“إعادة الجثامين أولاً”.. هكذا تخرج إسرائيل من ملعب حماس وشروطها

الأحد 26 سبتمبر 2021 09:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
“إعادة الجثامين أولاً”.. هكذا تخرج إسرائيل من ملعب حماس وشروطها



القدس المحتلة /سما/

 إسرائيل اليوم - بقلم: أيال زيسر                      "بعد أن سويت مسألة تحويل المال القطري إلى قطاع غزة بما يرضي حماس، دون أن تجبر على الموافقة بتقديم أي تنازلات بالمقابل – تؤشر المنظمة إلى استعدادها للتوصل مع إسرائيل إلى صفقة بتبادل المدنيين الإسرائيليين وجثماني الجنديين الإسرائيليين، بمقابل تحرير مخربين فلسطينيين محبوسين في إسرائيل. لا يمر يوم دون أن يعلن مسؤولو حماس بأن المفاوضات مع إسرائيل انطلقت على الدرب، وإن كان لا يزال على مستوى متدن وبوساطة مصرية، بل ويفصلون شروط الصفقة المتبلورة.

لا توجد أي مفاجأة في شروط حماس: من ناحيتها، بقي ثمن الصفقة كما كان، بل وعملياً يرتفع كلما مرت السنوات. فبعد كل شيء، منذ صفقة جبريل في الثمانينيات، وصفقة شاليط قبل نحو عقد، اعتادت منظمات الإرهاب على أن تطلب وتحصل أيضاً أكثر مما يمكنها أن تأمل أو تتصور، إذ إن “رب البيت جن جنونه” – أي بمعنى أن إسرائيل مستعدة لدفع كل ثمن.

تعلن حماس بالتالي بأنها تطالب بتحرير عموم السجناء الفلسطينيين الذين تحرروا في صفقة شاليط وأعادت إسرائيل اعتقالهم، كما أنها تطالب بتحرير نساء مخربات، بمن فيهن مع “دم على الأيدي”، وكل هذا كمقدمة لتحرير آلاف آخرين من مخربي حماس ممن هم في السجن الإسرائيلي. ينبغي الافتراض بأن تطلب حماس أيضاً تحرير ستة المخربين الذين فروا من سجن جلبوع.

إن حساسية المجتمع الإسرائيلي لحياة المواطنين ولقدسية الشهداء ليست ضعفاً، بل لعلها قيمة تبعث على الفخار. بالنسبة لإسرائيل، هذه ليست مساومة، بل أسماء محفورة في قلب كل إسرائيلي: الملازم هدار غولدن، والعريف اورون شاؤول، والمواطنان المحبوسان لدى حماس، ابرا منغيستو وهشام السيد.

ترى حماس في السجناء بمثابة زيت وربما دم على دواليب الثورة. فهم يخدمون قضيتها، سواء وهم في السجن أم في حالة تحررهم إلى بيوتهم. وبالتالي، ليس لحماس أي إحساس بالعجلة لتحرير المخربين. وكذا ثمنه أيضاً ثابت، وكفيل بالارتفاع.

لشدة الأسف، تختار إسرائيل اللعب في ملعب حماس ووفقاً لشروطها، بل وتخدمها أيضاً في واقع الأمر. وذلك لأنها لا تضع إعادة المدنيين وجثماني الجنديين كشرط لتقدم عملية التسوية. بما في ذلك تحويل الأموال إلى غزة وإعادة بناء القطاع اقتصادياً. هذا ترتيب عمل مريح على نحو خاص لحماس؛ فالسجناء يواصلون الانتظار. وإعمار القطاع وضمنياً أيضاً إعمار قوة المنظمة عسكرياً، بالمقابل، لا يمكنه أن ينتظر، وهو بوضوح ذو أولوية عليا بالنسبة لقيادة المنظمة.

إذا أرادت إسرائيل أن تتجنب صفقة جبريل أو شاليط جديدة وسيئة كسابقاتها، فعليها تغيير قواعد اللعب والملعب أيضاً، والعودة إلى الأساسات: بدون إعادة المواطنين وجثماني الجنديين ستتوقف عملية التسوية، وسيتوقف تحويل الأموال وسيتوقف إعمار القطاع.