جعلتنا أضحوكةً

مصادرٌ أمنيّةٌ اسرائيلية : إستراتيجيّة احتواء حماس أفلست والحركة اصبحت تستهدف واشنطن

الأربعاء 25 أغسطس 2021 01:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
مصادرٌ أمنيّةٌ اسرائيلية : إستراتيجيّة احتواء حماس أفلست والحركة اصبحت تستهدف واشنطن



القدس المحتلة / سما /

نقلاً عن مصادره الرفيعة في كيان الاحتلال، قال مُحلِّل الشؤون الأمنيّة والعسكريّة في موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، رون بن يشاي، إنّ “حركة حماس ما زالت تتمتع بقدرات إطلاق متنوعة ومتعددة، وطالما أنها تشعر بالقوة فإنها ستستمر في مضايقة إسرائيل، خاصة في المرحلة الأخيرة عقب إخلاء القوات الأمريكية من أفغانستان، لكننا قد نكون أمام الوقت المناسب تمامًا للعمل من أجل تغيير معادلة غزة بشكل جذري، وفهم أن إستراتيجية الاحتواء لحماس قد أفلست”، على حدّ تعبيره.

وفي السياق ذاته، تناولت صحيفة عبرية الهدف الذي تسعى حركة “حماس” لتحقيقه من وراء التصعيد الأخير والتسخين المتواصل للمنطقة القريبة من السلك الفاصل شرق قطاع غزة، وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية في مقال لمعلقها العسكري أليكس فيشمان: “تُنظِّم حماس فعاليات عنيفة على نحو خاص قبيل وفي أثناء اللقاء بين رئيس الوزراء نفتالي بينيت والرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي سينعقد يوم الخميس المقبل”.

وأكّد المُحلِّل المعروف بعلاقاته الوطيدة مع صُنّاع القرار من المُستوى الأمنيّ في تل أبيب، أكّد أنّ “لقادة حماس مصلحة في طرح التسوية في غزة كموضوع مركزي على الطاولة في المحادثات بين الطرفين، حيث تتوقع حماس أنْ تمارس الولايات المتحدة ضغطًا على إسرائيل، وأنْ تكون شريكًا في التسوية وإعمار القطاع”.

وبناء على ما سبق، شدّدّت المصادر ذاتها على أنّ “كلّ محاولةٍ إسرائيليّةٍ لمصالحة حماس من خلال تسهيلات وامتيازات مآلها مسبقا الفشل”، مُضيفةً أنّ “السلوك الإسرائيلي في الأسبوع الأخير على حدود القطاع، لم يكن فشلاً عسكريا تكتيكيا فقط، في محاولة لاحتواء الاضطرابات كي لا يتفاقم الوضع، بل إنّه كان في الأساس فشلاً استراتيجيًّا لوزير الأمن بيني غانتس ورئيس الوزراء، في قراءة الصورة السياسية”.

ومضى فيشمان قائلاً، اعتماداً على المصادر عينها، إنّه “في إسرائيل اعتقدوا أنّه يمكن شراء المزيد من الهدوء بالمال، ولم يفهموا أّن حماس ترى في هذه الاضطرابات فرصة لأن تحقق أكثر بكثير من بضعة إنجازات اقتصادية، بل أنْ تحقق ضغطًا أمريكيًا على إسرائيل كي تحرك تسوية كاملة، بما فيها تحرير السجناء (صفقة تبادل)، وعلى الأقل، فإنّ حماس لن تعطي إسرائيل تهدئة طوعية”.

عُلاوةً على ما ورد أعلاه، لفتت المصادر، وفق الصحيفة العبريّة، إلى أنّ “هذا الخطأ الاستراتيجي لم يكن لمرة واحدة، وعلى ما يبدو سيكرر نفسه، لأنّ غانتس كوزير للأمن، لا يختلف عن غانتس كرئيس أركان، خطابه ربما تحسن، ولكن ليس في المضمون، وعندما تكون مغلقًا على مفهوم في عدم حل المشاكل بل فقط كسب الوقت، فإن هذا يعود إليك  كالسهم المرتد”.

ورأت المصادر أنّ “حماس اعتادت على القصف الجوي المحدود على كل بالون، وطالما أنها لا تلاحظ قدرة إسرائيلية أخرى، فإن بوسعها أن تتعايش مع هذا، مصر حذرتنا، ومنذ بداية آب (أغسطس) الجاري، أوضحوا لمحافل الأمن أن حماس ستكسر الجمود وستستأنف المواجهات العنيفة، بل إن وزير المخابرات المصري تكبد عناء الوصول إلى هنا، والتقى وزير الأمن ورئيس الوزراء، وطلب منهما الاقتراب من حماس في مواضيع مدنية لأجل تخفيض التوتر”.

وتابعت: “لما كانت إسرائيل منغلقة على مفهوم رشوة حماس كي تكسب الوقت، فإنها وقعت مرة أخرى في ذات الفخ؛ دفعت، وجعلت من نفسها أضحوكة وتلقت الضرب.. وبالذات في الأسبوع الذي في نهايته ثار الفلسطينيون على الجدار، أقرت إسرائيل تسهيلات بحجم لم يشهد له بديل مثيل هنا منذ زمن بعيد، بما في ذلك إصدار آلاف تصاريح العمل، وإدخال العتاد الإلكتروني ومواد البناء لغزة (أسمنت فقط)”.

وفي ختام تقريرها طرحت الصحيفة سؤالاً مُهِّمًا من وجهة نظرها “ماذا ستفعل إسرائيل في حالة عشرات المصابين الفلسطينيين على الجدار في الوقت الذي يجلس فيه رئيس الوزراء بينيت أمام الرئيس بايدن؟”، ولأسبابٍ لم تذكرها أبقت السؤال مفتوحًا دون إجابةٍ.