العالم يحفظ أنغام موسيقاه لفيلم "زوربا اليوناني" إخراج مايل كوكيانيس عام 1964، والعالم الحر الذي يساند القضايا الإنسانية المحقة يدرك وفاء هذا الفنان العبقري لقضية فلسطين وشعبها ومناصرته لكل النضالات التي خيضت لدحر الإحتلال الإسرائيلي عن أرضنا الطاهرة فلسطين، وقد أهداها تلحين نشيدها الوطني الذي سيظل رمزاً عالمياً لمن ناصروها ودعموها في كل حين.
"أتخوف من قيادة شارون لليهود بنفس الأسلوب الذي إعتمده هتلر مع الألمان"، يضيف ثيودوراكيس: "لقد أصبحت إسرائيل مثل إسبارطة، أنتم تحاربون مليوناً من النساء والأطفال الفلسطينيين، أنتم الآن جوليات وفلسطين هي ديفيد، وأنا مع ديفيد". هذا ما أكده الموسيقار والمناضل الكوني الراحل، والذي دأب في العديد من المناسبات على وضع الكوفية الفلسطينية رمزاً يعتز به ويفخر أمام أي جمهور يسمع ويتمتع بموسيقاه على أي منبر عالمي، كان يجهر برأيه ولا يهاب أحداً.
الراحل الكبير الذي كان مناضلاً دفاعاً عن أرض بلده اليونان إبان الحرب العالمية الثانية نذر حياته وعبقريته الإبداعية في الموسيقى لتأييد كل القضايا والثورات العالمية.
وفي الوقت نفسه، قدم أهم النغمات الخالدة في مؤلفاته السيمفونية والموسيقى التصويرية لأفلام إقتنع بتوجهها وقيمتها الفنية قبل أن يوافق على التعاون مع أصحابها، ولا تزال موسيق فيلم "زوربا اليوناني"، تتردد على أسماع العالم كأنها نشيد الإنسانية الذي يُسمع في كل مكان وكأنه ملك كل الشعوب فقط لأنه يمثلها.