أعلنت الولايات المتحدة، أمس الخميس، أنها اختبرت بنجاح مكوّنات "نماذج أولية" لصواريخ أسرع من الصوت ستستخدم لتطوير هذا النوع الجديد من الأسلحة الذي سبقتها إليه منذ فترة طويلة الصين وروسيا،في وقت نقلت وكالة "سبوتنيك" عن مصادر أن برامج "البنتاغون" لتطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت "تعرّضت لانتكاسة، اليوم الخميس، بعد فشل أحد الصواريخ الدافعة التي كانت تحمل سلاحاً أسرع من الصوت في الانطلاق".
ونقلت وكالة "رويترز"، عن مصادر مطلعة على نتيجة تلك التجربة، أن الهدف من وراء الاختبار هو التحقق من سلامة جوانب إحدى المركبات الإنزلاقية قيد التطوير، وهي تجربة يفترض أن تفوق سرعتها سرعة الصوت.
سلاح البحرية الأميركي قال في بيان إنّ "3 اختبارات أجريت بنجاح يوم الأربعاء في مركز والوبس، التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في ولاية فرجينيا قرب واشنطن"، بحسب قوله.
وأضاف البيان أن هذه الاختبارات "شكلت عرضاً للتقنيات والقدرات والنماذج الأولية لأنظمة تفوق سرعة الصوت المتقدمة في بيئة واقعية".
وفي السياق، قال المندوب الأميركي الدائم في مؤتمر نزع الأسلحة في جنيف، روبرت وود، إن "الولايات المتحدة قلقة جداً ممّا تفعله الصين في مجال الصواريخ الخارقة لجدار الصوت وتحلق بسرعة "5 ماخ" (خمسة أضعاف سرعة الصوت) ويمكن تعديل مسارها، ما يجعل رصدها واعتراضها صعباً".
وتأمل وزارة الدفاع الأميركية نشر أولى صواريخها قرابة العام 2025.
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان قد أعلن في تشرين الأول/أكتوبر 2020 أنّ بلاده تمتلك صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وذلك بعد إعلان البنتاغون أنه بدءاً من العام 2023، ستدخل الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت الخدمة في القوات البرية الأميركية.
وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" قالت إنّ "الصين أطلقت صاروخاً يملك قدرات نووية في آب/أغسطس الفائت، حلّق حول الأرض في مدار منخفض، قبل أن يسقط على هدفه الذي لم يتمكن من إصابته"، فيما نفت الصين هذه المعلومات، وأشارت إلى أنّ الأمر يتعلق "بتجربة روتينية لمركبة فضائية تهدف إلى اختبار تقنيات مركبات فضائية يعاد استخدامها".
وعرضت الصين في العام 2019 صاروخاً أسرع من الصوت أطلقت عليه اسم "دي اف-17". ويمكن لهذا السلاح المتوسط المدى (حوالى ألفي كيلومتر) ويشبه "طائرة شراعية"، حمل رؤوس حربية نووية.
لكنّ الصاروخ الذي تحدثت عنه "فاينانشال تايمز"يختلف عن "دي اف-17"، إذ "يمكن أن يصل إلى الفضاء ويوضع في المدار ثم يمر عبر الغلاف الجوي قبل أن يصيب هدفه"، بحسب الصحيفة.
كما أنّ روسيا كانت قد أطلقت صاروخاً من هذا النوع "تسيركون" من غواصة، ووضعت في الخدمة منذ نهاية العام 2019 الصواريخ الخارقة لجدار الصوت "أفانغارد" ذات القدرات النووية. وتقول موسكو إن صاروخ "أفانغارد" يمكن أن يبلغ سرعة (27 ماخ)، ويغيّر مساره وارتفاعه.
وأطلقت روسيا في تجرية أولى في شباط/فبراير 2020، صاروخ "كروز" أسرع من الصوت عن متن سفينة، يستطيع أن يضرب أهدافاً في أقلّ من 5 دقائق.
ونقلت الوكالة الروسية عن مصدرين قولهما: "بما يتسق مع برنامج الاختبار الذي تجريه الدولة لتسيركون، نفّذت السفينة أميرال جورشكوف في أوائل كانون الثاني/يناير الماضي تجربة لإطلاق هذا الصاروخ من بحر بارنتس إلى هدف على الأرض في شمال الأورال". "الميادين"