نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسيرة جماهيرية حاشدة اليوم الأحد، على شرف ذكرى عملية السابع عشر من أكتوبر والتي قام خلالها اربعة مقاتلين من الجبهة بتصفية الوزير الاسرائيلي المتطرف رحبئام زئيفي.
وانطلق المسيرة من مفترق الاتصالات وصولا لمقر الصليب الأحمر بمدينة غزة بمشاركة واسعة من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وممثلي عن القوى الوطنية والإسلامية وأسرى محررين.
ورفع المشاركون في المسيرة أعلام فلسطين ورايات الجبهة وصور الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، وأبطال الرد الجبهاوي واحرقوا علم الاحتلال ورددوا شعارات مؤيدة للاسرى.
وقال جميل مزهر مسؤول فرع الجبهة بغزة لـ معا ان العملية تشكل علامة فارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي حيث ارسلت معادلة الرأس بالرأس.
وأكد ان طريق الكفاح هو طريق الشعب الفلسطيني للوصول الى تحقيق اهدافه بالحرية والاستقلال.
وأشار الى ان الجبهة لن تنسى الاسرى في السجون وخاصة منفذي العملية، مؤكدة مواصلة السعي لتحريرهم بكل السبل.
من جانبه توجه عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية محمود الراس بالتحية للأمين الصادق الثوري القائد أحمد سعدات، ولأبطال ملحمة أكتوبر القادة عاهد ومجدي ومحمد وباسل وحمدي، وجنودٌ مجهولين بنوا مجداً ثورياً نُقش بأسماء أبطاله الخمسة.
واعتبر الراس" بأن عملية السابع عشر من أكتوبر جاءت لتُجدد من انطلاق العمل الثوري الجبهاوي، ولتؤسس أولى معادلات الاشتباك لشعبنا المقاوم ضد عدو غادر تفرد في سفك الدماء وارتكاب المجازر دون رادع، مضيفاً أن العملية شَكلّت معادلة الرأس بالرأس أولى معادلات الردع التي أرستها المقاومة الفلسطينية في الداخل المحتل، المعادلة الأكثر وضوحاً وعدالةً التي كسرت هيبة العدو ومرغت أنفه في وحل إجرامه."
وقال الراس "توقيت العملية ومكانها لم يكن وليد الصدفة، كما لم يكن الهدف إلا مؤشراً على دقة وجرأة التنفيذ والتخطيط والانطلاق من رؤية الجبهة لطبيعة الصراع وما تمُثله القدس من مكانة مركزية ومحورية فيه".
وأضاف أن المقاومة من خلال هذه العملية وجهت رسائل بأنه مهما اشتدت الصعاب والتبست اللحظة وتاهت العيون وضلت الطريق، لا يمكن للمقاومة أن تضل طريقها، وسيبقى سلاحها مُشرعاً في صدر العدو.
وأردف الراس قائلاً "رغم ما عاناه الأبطال من ملاحقة ومطاردة وتضييق وتنكيل بالأهل والأحبة، ومحاكم وظيفة إلا أن سلاحهم لم ينحرف للحظة. فالانضباط سيد الموقف والالتزام بالصراع الرئيسي وصدر العدو وجهةً لبنادق الثوار لم يتزحزح".
وعاهد أبطال العملية كما أبطال الحركة الأسيرة، بالسعي لانتزاع حريتهم، وأنهم سيكونون على موعد قريب مع الحرية رغم أنف الاحتلال، مشددا بأن الجبهة ستبقى متمسكة بخيار المقاومة وسنكون دوماً في مقدمة الصفوف المدافعة عن الحقوق والثوابت، ولن تتراجع عن مبادئها، أو تتخلى عن بنادقها.
وشدد أن الدرس الذي يمكن أن نستخلصه من عملية السابع عشر من أكتوبر والتي أطاحت برأس اجرامي صهيوني، هو أن طريق المقاومة هو الطريق الأقصر والمُجرب لتحقيق الانتصار والتحرير، معتبراً أن الوفاء والعهد لأبطال عملية السابع عشر من أكتوبر، ولأبطال نفق الحرية، ولأسيراتنا وأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، تستوجب العمل الجاد والمتواصل لتحقيق حريتهم.
وأكد:" أسرانا خطٌ أحمر، وأقسم شعبنا بجمعه وشتاته، شيبه وشبابه ونسائه وأطفاله، أن يحميهم وينتصر لهم، كرامتنا من كرماتهم وحريتنا من حريتهم"، داعياً لتصعيد كل أشكال الاشتباك والمقاومة دعماً وإسناداً للحركة الأسيرة، ومن أجل الضغط على الاحتلال لوقف هجمته المسعورة على الحركة الأسيرة.