تتزايد المؤشرات منذ أسابيع على وجود بوادر في تحسن العلاقات بين السعودية وإيران والمقطوعة منذ أكثر من 5 سنوات، لكن خبراء يقولون إن المزيد من العمل مطلوب لتخفيف التوترات.
وقطعت الرياض وطهران العلاقات في عام 2016 بعد أن هاجم محتجون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران ردا على إعدام المملكة لرجل الدين نمر باقر النمر.
وأجرى مسؤولون سعوديون وإيرانيون جولات من المباحثات خلال الأشهر الماضية في بغداد، وتحدث الجانبان أخيرا بإيجابية عن هذه المحادثات التي أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود أن جولة رابعة منها عقدت في نهاية سبتمبر الماضي وأعرب عن أمله في أن "تضع الأساس" لمعالجة القضايا بين البلدين.
وقال نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن المناقشات "تسير على المسار الصحيح"، حيث صرح: "لقد حققنا نتائج واتفاقات، لكننا ما زلنا بحاجة لمزيد من الحوار".
وكانت تلك الجولة الأولى منذ تسلم إبراهيم رئيسي الرئاسة في طهران.
وأفاد دبلوماسي أجنبي في الرياض لوكالة "فرانس برس" بأنه كان هناك شبه اتفاق بين الرياض وطهران في آخر جولة محادثات في بغداد على تهدئة التوتر بينهما والحرب بالوكالة الدائرة في المنطقة.
وأضاف الدبلوماسي الأجنبي أن الجانبين "سيضعان على الأرجح اللمسات الأخيرة للاتفاق" في جولة جديدة من المحادثات قد تأتي في غضون أيام.
وتابع قائلا: "لقد توصلوا من حيث المبدأ إلى اتفاق لإعادة فتح القنصليات، وأعتقد أن الإعلان عن تطبيع العلاقات قد يأتي في الأسابيع القليلة المقبلة".
وأردف الدبلوماسي الأجنبي بالقول: "السعودية مهتمة بإنهاء الصراع في اليمن الذي كلفها مليارات الريالات"، موضحا أن طهران تسعى أيضا إلى إيجاد فرص اقتصادية مع الرياض في الوقت الذي تتطلع فيه إلى إنعاش اقتصادها المتضرر من العقوبات.
ووصف مستشار الحكومة السعودية علي الشهابي الوضع الحالي بالإيجابي والمشجع جدا، لكنه أشار إلى أن الرياض تحتاج إلى أن يكون هناك خطوات فعلية.
وأضاف لفرانس برس "إيران بحاجة إلى اتخاذ خطوات حقيقية وليس الاكتفاء بالحديث اللطيف.. يجب أن تكون هناك بعض الخطوات الجوهرية من جانب إيران قبل أن تسمح السعودية بإعادة فتح السفارات"، مشيرا إلى ملف اليمن على وجه الخصوص ووقف تمويل وتسليح الحوثيين.
ويرى خبراء أن هناك أسبابا اقتصادية أيضا وراء الانفتاح بين البلدين.
وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أنه لوحظ منذ مدة أن الإعلام الحكومي السعودي خفف من حدة لهجته تجاه إيران.
وأذاعت قناة "الإخبارية" الحكومية الأربعاء تقريرا بدأته بتصريحات سابقة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال فيها "كل ما نطمح به أن تكون لدينا علاقة طيبة ومتميزة مع إيران".
وجاء في التقرير المعنون "نحو بناء الثقة" أن "المملكة طالما اختارت طريق السلام والحوار لحل الخلافات البينية"، وأشار إلى أن أربع جولات من الحوار المباشر والصريح تعقد عليها المنطقة بأسرها آمالا لتكون نقطة بداية للاستقرار في المنطقة.
وكان العاهل السعودي قد أعرب في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أمله في أن تؤدي المحادثات مع إيران إلى "نتائج ملموسة لبناء الثقة" وإحياء التعاون الثنائي، لكنه دعا طهران أيضا إلى وقف "جميع أنواع الدعم" للجماعات المسلحة في المنطقة، مشيرا بشكل خاص إلى الحوثيين في اليمن الذين صعدوا الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على المملكة.
وقال مستشار الحكومة السعودية علي الشهابي إنه في حين أن الأجواء كانت إيجابية ، فإن على طهران اتخاذ إجراءات "جوهرية" ، لا سيما بشأن اليمن ، قبل أن توافق الرياض على إجراءات مثل إعادة فتح السفارات.