قالت سلطة الآثار الإسرائيلية الإثنين إن غطاسا قد عثر صدفة على سيف من فترة الحملات الصليبية على فلسطين عمره 900 سنة مقابل ساحل الكرمل جنوب حيفا.
وأوضحت في بيانها أن مواطنا يهوديا يدعى شلومي كاتسين من مستوطنة عتليت الساحلية قد عثر على موجودات أثرية في قاع البحر خلال غطسه في ساحل البحر المتوسط تم الكشف عنها جراء عواصف تحرك الرمال. وعثر في قاع البحر على مراسي سفن حجرية عتيقة وأخرى مصنوعة من الحديد وكسور أوان فخارية بالإضافة لسيف طوله متر واحد وطول يده 30 سم. وسارع كاتسين لتسليم السيف الذي عثر عليه في باطن البحر لسلطة الآثار التي منحته بدورها شهادة تقدير.
ونوهت أن السيف مصنوع من الحديد بحالة ممتازة مرجحة أنه يعود لأحد مقاتلي الحملات الصليبية وقالت إن السواحل الجنوبية لحيفا غنية بالكثير من الأرخبيلات والخلجان الطبيعية التي كانت تستغل كمأوى وملاذ لسفن قديمة وجدت نفسها وسط عاصفة في عرض البحر مثلما كانت تستغل لبناء موانئ صغيرة كميناء قرية الطنطورة المدمرة في النكبة التي تقوم على أراضيها اليوم مستوطنة دور. كما قالت إن هذه السواحل طالما اجتذبت سفنا بحثت عن ملاذ وراحة ترك راكبوها موجودات أثرية كثيرة خلفهم.
يشار أن الكثير من الموجودات الأثرية قد تكشفت خلال الشهور الأخيرة في قاع البحر قريبا من الساحل في تلك المنطقة جنوب حيفا وجبل الكرمل وهي تتجلى بعد كل عاصفة تحرك قعر البحر ورماله وما تلبث أن تحتجب نتيجة تغطيتها بسبب حركة الرمال. ويعتقد باحثون أن السيف وبقية الموجودات الأثرية الأخرى في المكان تدلل على أن الموقع استغل كمرفأ صغير منذ الفترة البرونزية المتأخرة قبل 4000 سنة مرجحين أن يلقي السيف المزيد من الضوء على واقع الحياة في الفترة الصليبية.
يذكر أن الحملة الصليبية على المشرق تمت في 1099 وتبعتها حملات كثيرة استهدفت الديار المقدسة ومحيطها بدوافع استعمارية وبغطاء ديني ولاحقا تمكن صلاح الدين الأيوبي من الانتصار عليهم في معركة حطين غربي طبرية عام 1187 وما لبث أن هزم الصليبيون بالكامل ورحلوا من فلسطين وسوريا ولبنان وبعض جزر البحر المتوسط بعد نحو قرنين من انطلاق حملاتهم.
يشار أنه على مسافة قصيرة من موقع اكتشاف السيف الصليبي قد عثر قبل سنوات على كنز كبير في قاع البحر على بعد عشرات الأمتار من ساحل قيسارية وهو عبارة عن 1600 ليرة ذهبية من فترة الحكم الفاطمي للبلاد.