منذ الساعات الأولى لمطاردة المحررين الستة من سجن جلبوع كانت إسرائيل بكامل قدراتها الأمنية والسايبر تحاول أن تسترد شرفها الذي انتهكه الابطال وحولها إلى أضحوكة أمام العالم ،وعملية إعادة اعتقالهم ليست سوى اعتقال آخر لمجاهدين مطلوبين ولا يمكن إعادة عجلة التاريخ للوراء ومحو الهزيمة التي الحقها بهم الابطال الذين وضعوا العقل الفلسطيني على طاولة المكاسرة لأجهزة الاستخبارات العالمية واعادوا رسم صورة السجناء الفلسطينيين على لوحة متاحف الشرف لدى الشعوب المقاتلة والساعية للتحرر ، كما أعادوا اخلاق الكفاح والتضحية إلى مفاهيم السياسية ، فكم كانوا بسطاء كانوا عظماء وكم كانوا وحوش الصخور والخراصانات كانوا رقيقين في تعاملهم مع صبار البلاد وورود البساتين كانت الكفر يحيط بهم وكانت الأرض والجبال تطوي عليهم صدرها ،وتسجل على صفحات خدها أسماءهم الستة ، ليس هناك للحزن مكان في عقولهم ولا للاحباط سبيل إلى قلوبهم يعلنون بكل عزيمة للمحققين أنهم سوف يعيدون الكرة تلو المرة ، ولكننا نحن الطلقاء من يتسلل إلى قلبنا اليأس والذهول لاننا لسنا أمثالهم ، هنيئا لهم هذا الخيل الذي امتطوه وهنيئا لهم أنهم انزلوا كل من سبقوهم وكل المغامرات التي سمعنا بها عن ظهر الجواد وامتشقوا الحسام .