انعقاد المؤتمر الأول في المجتمع العربي حول تعاطي المخدرات والأمراض النفسية

الأربعاء 20 أكتوبر 2021 03:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
انعقاد المؤتمر الأول في المجتمع العربي حول تعاطي المخدرات والأمراض النفسية



القدس المحتلة /سما/

 عقد في قاعة المركز الجماهيري ابن سينا بالناصرة، اليوم الأربعاء، المؤتمر الأول في المجتمع العربي الذي يناقش آفة تعاطي المخدرات والأمراض النفسية، وتأثيرها على الارتفاع الحاد في حالات الأمراض النفسية المستعصية بالمجتمع العربي.

وجاء هذا المؤتمر في أعقاب تزايد حالات “الاضطراب المزدوج” الناجم عن استعمال المخدرات الكيميائية ووصول مئات الحالات للمصحات النفسية نتيجة الهلوسة وانفصام الشخصية والوسواس القهري وغيرها من الحالات التي لم تكن معروفة للأطباء النفسيين والمعالجين في مراكز الفطام عن المخدرات.

وشارك في المؤتمر العشرات من العاملين في المراكز العلاجية والمؤسسات الصحية، إذ تم طرح القضية من وجهة نظر مهنية، كما دار حوار حول طاولة مستديرة بحث في آفاق الحلول للمديين القريب والبعيد.

وتولى عرافة المؤتمر، الشاب وافي كيال من جديدة المكر، وهو شخص عانى نتيجة “الاضطراب المزدوج”، لكنه استطاع بقدراته الذاتية وإصراره أن يتعافى من المخدرات التي كادت أن تدمره وتنهي حياته، وقرر أن يخرج إلى المجتمع ويعلن أنه كان مصابا باضطراب مزدوج، ليكون قدوة للآخرين، كما قال.

وكانت المحاضرة المركزية في المؤتمر للمحاضر في علم الإجرام، ومدير مركزين علاجيين للفطام عن المخدرات في الناصرة وطمرة، د. وليد حداد. وقال د. حداد إن “ما يميز الفترة الأخيرة هو ظهور حالات اضطراب غير تقليدية لدى العديد من الشبان، نتيجة استعمال المخدرات الكيميائية”، مؤكدا أنه “في الماضي كنا نواجه حالات إدمان تقليدية وقد طوّرنا طرق ووسائل علاج لهذه الحالات، لكن ما يحدث مؤخرا هو دخول حالات لم نكن جاهزين لمواجهتها، وذلك نتيجة دخول أنواع من السموم والمخدرات غير التقليدية وخاصة الكيميائية منها والمصنّعة في مختبرات بدائية”.

وأكد أن “استعمال المخدرات الكيميائية يكشف عن الحالات النفسية، أو بمعنى آخر هو يفجر أنواع الأمراض النفسية والاضطرابات التي كان يعاني منها الشخص قبل أن يبدأ بتعاطي المخدرات”.

ولفت إلى أن “نحو 35% من متعاطي المخدرات الكيميائية يعانون من اضطرابات مزدوجة، وهذه الحالات يصعب علاجها وتشخيصها، وفي كثير من الأحيان تحدث بلبلة في عملية توجيه المريض إلى الإطار العلاجي، هل يكون في مصحة نفسية أم في مركز للفطام عن المخدرات، فهو يعاني من اضطرابين معا”.

واستعرض حدّاد في محاضرته ثلاثة أنواع مما تسمى بـ”مخدرات الأكشاك” الكيميائية، والتي تخلط وتحضّر في مختبرات بدائية، وتأثير كل صنف من هذه المخدرات التي قد يسبب استعمالها ولو لمرة واحدة الإدمان عليها، وبعضها قد يعادل تأثيرها 800 سيجارة من القنب (الكنابس).

وقال إن “أخطر الأنواع الرائجة اليوم هي GHB وهي سموم الاغتصاب الخالية من أي لون أو طعم أو رائحة، وقد تخلط مع أية مادة أو مشروب دون أن يشعر الشخص بوجودها. والمخدر الثاني هو ‘مستر نايس غاي’ وهي نبتة يتم خلطها أو رشّها بسم الفئران أو مع مبيدات الحشرات مثل K300 وتأثيرها رهيب على الدماغ. وثالثا المنشطات مثل نبتة القات المنشطة، والتي يتم خلطها مع أنواع أخرى من المنشطات الكيميائية وتسمى في الأكشاك ‘حغيغا’ أي احتفالية باللغة العبرية، وهناك أسماء أخرى منها ‘مسطولون’ و’مبسوطون’.. وكلها قد تكون فتاكة، ليس فقط تضر بمتعاطيها وإنما تأثيرها قد يسبب الهلوسة وقد يخيّل له أشياء غير واقعية ويمكن أن يقوم بارتكاب جريمة نتيجة هذه التهيّؤات.

وتخلل المؤتمر محاضرة للطبيب النفسي، إيغور غورزليتسن، قدم خلالها شرحا مستفيضا حول تأثير هذه المخدرات على الدماغ وحالات الاكتئاب والاضطرابات النفسية التي تسببها، ومدى صعوبة علاج الحالات التي يرافق فيها الإدمان للأمراض النفسية.