زعم موقع واي نت العبري (الموقع الاخباري لصحيفة يديعوت أحرونوت)، فجر اليوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية “تضليل” بهدف خداع خلايا المقاومة في جنين وخاصةً مخيمها، من خلال تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق، تزامنًا مع تنفيذه عملية سرية لاعتقال الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات من الحارة الشرقية للمدينة.
وبحسب الموقع، فإن قائد قوات الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية يانيف ألوف قاد العملية بنفسه من غرفة العمليات، وهو من أمر بعملية “التضليل”، من خلال إدخال قوات كبيرة مرئية إلى مخيم جنين ومحيطه ومناطق أخرى، خاصةً وأن المخيم يعتبر نقطة ساخنة مليئة بالمسلحين، وذلك بهدف تشتيت انتباه تلك المجموعات من أجل اعتقال الأسيرين من خلال عملية سرية.
ووفقًا للموقع، فإنه تم اعتقال الأسيرين بدون مقاومة، كما اعتقل مواطنين آخرين قدما المساعدة لهما، مشيرًا إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفاجأت بعدم مقاومة الأسيرين لعملية الاعتقال.
وأشار الموقع، إلى أن عملية “التضليل” تمت باستخدام وحدة تكنولوجيا خاصة من الجيش الإسرائيلي، فيما كانت تداهم قوة أخرى سرًا المنزل الذي كان بداخله الأسيرين، وتمت العملية بدون أي إصابات وتم التحقق من هوياتهما ونقلهما للاستجواب من قبل جهاز الشاباك الذي ادعى أن اعتقالهما جاء بعد معلومات استخبارية دقيقة.
ووفقًا للموقع العبري، فإن العملية ضمت وحدة خاصة من شعبة المخابرات هي من قامت بتشغيل وسائل تكنولوجية فريدة ساعدت في تحديد موقعهما بالضبط.
وقال مفوض الشرطة الإسرائيلية يعكوف شبتاي الذي شاركت وحدة اليمام التابعة لمسؤوليته في العملية، إن العملية تمت ضمن تعاون استثنائي مع الشاباك والجيش، وتم “إغلاق الدائرة”، مشيرًا إلى أنه مع مرور الوقت كان هناك يقين بأنهما في جنين، وكان يتم الاستعداد لعمل معقد قد يستمر لأيام.
ونفت مصادر فلسطينية لـ“القدس” في جنين، الرواية الإسرائيلية حول أي توغل لقواته داخل مخيم جنين أو في أي مناطق أخرى، مشيرًا إلى أن الحارة الشرقية تبعد عن المخيم نحو 4 كيلو متر، وهي في شرق المدينة، في حين أن المخيم غربها.
ورجحت المصادر، أن العملية “التضليلية” التي تحدث عنها الاحتلال كانت تقنيًا من خلال تسريب مقاطع فيديو عبر وسائل إعلام عبرية بهدف نقلها فلسطينيًا للإدعاء أن هناك عملية واسعة في جنين وإرباك مجموعات المقاومة خاصةً في المخيم ومنعها من الوصول للمكان، مشيرةً بهذا الصدد لتصريحات الاحتلال حول استخدامه وحدة تقنية خاصة.
وذكر الموقع أنه تم تحديد مكان الأسيرين عشية "يوم الغفران"، حيث خطط مسئولون أمنيون من الشاباك والشرطة والجيش لعملية الاعتقال، عبر جمع معلومات استخباراتية تحدد مكان إقامة كممجي وانفيعات.
كما شارك رئيس هيئة الأركان، أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" في إعداد خطة "التضليل" التي نفذت في مخيم جنين، بالتزامن مع تنفيذ العملية السرية التي أفضت لاعتقال الأسيرين.
وقال بعض جيران المنزل الذي تم اعتقال الأسيرين منه، إلى أن الاحتلال أطلق النار بكثافة تجاه المنزل وبشكل عشوائي وكاد أن يرتكب جريمة، كما هدد الأسيرين في حال لم يقدموا على تسليم أنفسهم بأنه سينسف المنزل، ما دفع كممجي وانفعيات لتسليم نفسيهما حفاظًا على أرواح السكان.
وقال فؤاد كممجي والد الأسير أيهم، إن نجله اتصل به من رقم هاتف أرضي وقد فوجئ بأنه “أيهم”، وأبلغه أنه محاصر وسيسلم نفسه حفاظًا على حياة الأطفال والنساء والعائلة التي احتضنته.
واعتبر كممجي مجرد وصول نجله والأسير انفعيات إلى جنين رغم الحواجز والتفتيشات والعمليات الإسرائيلية منذ أسبوعين، بأنه انجاز لهما.