يديعوت: رهان نتنياهو على ترامب فشل.. فماذا يفعل بينيت في الملف الإيراني؟

السبت 16 أكتوبر 2021 05:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
يديعوت: رهان نتنياهو على ترامب فشل.. فماذا يفعل بينيت في الملف الإيراني؟



القدس المحتلة /سما/

يديعوت احرونوت - ناحوم برنياع               "الكلمات القاسية التي يوجهها نتنياهو وبينيت الواحد للآخر، من على منصة الكنيست وفي الشبكة الاجتماعية، ليست جديرة في معظمها بالطباعة. فكلاهما يضخمان خلافات ليست قائمة. في كثير من المعاني، حكومة بينيت هي حكومة استمرار، هذا بالتأكيد صحيح بالنسبة لسياسة الخارجية والامن.

في موضوع واحد، حرج لوجود إسرائيل، الخلاف حقيقي جدا ومشحون جدا: النووي الإيراني. يتركز الخلاف في الماضي ويطلق أذرعا إلى الحاضر والمستقبل. نتنياهو يروي قصة واحدة؛ اما بينيت فقصة معاكسة. قصة نتنياهو بطولية: هو، بكفاءاته، بعلاقاته، استعداده للقتال مهما يكن، نجح في أن يتسبب بانسحاب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي وفرض عقوبات بعيدة الأثر على النظام الإيراني. كان هذا إنجازا سياسيا هائلا. اما بينيت، بالمقابل، فبهوايته، بجبنه، بهزال أفعاله، فيدع الإدارة الأمريكية تعود إلى الاتفاق مع إيران. بسببه إيران ستكون نووية.

القصة التاريخية لبينيت اقل بطولية: نتنياهو بالفعل أقنع إدارة ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي. كان واثقا ان ترامب سيفوز في الانتخابات، سيدير سياسة حد أقصى من الضغط على إيران وعندها إما أن يكسر النظام الإيراني ويفرض عليه التخلي عن المشروع أو أن يشن حربا ضد إيران. لم تكن هنا بطولة، يدعي بينيت. رهان مجنون كان هنا، رهان فشل. الناس في محيط بينيت نبشوا في الوثائق كي يستوضحوا إذا كانت لنتنياهو خطة بديلة. فلم يجدوا خطة كهذه.

وزير خارجية ترامب مايك بومبيو كان هذا الأسبوع في إسرائيل. بومبيو يعتزم التنافس في الانتخابات على الرئاسة في 2024، إذا ما وعندما يسحب ترامب ترشيحه. بومبيو قال في محادثاته في إسرائيل انه لو كان اليوم رئيس الولايات المتحدة فهذا ما كان سيفعله بإيران: حد أقصى من الضغط واستعداد لعملية عسكرية. هذا لا يعني أن هكذا كان سيتصرف ترامب. وفقا لما قاله ترامب منذ وقت غير بعيد لم يعتزم بأي حال المبادرة إلى عملية عسكرية ضد إيران.

مهما يكن من أمر، قال الناخب الأمريكي كلمته. الرهان على ترامب فشل. وإذ تحررت من الاتفاق، واصلت إيران التقدم في المشروع.
ثلاثة كانوا شركاء في رهان نتنياهو: رئيس الموساد يوسي كوهن، رئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شباط والسفير في واشنطن رون ديرمر. تجنب كوهن هذا الاسبوع لتلطيف حدة النقد على القرار في 2018. إيران ليست قريبة اليوم من النووي أكثر من الماضي، قال. كان هذا قولا غريبا، من كل النواحي: في أواخر ولايته في الموساد سافر كوهن إلى واشنطن والتقى الرئيس بايدن. مارس كل سحره على الرئيس، ولكن بايدن بقي على حاله: إذا ما رضيت إيران، فان أمريكا ستعود إلى الاتفاق. الحملة لتجنيد أمريكا للحرب ضد إيران انتهت بدون إيران وبدون أمريكا.

يدعي بينيت بانه عندما عين رئيسا للوزراء اكتشف أن نتنياهو لم يفعل شيئا كي يستعد عسكريا حيال إيران نووية. عمليا، وضع كل بيضه في سلة ترامب. اما بينيت، بخلاف نتنياهو، فقرر الاستثمار في التزود بالسلاح وباستعداد الجيش الإسرائيلي: يدور الحديث عن مليارات. ليس لأن أحدا ما يقدر بأن الإيرانيين يعتزمون إسقاط قنبلة ذرية على تل أبيب، ولكن إسرائيل ملزمة بان تستعد لهذا الاحتمال أيضا.
بمفهوم ما يسير الإيرانيون في مشروعهم النووي في اعقاب إسرائيل: مشروعهم النووي هو اعلان سياسي بقدر لا يقل عما هو سلاح استراتيجي. في عدد المجلة الجديدة “مجتمع، جيش وامن قومي” ينشر في الاسبوع المقبل، يحاول البروفيسور آفنر كوهن، الباحث رقم واحد في النووي الإسرائيلي، ان يرد على سؤال من في واقع الأمر يقرر هل ومتى ستستخدم الذخائر النووية الإسرائيلية. بكلمات أخرى: من هو الرجل الذي سيضغط على الزر الأحمر. وقد اقر المقال للنشر من الرقابة العسكرية.

جوابه مفاجئ: بن غوريون، كما يدعي كوهن، حرص على أن يبعد الجيش الإسرائيلي عن المشروع النووي، فقد تخوف من خلاف مالي، وأساسا تخوف من الجنرالات الذين عارضوا ديمونا، الجيش الإسرائيلي سيقاتل بسلاح تقليدي، كما قرر. أما الذخائر النووية فسيديرها مدنيون – لا جنرالات ولا سياسيون، بل مهنيون. وقد استهدف المشروع النووي أن يكون بوليصة تأمين ليوم قارس. إدارته تتطلب الحذر. الذخائر النووية ستبقى دوما “على مسافة ما من وضع تكون فيه جاهزة للاستخدام”.

في إسرائيل رئيس الوزراء هو الذي يتحكم بالذخائر النووية ولكنه لا يمكنه أن يستخدمها وحده. المفهوم الأمريكي يقول إن الرئيس يمكنه أن يضغط على الزر الأحمر وحده. اما إسرائيل فتصرفت بشكل مختلف بطريقة الزر المزدوج: رئيس الوزراء يمكنه أن يعمل فقط بموافقة وزير الدفاع. أما إذا كان رئيس الوزراء هو وزير الدفاع فهو ملزم بان يختار وزيرا آخر. رابين اختار في ولايته الثانية بايغا شوحط؛ بيرس اختار اهود باراك؛ باراك اختار دافيد ليفي. وأقدر بان بينيت تصرف كاسلافه: التحكم بالزر الأحمر مشارك له ولبيني غانتس. لعله ليس لهما رؤيا مشتركة ولكن لهما زر مشترك.

يتبين أن للإيرانيين يوجد ما يمكن أن يتعلموه منا، في الطريق إلى القنبلة.