في جنين.. شعور بالانتصار بعد انتزاع ستة أسرى حريتهم رغم إعادة اعتقال أربعة منهم

الثلاثاء 14 سبتمبر 2021 07:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
في جنين.. شعور بالانتصار بعد انتزاع ستة أسرى حريتهم رغم إعادة اعتقال أربعة منهم



جنين /سما/ أ ف ب

صباح السادس من أيلول، علم سكان جنين عبر هواتفهم المحمولة بنبأ تحرير ستة أسرى أنفسهم من سجن جلبوع، وعلى الرغم من إعادة اعتقال أربعة من أبطال قصتنا إلا أنها شكلت انتصاراً حقيقياً.

من بين المنتزعين للحرية، زكريا الزبيدي، القيادي في “كتائب شهداء الأقصى”، الجناح العسكري لحركة فتح.

في جنين التي يتحدّر منها، يقول عمه أبو أنطوان أنه، ما إن علم بنبأ تحرير أنفسهم، حتى أَمِل في أن يبقى ابن شقيقه “حرّا إلى الأبد”.

رافق الزبيدي في رحلة تحرير أنفسهم، محمود ومحمد العارضة، ويعقوب قادري، وأيهم كممجي ومناضل انفيعات، حرروا الستة أنفسهم عبر فتحة أحدثوها أسفل مغسلة زنزانتهم وحفروا نفقا انطلاقا منها، في عملية تشبه سيناريوهات أفلام هوليوود.

بين الفلسطينيين، عمت النشوة إزاء العملية التي اعتبروها “بطولية”.

ولطالما كانت جنين الواقعة في شمال الضفة الغربية، نقطة حساسة تسبّبت باشتعال الوضع مرات عدة.

وانخرط الزبيدي الذي اصطدم مراراً بسلطات الاحتلال وحتى بالسلطة الفلسطينية، في العمل المسرحي بعد التخلّي عن سلاحه في العام 2007 مقابل إزالة اسمه من قائمة المطلوبين لدى الاحتلال. واعتقل في العام 2019.

ويقول أبو أنطوان لوكالة فرانس برس “تشبعنا بالأمل في الساعة التي تلت النبأ”، مضيفاً “قلنا لأنفسنا، إذا لم يتم اعتقاله بعد فربما سيبقى حراً إلى الأبد”.

بعد نيل حريتهم الذي أحرج إسرائيل ومؤسستها الأمنية، انشغل الشارع الفلسطيني بالتكهن بمكان اختباء الزبيدي ورفاقه، رجّح الفلسطينيون أن تكون المجموعة وصلت إلى سوريا أو الأردن المجاورتين، فيكتمل سيناريو “الانتصار” على الدولة العبرية.

وجنّدت إسرائيل جميع أجهزتها الأمنية في مطاردة الفارين، وأوقفت ليل الجمعة اثنين منهم محمود عبدالله العارضة ويعقوب قادري في مدينة الناصرة ذات الغالبية العربية في إسرائيل، ثم زكريا الزبيدي ومحمد العارضة في اليوم التالي. وتواصل حتى اليوم البحث عن الإثنين الباقيين.

إلى جانب ملصقات صور “شهداء” الانتفاضة الممزقة والباهتة المنتشرة على الجدران الإسمنتية في جنين، أضيفت ملصقات جديدة تشيد بـ”الأبطال” الذين هربوا من جلبوع.

بالنسبة الى أبو أنطوان، فإن “الهروب يبقى انتصاراً للفلسطينيين”، مشيراً إلى أنه سبق لجد الزبيدي أن هرب من سجن شطا الإسرائيلي في العام 1958، وهو أحد السجون المغلقة حالياً.

وانتشرت الأسبوع الماضي عبر تطبيق “واتساب” صوراً لقصاصات من صحف فلسطينية لنبأ هروب الجد الذي ما زال محط فخر للعائلة.

بعد نشر إسرائيل صور اعتقال الزبيدي مكبل اليدين وقد بدت عليه مظاهر التعب، نشر الفلسطينيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صوراً معدلة تظهره مبتسماً.

ويفخر أحمد (20 عاماً) بالأسرى “الذين غلبوا الجيش الأكثر قوة في التكنولوجيا في الشرق الأوسط”، داعياً الى “الصمود من أجل إبقاء هذا الشعور” بعد الاعتقالات.


وينظر إلى محمود العارضة الذي قضى 25 عاماً في سجون الاحتلال على أنه العقل المدبر لعملية التحرير من السجن.

في منزل عائلته في قرية عرابة جنوب جنين، تعلّق عائلة العارضة صورة كبيرة لابنها على أحد الجدران.
كانت والدة محمود متسمرة تتابع الأخبار خلال فترة البحث عنه.

وتقول لفرانس برس “رقصت فرحاً عندما علمت بإطلاق سراحه”، مضيفة “كنت آمل أن يأتي ويفتح باب منزلنا”.

أما شقيقه محمد، فيروي أن أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية اتصل به أثناء فرار محمود. “قال لي إذا عاد محمود إلى المنزل، فليقبّل والدته ثم اتصل بنا لنعتقله”.

ويقول محمد إنه ردّ على الضابط “لا، لن أتصل بك”.

واعتقل محمود في مدينة الناصرة بعد أن طاردته طائرة مروحية إسرائيلية.

ويقول شقيقه “لم أصدّق ذلك… لكن بعدها تذكرت أنه على الأقل لا يزال على قيد الحياة”.

ويضيف “يكفي أنه تذوّق خمسة أيام من الحرية تعادل 50 عاماً”.