قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، صالح ناصر، اليوم الخميس، "إنّ ما يميز "معركة القدس" عن الهبات الشعبية التي لم تنقطع منذ الانتفاضة الشبابية عام 2015، هو مشاركة والتحام كل الشعب الفلسطيني بتجمعاته المختلفة في صناعة وقائع المعركة بصيغ العمل المتاحة وبأشكال النضال المتوافقة مع ظرف كل تجمع على حدة".
جاء ذلك خلال لقاءً سياسياً نظمته الجبهة الديمقراطية، بعنوان "بالشراكة والمقاومة نعزز صمود شعبنا ونواجه تحديات المرحلة" في مكتبها شرق غزة، وذلك بمشاركة حشد كبير من الوجهاء والفعاليات الوطنية والاجتماعية، وممثلي القوى الوطنية والإسلامية، وأهالي حي الشجاعية.
واضاف ناصر، في كلمة له: "أنّ وحدة الساحات وتلاحمها وتعدد أشكالها النضالية وتكاملها هي بمثابة اختبار عام لما ستأتي به الشهور والسنوات القادمة، وهي إنذار لتواصل العد التنازلي للاحتلال بجيشه وأمنه ومستوطنيه، وهذا يُملي على الحركة الوطنية تجاوز الثغرات الماثلة والتي تعود للافتقاد للمركز القيادي الموحد، والذي يفعّل النضالات الجارية في إطار محددات استراتيجية تعكس الإجماع الوطني وإرادته الموحدة، ما يتطلب البدء بخطوات إنهاء الانقسام".
وتابع: "إنّ استمرار التمسك بخيار الالتزام باستحقاقات اتفاق "أوسلو" وقيوده، والإغراق في وهم الرهانات الخاسرة على المفاوضات العبثية برعاية الرباعية الدولية، يعطل دور فتح وقرارات مجلسيها المركزي والوطني ويغذي اصطناع البدائل، ويزيد من تفاقم أزمة النظام السياسي الفلسطيني وعجزه عن النهوض في مواكبة المسيرة الكفاحية وتجاوز الانقسام".
وحذر من خطورة الرهان على إمكانية إطلاق أية عملية سياسية في المنظور القريب، مشدداً على استمرار النضال في الميدان وعلى الصعيد الدولي، بما يملي على الاحتلال الإذعان لقرارات الشرعية الدولية وبما يغير من موازين القوى لصالح شعبنا".
وأكمل: "إنّ النظام السياسي الفلسطيني بدأ بالتآكل بفعل تداعيات الانقسام وتأثيراته اليومية، ما يتطلب العمل على إعادة بناء النظام السياسي، وهذا لا يكون إلا بالحوار الوطني الشامل من أجل التوصل لتفاهمات وطنية لإجراء الانتخابات الشاملة على أسس ديمقراطية ونزيهة وشفافة، لإعادة بناء المؤسسات الوطنية".
وفي سياق آخر، قام وفد قيادي من الجبهة الديمقراطية بفرع الشجاعية بزيارة عدد من الوجهاء والمخاتير والفعاليات وتسليمهم عدد من إصدارات الجبهة وأدبياتها.