عقد الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، ورابطة الكتّاب الأردنيين، في مقر الرابطة، ندوة لإطلاق رواية “فارس وبيسان” للأسير ثائر كايد حماد، والتي صدرت عن دار فينيق للنشر في عمان.
وشارك في الندوة الروائي رشاد أبو شاور، والأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، والشاعر والروائي أحمد أبو سليم، والشاعر صلاح أبو لاوي، وأدارها الشاعر عبد السلام صالح.
وأشار الشاعر صالح، في افتتاح الندوة، إلى أهمية أدب السجون، وضرورة دعم طباعة أعمال الأسرى الأدبية وتبنيها من قبل دور النشر، وتعزيز ثقافة الأسرى، وتسليط الضوء بشكل متواصل على أعمالهم والترويج لها.
وجاء في كلمة الروائي رشاد أبو شاور:” كاتب هذه الرواية أسير محكوم بـ11 مؤبدا، وكان عندما حُكم في حدود العشرين من عمره. أمّا سبب هذا الحكم ففعل سيروى بتفاصيله ذات يوم غير بعيد في عمل روائي يسجّل هذه المأثرة المذهلة، وإن انتشرت بعض التفاصيل على مواقع التواصل، وفي الصحافة العربية، والعالمية”.
وأضاف: بِجِدّهِ، وبدعم ورعاية من سبقوه في الأسر حصل على الشهادة الثانوية، والجامعية، وثقّف نفسه، وها هو ذا يقدّم روايته الأولى متحديا جدران الزنازين والسجون، التي حمّلها رسالة غنية متعددة، وهي أن الأسير لا تنتهي حياته بعد الحكم عليه، وإغلاق باب الزنزانة عليه، فدوره أكبر من جدران الزنازين، ومواصلته المقاومة بالثبات والصبر، والتثقّف والتعلّم والكتابة والتواصل مع مجتمعه، وحضه على الفعل، والتماسك، والتعاون، والأخذ بيد كل محتاج، والتكافل، تحملها هذه الرواية وأكثر.
وتابع: رواية فارس وبيسان وطنية، أخلاقية، اجتماعية، مكتوبة ببساطة، ولذا تتسرب إلى العقل والقلب والضمير، لأنها تُعرّفنا بما لا نعرف.
وقال إن أدب السجون، وكتابات الأسرى، بدأت تلفت الانتباه، وتجذب القرّاء في فلسطين، والوطن العربي الكبير، لما يضيفه الكتّاب الأسرى عن معاناتهم جسديا، ونفسيا، هم أحرار العقول والإرادات، من غِنىً للأدب العربي الروائي.
من جانبه، قال السوداني إن إطلاق هذه الرواية احتفاء بالسادة الأسرى وبالشهادة والبطولة وبفلسطين المحمولة على التضحيات والفداء، وهي التفاتة وفاء للأسير ثائر حمّاد، هذا الشاب الذي جسد بطولة استثنائية وواصل تعليمه داخل السجن أسوة ببقية الأسرى الأبطال الذين حولوا السجون إلى أكاديميات علم ومعرفة، في تحدٍ للاحتلال ومحاولاته كسر الأسرى وتفتيت إرادتهم.
وتابع إن “الكتابة داخل السجن حياة وفعل وإرادة وجود ضد الانكسار والتردي والموت، من الكتب يقاوم ومن يقاوم ينتصر، وثائر وهو يسجل كلماته الخضراء يؤكد الحياة ويعلن شارة الثبات والصمود سياقًا يليق بالفداء والعطاء ومجد فلسطين الذي يجسده ثائر ورفاقه في الأسر”.
وأضاف السوداني: “هي رواية تفاصيل موجعة داخل السجن وخارجه، فاض بها ثائر ووجدانه الرحب، وباح بإحساس السجين الذي ينفتح على الأمل رغم الألم والحسرة والحرمان. ثائر حمّاد الفتى الطروادي الذي سجل اسمه في سفر الخالدين فطوبى وطيب”.
وجاء في قراءة الشاعر صلاح ابولاوي:” رواية فارس وبيسان للأسير ثائر حماد، أهميتها تنبع أنها تؤرخ لمرحلة بذاتها تمتد من الانتفاضة الفلسطينية الأولى وحتى يومنا هذا، وتسجل بدقة عذابات الأسرى وتحديهم للزنزانة والسجان وخاصة بالعلم، ونعرف أن كثيرا من الكتاب الذين تناولنا رواياتهم وأعمالهم في سياق أسرى يكتبون، قد أكملوا تعليمهم داخل الزنازين، تماما كما فعل بطل هذه الرواية”.
من جهته، قال الروائي أبو سليم: “يقدِّم ثائر حمَّاد نموذجاً إنسانيَّاً فريداً لو دقَّقنا النَّظر فيه، إنَّه النَّموذج الفلسطينيُّ الَّذي سيجد ذات يوم من يعيد دراسته في هذا العالم، ويعترف بأَنَّ الأَسير الفلسطينيَّ قدَّم للعالم نموذجاً خاصَّاً، فريداً، استطاع أَن يجترح الحياة من رحم الموت، ويبقى رغم كلِّ معوِّقات الحياة قادراً على البقاء، بل والتمدُّد، وإعادة تدوير آلة الزَّمن الَّتي يحاول الاحتلال أَن يكبح جماحها بكلِّ ما أُوتي من قوَّة”.
وفي نهاية الندوة، أعلن أبو سليم عن نيته الاشتغال على رواية توثق وتؤصل فعل الأسير ثائر حماد.