فاجأ قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي الرأي العام الإسرائيلي بإعلانه أن الجيش قد تحسن في مناوراته العسكرية، وتباهى بزيادة الحافزية للقتال في صفوف المجندين الجدد.
تستند هذه التساؤلات إلى الإحباط السائد بين كبار ضباط الجيش عن عدم الأداء الجيد للجنود خلال المواجهة العسكرية الأخيرة في غزة، فضلا عن الحاجة الملحة لإجراء التغييرات الهيكلية المطلوب القيام بها؛ لأنها تؤثر على التشكيلة القتالية بأكملها، رغم أن اختبار الحرب لا يقاس بالقدرات التي يستخدمها الجيش، أو المناورة، أو إطلاق النار، ولكن بالنتائج التي يحققها على الأرض، وهي مسائل ما زالت موضع شكوك كبيرة.
يوآف ليمور الخبير العسكري في صحيفة إسرائيل اليوم، ذكر أن "كلام كوخافي الذي يبدو أنه موجه لتعزيز الروح المعنوية لمقاتليه، يتطلب مواءمته مع استخدام المناورة في خطط الحرب الشاملة، بحيث تخترق أراضي العدو بقوة لتحقيق النصر، وفي وقت قصير، وبأقل تكلفة للجبهة الداخلية الإسرائيلية، لكن ما حصل أن الجنود في حرب غزة الأخيرة لم ينفذوا الحد الأدنى من المناورات التي تعلموا عليها، وأخطرها عملية الخداع المقررة لتدمير "مترو" أنفاق حماس".
وأضاف" أن "هذه الخطة لو نفذت بالشكل المخطط لها، لكانت سببت ضربة لحماس جسدية ومعنوية وعقلية شديدة، ومن ثم تلقت القوات البرية دليلا آخر على عدم الوثوق بها، وكما هو معروف، لم تستخدم أي أسلحة تغير وجه المعركة، ولم يتم اكتشاف صك براءة اختراع جديد في التدريبات، ولم يتم تجنيد أي فرق إضافية سرا، علاوة على ذلك، فإن أي شيء من التغيير الدراماتيكي والخطط العملياتية للجيش الإسرائيلي في جميع القطاعات لم يحدث".
لعل كلام كوخافي "المعنوي" يتعارض صراحة مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن توقفه عن قياس دوافع المجندين، ومن ثم فإذا توقف الجيش عن قياس الدوافع، فليس من الواضح ما الذي استند إليه رئيس الأركان عندما أعلن أن "الدافع للخدمة في الوحدات القتالية قد تحسن"، وليس معروفا إلى الآن على أي أساس مقارن اعتمد كوخافي في مزاعمه هذه.
أكثر من ذلك، لم يحدد كوخافي في إعلانه طبيعة الزيادة في الحافز على الانضمام للوحدات القتالية، وهو ما طرح تساؤلا عما إذا كانت تتعلق أساسا بالقتال المتشدد في أجنحة المشاة والدروع والهندسة، أم في القتال الخفيف وفق أنظمة الدفاع الجوي والحدودي، في ظل التكتم على عدم نشر الأرقام الإحصائية، وهذا أيضا أمر غريب؛ لأن الجيش يسعى دائما لنشر البيانات بنفسه عندما يخدم احتياجاته، ويثبت مزاعمه.
في الوقت ذاته، يستدعي كلام كوخافي تقديم المزيد من الإثباتات، وليس فقط الاكتفاء بالخطب الشعاراتية، رغم أنه كان من المتوقع أن يأخذ الجيش الإسرائيلي درسا متواضعا بعد حرب غزة الأخيرة، التي انتهت بوعود أطلقها الجيش بردع حماس، وتحقيق الهدوء الأمني لسنوات عديدة، حتى تحطمت على وقع البالونات الحارقة والمظاهرات والصواريخ، وهناك احتمال لأن تتعقد الأمور، ويدخل الاحتلال حربا طويلة الأمد، "وفي هذه الحالة كيف سيثبت كوخافي مزاعمه السابقة؟".
عربي 21