد للمقاومة في غزة وطمئنة الجمهور الإسرائيلي الذي اكتشف زيف ما كان يتلقاه من معلومات، وهذا أمر بالغ الأهمية، وفق التحقيق، لأنه تسبب في إلحاق الضرر بصورة الجيش وقدراته، وخلق أمنا وهميا لدى الجيش والجمهور الإسرائيلي.
ويوضح التحقيق أن هذا الوهم الذي تولد لدى الجيش بقدراته الاستخباراتية، أثر على تفكير الضباط على الأرض، الذين اعتقدوا أن لديهم تفوقًا كبيرًا على فصائل المقاومة، وهو ما ثبت عكسه.
ويكشف البند 55 من التحقيق كيف أثر هذا التقييم الخاطئ للوضع والمبالغة في استعراض القوة على ثقة الجمهور الإسرائيلي بالجيش، حيث تسبب بتقويض الثقة بين الجمهور والجيش، وسمح للمقاومة الفلسطينية باستغلال هذه الحالة من أجل التأثير على الجمهور الإسرائيلي.
ورد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي على المعلومات الواردة بالتحقيق، قائلا: "نرفض تقديم تفاصيل وبالتالي لا يمكن التعليق على فحوى التحقيق. بعد معركة مايو، تم إجراء عدد كبير من التحقيقات المعمقة في جميع وحدات الجيش بهدف استخلاص الدروس والعبر".
قدس