أفادت وسائل الإعلام العبريّة صباح اليوم الثلاثاء أنّ محكمة الصلح في مدينة بئر السبع (جنوب كيان الاحتلال)، أمرت ليلة أمس الاثنين بتمديد اعتقال 3 أشخاص بشبهة التسبب بوفاة امرأة (26 عاما) من قرية تل السبع في منطقة النقب وذلك يوم السبت الماضي.
وقالت صحيفة (هآرتس) العبريّة إنّه وفقًا للمعلومات المتوفرة، فإنّ بين المشتبهين زوج الفقيدة بالإضافة إلى شيخ وطبيب (64 و32 عامًا)، إذ جرى تمديد اعتقالهم حتى يوم بعد غدٍ الخميس. وأصدر القاضي قرارًا يحظر نشر اسم الضحيّة والمُعتقلين بشبه التورّط في وفاتها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في شرطة الاحتلال قولها إنّ شيخًا من النقب، لم يُذكر اسمه، “يعمل في علاج وطرد الجن من الجسم” قام بعلاجها وخلال العلاج تدهورت حالتها الصحيّة. ووفقا للشرطة فإنها تلقت بلاغا عن نقل الشابة إلى عيادة محلية في تل السبع، وهناك أقر الطبيب وفاتها.
وخلال التحقيق مع الشيخ، قُبيل عرضه على القاضي لتمديد اعتقاله، قال الشيخ للمحققين إنّ المرأة كانت بحالةٍ جيّدةٍ، وعندما حصل التدهور في صحّتها استدعى الطبيب في قرية تل السبع، وهو قريب العائلة، الذي قام بنقلها إلى عيادته، وهناك أقّر وفاتها.
هذا، وفتحت الشرطة ملفًا للتحقيق في ملابسات وفاة الشابة، ونقلت إلى معهد الطب العدلي في أبو كبير بهدف إجراء عمليةٍ للجثمان وتحديد السبب الذي أدّى لوفاتها.
على صلةٍ بما سلف، قال د. خالد الحروب إنّه “حتى اليوم، لا تزال العديد من البلدان والثقافات تفسر السلوك النفسي الناتج عن أعراض بعض الاضطرابات السيكولوجية بأنه نتيجة وجود روح شريرة أو جن يسكن في الإنسان ولا سيما في بعض المناطق الأقل تطوراً في العالم حيث لا تزال مثل هذه الاعتقادات تمثل أمرًا مُسلمًا في الثقافة المحلية في هذه البلدان”.
وشدّدّ الأكاديميّ العربيّ على أنّه “من المثير للاهتمام أنّ المعتقدات حول تلبس الجن لا تُستخدم ببساطة لمحاولة تقديم شرح وعلاج للاضطرابات المتعلقة بعلم الأمراض النفسية، لكنها أصبحت تستخدم للسيطرة على هؤلاء الأفراد وتبرير الجرائم وجعلهم منبوذين في المجتمع”، على حدّ تعبيره.
