دخلت صباح اليوم الخميس إلى الأراضي اللبنانية، الدفعة الأولى من صهاريج المازوت الإيرانية آتيةً من سوريا بعد تفريغ باخرة النفط الإيرانية في مرفأ بانياس.
وعبرت القافلة التي تضم حوالى 20 صهريجاً جسر العاصي مروراً ببلدة العين في البقاع الشمالي في اتجاه مدينة بعلبك، ثم تبعتها قافلة ثانية.
وخلافاً لما تمّ الإعلان عنه في وقت سابق عن تنظيم حزب الله استقبالات “عفوية” لقافلة صهاريج النفط، ألغت قيادة الحزب كل الاحتفالات ومراسم الاستقبال الشعبية تنفيذاً لبيان الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الذي طلب عدم القيام بأي تجمعات حفاظاً على سلامة الجميع.
وتعليقاً على دخول القافلة عبر الحدود اللبنانية، غرّد المستشار الإعلامي السابق لرئيس الجمهورية جان عزيز على “تويتر” بالقول: “الأكيد والثابت إنو محاولة تخفيف أزمة المحروقات عن الناس، شغلة مشكورة لكن بس للعلم والخبر كيف تعاملت السلطات الحدودية مع الصهاريج؟ قطعت على الجمارك أو على معابر خاصة أو بإعفاء رسمي؟”.
وترافق دخول الصهاريج مع تشكيك من قبل بعض الناشطين بصحة وصول باخرة نفط إيرانية، حيث سأل بعضهم على مواقع التواصل الاجتماعي: “حدا منكن شاف بواخر إيرانية محمّلة محروقات شي؟”. واعتبر هذا البعض أن الصهاريج هي عبارة عن المازوت المهرّب من لبنان إلى سوريا منذ فترة طويلة على السعر المدعوم من مصرف لبنان والذي يرغب حزب الله حالياً في بيعه بأسعار مرتفعة تحت شعار بيعه بأقل من سعر الكلفة.
وتوجّه ناشطون إلى جمهور حزب الله بالقول: “يا جمهور الممانعة والمقاولة المخدوع، هودي محروقاتنا يلي تهرّبوا من لبنان على سوريا بالسعر المدعوم راجعين هلق ينباعوا إلنا على السعر الجديد بعد رفع الدعم …وقال شو ؟!؟!…تجمَّعوا عفويّاً ولاقوا الصهاريج بالطبل والزمر ونثر الرز والزغاريد وقواص الإبتهاج …عذراً يا سيّد مش كل العالم دينيها طوال ولا كل الجماهير أرانب”.
في المقابل، رأت الخبيرة في قطاع النفط والغاز والناشطة لوري هايتايان أن “حزب الله سجّل انتصاراً أول حين أعلن عن البواخر في العلن، فبهذه الطريقة لم تعد اسرائيل أن أمريكا قادرتين على افتعال حادث ما دون مخاطر تصعيدية لأنه سيكون واضحاً الجهة المستهدفة والسبب وكانت ستغذي فكرة أن الأمريكي يحاصرنا”، واعتبرت أن “الانتصار الثاني حين قرّر عدم إدخال الباخرة إلى المرافئ الشرعية مدّعياً أنه يخاف على الدولة ولا يريد التسبّب بالعقوبات وأن قلبه على البلد”، وأضافت: “الانتصار الثالث والأهم هو الدخول عبر سوريا وتكريس التعاون الثلاثي بين الحزب وايران وسوريا، وهذا الانتصار هو بالتأكيد انكسار للدولة اللبنانية وتأكيد أن الحزب هو الدولة الجديدة وهو الذي يحدّد سياسات الدولة الخارجية، فالموضوع أبعد من مازوت وبنزين”.