ازعاج..هدوء القتلة؟! ،،، محمد سالم

السبت 25 سبتمبر 2021 07:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ازعاج..هدوء القتلة؟! ،،، محمد سالم



في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 1974، قال الشهيد ابو عمار في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لقد اكتسبت منظمة التحرير الفلسطينية شرعيتها من طليعتها في التضحية ومن قيادتها للنضال بكافة أشكاله، واكتسبتها من الجماهير الفلسطينية التي أولتها قيادة العمل واستجابت لتوجيهها.... واكتسبتها من تمثيل كل فصيل ونقابة وتجمع وكفاءة فلسطينية في مجلسها الوطني ومؤسساتها الجماهيرية"، مضيفاً "وقد تدعمت هذه الشرعية بمؤازرة الأمة العربية   كلها ..كما أن شرعيتها تعمقت من خلال دعم الأخوة في حركات التحرر ودول العالم الصديقة المناصرة التي وقفت إلى جانب المنظمة تدعمها وتشد أزرها في نضالها من أجل حقوق الشعب الفلسطيني.... إن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي بهذه الصفة تنقل إليكم تلك الرغبات والأماني وتحملكم مسؤولية تاريخية كبيرة تجاه قضيتنا العادلة.


كانت الاحترافية كبيرة فى صياغة الخطاب الفلسطيني، وأهداف الخطاب، في ازعاج هدوء القتلة؛فهناك سياسي يعرف طريقه إلى الله و إلى قضيته بالسياسة والمقاومة.و بالدم. وحين ينتهي من السطر الأخير يموت أو يُقتل أو ربما يترك نفسه للموت فى سبيل قضيته الشريفة العادلة، وكأن هدفه من الحياة هو حرية و استقلال وطنه. حتى لو كان طريقه الى الاستقلال طريقا للموت؛ رحمة الله على الشهيد القائد أبو عمار .


و امتداد لهذه الكلمات الخالدة؛ هل سيفتح خطاب الرئيس محمود عباس أبو مازن. أمام الجمعية العامة للأمم ، الباب أمام حل القضية الفلسطينية التي طال أمدها، على قاعدة القرارات الدولية والقانون الدولي؟ فى ظل سياسا الأمر الواقع "البائس" على كل الصعد نتيجة ما تقترفه حكومات الاحتلال الصهيوني. من أعمال تقتيل وحشية ، و مصادرة لأرض ،وحصار، وبناء جدار الفصل العنصري، وزيادة و توسيع  "المستوطنات"، ولجم شهوة التوسع الاستيطاني المترافقة مع أوسع عملية تطهير عرقي فى التاريخ. مع عدم الاعتراف أصلاً بوجود شريك فلسطيني للسلام!!



الخطاب ربما هو أقرب للواقع من الأعمال الواقعية نفسها.  مختلفا عن الكلمات السابقة. التي انتقلت من خلاله أقوال الشخصيات السياسية، قل ما نجده في الخطاب المباشر، لتتفاعل هذه الكلمات الموجزة وتندمج في بؤرة هذه الصياغة السياسيةالمحترفة للخطاب على الرّغم من قصره؛ الا إن ترتيب كلمات الخطاب كفيل بأن يربط الدول التي يهمها الحل السياسي، بالعمل لتحقيق هذا الهدف. وأشارة من سياسي بارع، يضع يده على أولى علامات الحل الذي سوف يتحوّل إلى مشروع دولة حقيقية على ارض الواقع؛ وحمل كثيراً من التصور الدلالي الذي رأيناه في معظم ما أبدعه السياسي المجد ، أما خيوط الحل فهي دوما ممتدة ربما لفضاء شاسع أبعد من انتهاء صفحات الخطاب التاريخي. لتبقى  قضيتنا الشريفة . ممتدة وممتلئة بالحياة؟  لأنها تشبه الحياة إلى حد كبير.



فالسياسة تتحور من طور لآخر. لكن تبقى في النهاية  قصيتنا منتصرة وباقية. والخطاب الشامل والجامع الذي ألقاه الرئيس. أمام الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، خطابا كالحجر الذي ألقي في مياه العالم. الراكدة فحرّك ساكنها،ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا استحالة القبول بالوضع القائم؛ وبالتالي المطلوب تنفيذ إرادة المجتمع الدولي وتطبيق جوهر القرارات على الأرض، وليس التأكيد عليها فقط، وأن تتم محاسبة مرتكبي الجرائم بحق أبناء شعبنا ووضع حد لها.

 

والبدء بخطوات جدية لتجسيد الوحدة الوطنية، والقضاء على مخطط الاحتلال، الذي حقق من خلاله.ما نراه واقعاً على الأرض اليوم؛ ويجب ان يكون الكل شركاء حقيقيون في القرار السياسي وفي تطبيقه العملي. بمساعدة مصر و تمسك القيادة السياسية المصرية بإنهاء الانقسام الفلسطيني كخيارٍ استراتيجي؛ قوتنا في الورقة الوحيدة المتبقية..الوحدة الوطنية والمقامة التى لا يمكن أن تسلم للاحتلال بفرض سياسة الأمر الواقع ونهب الارض واستهداف الأبرياء. دون أن يدفع الثمن.



ملاحظة / قال محرر الشؤون الفلسطينية في صحيفة يديعوت أحرونوت أليئور ليفي : "أبو مازن أعطى مهلة عام لإقامة الدولة، وهو يعلم أنها لن تقوم، ليس هو فقط، بل غانتس وبايدن يعلمان ذلك". ونحن نقول: لن نضطر للعيش تحت احتلال "إسرائيل نووية” لسنوات وعقود اخرى. فإسرائيل نووية يقودها متعصبون متوحشون ومتدينون متطرفون يصرخون بحقدهم العنصري،إلى "تكسير وجوه العرب ودفنهم أحياء" الفاشيون "اليهود النازيون"، كما يسميهم يشعياهو ليبوفيتش؛ انظروا كيف يتصرف الجيش الإسرائيلي فى كل محرقة لغزة- وبالتالي نقول لسعادة ك$ امك :  لا نحتاج إلى الانتظار وحده كي يحدث ذلك، بل ستقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .. غصبا عن ك$ اختك و اخت غانتس وبايدن.