جرى في مكتبة بلدية نابلس العامة، حفل اطلاق كتاب “رحلتي.. موجة من بحر جيلي” وهو باكورة الاعمال الادبية لمؤلفه سامي الصعيدي الذي ينحدر من بلد عتيل في طولكرم.
وجرى حفل اطلاق الكتاب بحضور نخبة من خريجي جامعة النجاح الوطنية من حقبة اواخر السبعينات واوائل الثمانيات، وهم من اصدقاء وزملاء الصعيدي الذين عاصروه في تلك الحقبة التي شهدت مرحلة البناء التنظيمي الطلابي لحركة “فتح” في الجامعات والتي وضع الصعيدي وزملاؤه لبنتها الاولى.
واستعرض مدير الحفل، زهير الدبعي، وهو رئيس مجلس طلبة في تلك الحقبة، بعضا من جوانب تلك المرحلة، والتي كان الهم الوطني العام هو المحرك للنضال والعمل، من دون اية اجندة شخصية، كما استعرض الدور الذي لعبه الصعيدي في تاسيس وقيادة الحركة الطلابية الفتتحاوية.
بدوره، تحدث الصعيدي عن الدوافع والاسباب التي دعته الى وضع هذا المكتاب الذي يوثق فيها جزءا مهما من مرحلة مهمة في حياته ، داعيا جميع زملائه الى كتابة مذكراتهم والاحداث التي عاصروها، حتى تكتمل الصورة، وحتى يتم نقلها بامانة الى الاجيال اللاحقة.
وأضاف الصعيدي بأن هذا الكتاب ليس مجرد سرد لتجربة شخصية لا تعني الا كاتبها، ولا محاولة لكتابة سيرة ذاتية لعرض خبرة انسانية ذات مغزى، بقدر ما هي محاولة لتقديم نموذج من تجارب جيل أكتوى ميلاد وعيه بأهوال النكبة، وتعمد بناء هويته بكفاح أهله وشعبه. واشار الى انه يتحدث هنا عن جيل عمّر قلبه بالامل، وتسلحت روحه بالثقة، فامتشق قدراته وأقدم لا يساوره الشك بقدرته على الانتصار.
وقال بما أن كل جيل هو ملك للاجيال التالية، فان المسؤولية ان نحاول نقل الاحداث كما هي بخلاصتها وعبرها كما فهمنا واستخلصنا الى الاجيال القادمة لتشق طريقها ولتبدع وسائلها حسب مقتضيات واقعها وآفاق مستقبلها والتي تشكلت بناء على دروس الاجيال التي سبقتها.
وفي هذا الكتاب الذي يقع في 290 صفحة من القطع المتوسط، ومن اصدارت وتوزيع “الرعاة للدراسات والنشر” و”جسور للنشروالتوزيع”، يهدي الصعيدي كتابه “الى الفدائيين وخاصة المجهولين منهم، وال المناضلين والاسرى وخاصة المنسيين منهم، والى اولئك الذين فرشوا ارواحهم ومعاناتهم لنا؛ لينمو وعينا وتنبت طاقاتنا لنحاول من جديد، والى كل طفل وطفلة، وشاب وشابة، ورجل وامرأة من الاجيال القادمة”.
ويتحدث الصعيدي في فصول كتابه عن بداية الرحلة، والطفولة بين براثن النكبة، وتفتح الوعي على رحلة الخلاص، وآمال الصبا، وتدافع خيارات المستقبل، وقيود المعتقل، وقرار اقامة التنظيم، والالتحاق بجامعة النجاح وبدء التحضيرات لبناء التنظيم، معرجا على البيئة الحاضنة ومجلس الطلبة، وحفل الانطلاقة في 1/1/ 1978، والمظاهرات الطلابية، وانعقاد المؤتمر الشعبي الاول، ويتطرق الى الانجازات، والاعتقالات، والعلاقة مع القيادة في الخارج، واللقاء مع خليل الوزير (ابو جهاد) في الاردن، وعن فترة الترحال للخارج، ومن ثم العودة الى ارض الوطن.