تحليل: مهاجمة قاعدة التنف بسورية رسالة إيرانية لإسرائيل

الخميس 21 أكتوبر 2021 04:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
تحليل: مهاجمة قاعدة التنف بسورية رسالة إيرانية لإسرائيل



القدس المحتلة / سما /

لا تزال قوات التحالف الدولي اليوم، الخميس، خارج مواقعها في قاعدة التنف، التي تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة لا يُعلم من يقف وراءه، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما اعتبر تحليل إسرائيلي أن هذا الهجوم ضد قاعدة أميركية يحمل رسالة موجهة إلى إسرائيل أيضا.

ورجح المرصد السوري نقلا عن مصادر أن تعود قوات التحالف الدولي إلى قاعدة التنف، الواقعة عند مثلث الحدود السورية – العراقية – الأردنية، في وقت لاحق اليوم. ووفقا للمرصد، فإنه دوت انفجارات، مساء أمس، في قاعدة التنف العسكرية، نتيجة قصف طائرات مسيرة على البوفيه ومسجد ومستودع للمواد الغذائية داخل قاعدة التنف، لا يعلم ما إذا كان يقف خلفه تنظيم ’الدولة الإسلامية’ (داعش) أو الميليشيات الإيرانية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية".

واعتبر المحلل العسكري في موقع "واينت" الإلكتروني، رون بن يشاي، أن هذا الهجوم "يرمز إلى تشديد في سياسة استخدام فيلق القدس في سورية، وربما غايته ممارسة ضغط على واشنطن أيضا، في سياق المحادثات حول العودة إلى الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة".

وأضاف بن يشاي أن "مجرد شن هجوم مباشر ضد قاعدة التحالف الغربي في سورية، الموجودة من أجل محاربة داعش بالأساس، يسلط الضوء على عدة جوانب من تغيّر طبيعة الحرب في الأراضي السورية بين الجهات المختلفة، وبضمن ذلك أنماط الهجمات الإسرائيلية في إطار المعركة بين حربين في سورية". ويذكر أن "المعركة بين حربين" تسمية تطلقها إسرائيل على غاراتها في سورية، في السنوات الماضية، التي تستهدف قوات "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية لإيران.

ويتواجد في قاعدة التنف قرابة 400 عسكري ومواطن أميركي وعشرات ضباط الاستخبارات العسكرية البريطانية والفرنسية. وتعارض روسيا والنظام السوري هذا الوجود الأميركي في سورية.

وأشار بن يشاي إلى أن قاعدة النتف بقيت خارج الحرب في سورية، لأن القوات فيها عملت ضد "داعش" بالأساس، ولأن هذه القاعدة بعيدة عن قواعد الميليشيات الموالية لإيران.

وأضاف أن "الليلة الماضية كانت المرة الأولى التي هوجمت فيها هذه القاعدة. وعلى ما يبدو أن سبب ذلك هو عدة هجمات (إسرائيلية) في الأشهر الأخيرة ضد قواعد الميليشيات الشيعية في منطقة دير الزور والمعبر الحدودي بين العراق وسورية في البوكمال".

وتابع بن يشاي أنه "إذا كان سلاح الجو الإسرائيلي أو قوات خاصة إسرائيلية قد شن هجمات من منطقة التنف لاستهداف بطاريات صواريخ مضادة للطائرات وقواعد الميليشيات الموالية لإيران في الأراضي السورية، فإنه بالإمكان التقدير أن هذا الأمر نُفذ انطلاقا من اعتبارات سياسية للمهاجم. وذلك لأن الدفاعات الجوية السورية في الصحراء السورية قليلة، وتلك الموجودة هناك قديمة ومن صنع روسي وليس بإمكانها تهديد الطائرات الإسرائيلية بصورة جدية".

واعتبر بن يشاي أنه "على ما يبدو أن الإيرانيين أدركوا جيدا هذا الوضع. ولكن خلافا للماضي، قرروا شن الهجوم على قاعدة التنف بواسطة طائرات مسيرة، مثلما فعلوا قبل سنتين في السعودية. وينبغي الانتباه إلى أن الهجوم على قاعدة التنف جاء ردا على هجمات جوية منسوبة لإسرائيل وليس للأميركيين".