صور فضائية تظهر سحب واشنطن دفاعات صاروخية متطورة من السعودية

السبت 11 سبتمبر 2021 01:37 م / بتوقيت القدس +2GMT
صور فضائية تظهر سحب واشنطن دفاعات صاروخية متطورة من السعودية



وكالات / سما /

سحبت الولايات المتحدة نظامها الأكثر تقدما للدفاع الصاروخي وبطاريات "باتريوت" من السعودية خلال الأسابيع الأخيرة، بحسب ما أفادت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، استنادا إلى صور التقطت عبر الأقمار الاصطناعية، وذلك فيما تواجه السعودية هجمات جوية حوثية متصاعدة من اليمن.

وجاءت إعادة نشر الدفاعات التي كانت واشنطن قد نشرتها في قاعدة الأمير سلطان الجوية خارج الرياض، في الوقت الذي يراقب فيه حلفاء واشنطن في الخليج، بقلق، الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان، بما في ذلك عمليات الإجلاء غير المنظمة من مطار كابل الدولي.

وأشارت الوكالة الأميركية إلى أن دولا خليجية تشعر بالقلق بشأن الخطط المستقبلية للولايات المتحدة، التي ترى تهديدا متزايدا في آسيا - وتحديدا من الصين - يتطلب تلك الدفاعات الصاروخية، بينما لا تزال عشرات الآلاف من القوات الأميركية منشرة في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية.

"الولايات المتحدة ليست ملتزمة تجاه الخليج كما كانت في السابق"

وقال الزميل الباحث في معهد جيمس بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس، كريستيان أولريشن، إن "التصورات مهمة سواء كانت متجذرة في واقع بارد أم لا.. والتصور واضح جدًا بأن الولايات المتحدة ليست ملتزمة تجاه الخليج كما كانت في السابق، في وجهات نظر العديد من الأشخاص في سلطة صنع القرار في المنطقة".

وأضاف أولريشن "من وجهة النظر السعودية، يرون بأن قرارات الرؤساء المتعاقبين أوباما وترامب وبايدن، تدل إلى حد ما على التخلي الأميركي عن المنطقة".

وذكرت الوكالة أن قاعدة الأمير سلطان الجوية، الواقعة على بعد نحو 115 كيلومترا جنوب شرق الرياض، استضافت عدة آلاف من القوات الأميركية منذ الهجوم على منشآت نفطية سعودية نفذه الحوثيون في عام 2019 وأجبر السعودية على وقف أكثر من نصف إنتاجها من النفط الخام مؤقتا، مما تسبب في ارتفاع كبير في الأسعار.

 

 

ولفت التقرير إلى وجود منطقة تبلغ مساحتها كيلومترا مربعا تقع جنوب غرب مدرج قاعدة الأمير سلطان الجوية، حيث وضعت القوات الأميركية بطاريات صواريخ "باتريوت"، بالإضافة إلى وحدة "تيرمينال هاي ألتيتيود إير ديفينس" المتقدمة للدفاع الصاروخي.

وأظهرت صورة بالأقمار الاصطناعية التقطت في أواخر آب/ أغسطس الماضي، إزالة بعض البطاريات من المنطقة، على الرغم من بصد نشاط وحركة مركبات في المنطقة.

وأظهرت الصورة عالية الدقة الواردة من شركة "بلانت لابز"، والتقطت يوم أمس، الجمعة، أن منصات البطاريات في الموقع فارغة، ولا يمكن رصد أي نشاط مرئي.

بالنسبة للبيت الأبيض.. "صراع القوى العظمى" أبدى من السعودية

وذكرت "أسوشييتد برس" أن شائعات ترددت عن إعادة انتشار الصواريخ لعدة أشهر، ويرجع ذلك جزئيا إلى الرغبة في مواجهة ما يعتبره المسؤولون الأميركيون "صراع القوى العظمى" الذي يلوح في الأفق مع الصين وروسيا.

مع ذلك، جاء سحب القدرات الدفاعية الجوية من السعودية، بالتزامن مع هجوم للحوثيين استهدف بطائرة مُسيرة مواقع في السعودية وأدى إلى إصابة ثمانية أشخاص وألحق أضرارا بطائرة نفاثة تجارية في مطار أبها.

تأكيد رسمي

وأقر المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، بـ"إعادة نشر أصول دفاع جوي معينة"، بعد تلقي أسئلة من "أسوشييتد برس". وقال إن الولايات المتحدة حافظت على التزام "واسع وعميق" تجاه حلفائها في الشرق الأوسط.

وأضاف كيربي: "تواصل وزارة الدفاع الاحتفاظ بعشرات الآلاف من القوات فضلا عن وضع عسكري معزز في الشرق الأوسط يمثل بعضا من أكثر قدراتنا الجوية والبحرية تقدما، وذلك دعمًا للمصالح الوطنية للولايات المتحدة وشراكاتنا الإقليمية".

في تصريح لـ"أسوشييتد برس"، وصفت وزارة الدفاع السعودية علاقة المملكة بالولايات المتحدة بأنها "قوية وطويلة الأمد وتاريخية" حتى مع الاعتراف بسحب أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية. وقالت إن الجيش السعودي "قادر على الدفاع عن أرضه وبحاره وأجوائه وحماية شعبه".

 

وجاء في البيان أن "إعادة نشر بعض القدرات الدفاعية للولايات المتحدة الأميركية الصديقة من المنطقة يتم من خلال التفاهم المشترك وإعادة تنظيم إستراتيجيات الدفاع كسمة للانتشار العملياتي".

"السعودية بحاجة إلى طمأنة بشأن الالتزام الأميركي"

وعلى الرغم من هذه التأكيدات، ربط رئيس المخابرات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل، والذي غالبا ما تعبر تصريحاته العلنية عن أفكار أسرة آل سعود الحاكمة، عمليات نشر صواريخ الباتريوت مباشرة، بعلاقة واشنطن بالرياض.

وقال الفيصل لشبكة "سي إن بي سي" في مقابلة بثت الأسبوع الماضي: "أعتقد أننا بحاجة إلى طمأنة بشأن الالتزام الأميركي.. على سبيل المثال، عدم سحب صواريخ باتريوت من السعودية في وقت تتعرض فيه المملكة لهجمات صاروخية وهجمات بطائرات بدون طيار - ليس فقط من اليمن، ولكن من إيران."

وكان من المقرر أن يتوجه وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، خلال جولة له بالشرق الأوسط في الأيام الأخيرة، إلى السعودي، لكن الزيارة ألغيت بسبب ما وصفه المسؤولون الأميركيون بـ"مشاكل الجدول الزمني".

ورفض المسؤولون في السعودية مناقشة سبب إلغاء زيارة أوستن، بعد سحب الدفاعات الصاروخية.

تحتفظ السعودية ببطاريات صواريخ الباتريوت الخاصة بها وتطلق عادة صاروخين على أي هدف. بيد أن ذلك أصبح مكلفًا وسط حملة الحوثيين، حيث يكلف كل صاروخ باتريوت أكثر من 3 ملايين دولار.

وتزعم السعودية أيضا أنها اعترضت تقريبا كل صاروخ وطائرة بدون طيار تم إطلاقها على أهداف سعودية، وهي نسبة نجاح عالية بشكل لا يصدق شكك فيها الخبراء سابقا

وكانت اليونان قد وافقت في نيسان/ أبريل الماضي، على إقراض السعودية بطارية صواريخ باتريوت.

وفي هذا السياق ذاته، قال الخبير أولريشن: "أعتقد أننا رأينا في تصريحات (الرئيس الأميركي، جو) بايدن بشأن أفغانستان، الطريقة التي تعني بوضوح أنه سيضع مصالح الولايات المتحدة في المقام الأول، ومن الواضح أن ذلك جاء بمثابة خيبة أمل كبيرة للشركاء والحلفاء في جميع أنحاء العالم الذين ربما كانوا يأملون في شيء مختلف بعد ترامب".

وأردف قائلا إنه "يبدو مشابهًا تمامًا لنهج ‘أميركا أولا‘..لكن اللهجة فقط هي المختلفة".