في ظلّ استمرار السلطات المصرية في إغلاق معبر رفح البرّي مع قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، تدرس حركة «حماس» والفصائل الفلسطينية خيارات جديدة للتعامل مع هذا الموقف المنحاز إلى العدو الإسرائيلي
وبحسب ما ذكرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية في تقرير لها ،أن الفصائل تبحث إمكانية تكثيف الضغط على الاحتلال على طول الحدود مع القطاع خلال الأيام المقبلة، في محاولة لحمْل القاهرة على التراجع عن موقفها.
ومنذ يومين، تغلق السلطات المصرية المعبر الوحيد بينها وبين غزة بشقَّيه: التجاري والمخصّص للأفراد، متحجّجة بأسباب تقنية، في وقت لا يزال فيه قرابة 500 فلسطيني محتجزين في مدينة العريش شمال سيناء، في انتظار فتح المعبر للعودة إلى القطاع. ووفق ما نقلته إذاعة جيش الاحتلال، فإن السلطات المصرية ترفض السماح لحاملي جوازات السفر الفلسطينية بالهبوط في القاهرة.
وفيما تستمرّ اتصالات الفصائل مع مصر لمنْع تدهور الوضع، تُطرح بالتوازي أفكار للتصعيد بوجه القاهرة، في ظلّ مؤشّرات إلى تخلّي الأخيرة عن دور الوسيط. ولعلّ أخطر الأفكار المطروحة، إلى الآن، سحْب «حماس» عناصر الأمن التابعة لها على طول الحدود المصرية - الفلسطينية، والسماح بعودة حركة التهريب، وهو ما يعني تراجع الحركة عن التفاهمات التي توصّلت إليها مع المصريين في عام 2017 بخصوص ضبط الحالة الأمنية على حدود غزة مقابل فتح معبر رفح، والسماح بتبادل تجاري عبر بوابة صلاح الدين.
ومن بين الأفكار المطروحة أيضاً، يبرز خيار تنظيم تظاهرات على الحدود المصرية ــــ الفلسطينية، للدفْع باتّجاه إعادة فتح «رفح».
وأجرى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، أمس، اتصالات مع المسؤولين المصريين بشأن التطوّرات الأخيرة، فيما قال عبد اللطيف القانوع، المتحدّث باسم الحركة، إن اتصالات هنية تهدف إلى التخفيف عن أبناء الشعب الفلسطيني وحلحلة بعض القضايا العالقة. في المقابل، وجّه نائب رئيس الوزراء ووزير داخلية الاحتلال الأسبق، حاييم رامون، الشكر إلى السلطات المصرية على إغلاق معبر رفح، بعد فعاليات ذكرى إحراق المسجد الأقصى على حدود غزة، وإصابة جندي إسرائيلي بالرصاص هناك. وقال رامون في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «أشكر السلطات المصرية التي أغلقت مرور البضائع إلى غزة، ردّاً على أحداث الجمعة التي أصيب فيها المقاتل باريل شمولي بجروح قاتلة، في المقابل تواصل حكومة بينيت تزويد القطاع بالوقود ومواد البناء، والتي من خلالها تستعيد حماس قوتها العسكرية وتعيد بناء الأنفاق».
في هذا الوقت، جدّدت فصائل المقاومة تحميلها دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات عدوانها على القدس والأقصى واستمرار حصارها لقطاع غزة وتعطيلها عملية الإعمار، مؤكدةً أن هذه السياسة لن تفلح في محاولات عزل القطاع عن القضايا الوطنية الكبرى. ودعت الفصائل إلى المشاركة في الفعاليات الشعبية الجماهيرية التي تحمل شعار «سيف القدس لن يغمد»، رفضاً للحصار والتهويد ونصرةً للقدس والأقصى. ومنذ صباح الأمس، تواصلت عمليات إطلاق البالونات الحارقة تجاه مستوطنات «الغلاف»، في وقت كشفت مصادر فلسطينية، لـ«الأخبار»، أن السلطات المصرية طلبت من حركة «حماس» وقف إطلاق تلك البالونات، وعدم تنظيم مهرجانات على حدود القطاع تؤدّي إلى احتكاك مع قوات الاحتلال. لكن الحركة أبلغت المصريين رفضها مثل هذه المعادلة، مشدّدة على ضرورة فتح المعبر بشكل عاجل وطبيعي، مؤكدة أن وقف البالونات مرهون بتراجع العدو عن خطواته تجاه غزة وإدخال المنحة القطرية بشكل عاجل.