العام الدراسي ومعضلة التوجهات..مرام الحلبي

الإثنين 16 أغسطس 2021 11:10 ص / بتوقيت القدس +2GMT



ها هو العام الدراسي الجديد يقبل علينا وتقبل معه هواجس التعليم الالكتروني، فنحن لا نزال حتى اللحظة نتحدث عن تجربتنا المريرة مع نظام التعليم الالكتروني الذي لم يقدم الكثير الى الطلاب تحديدا في المراحل الابتدائية والتأسيسية.

فما إن اقتربت المدارس حتى بدأت اخبار انتشار الكورونا من جديد، وانتشار موجة جديدة لفيروس كورونا المستجد وبدأت الاحصائيات الطبية ونتائج التحاليل بالظهور الى السطح من جديد، ولكن ما هي العلاقة بين بداية السنة الدراسية وظهور فايروس كورونا؟

في احدى التقارير الطبية التي صدرت مؤخرا، يشير أحد الأطباء في غزة أن سبب انتشار الفايروس هو عدم التزام سكان القطاع بالتعليمات الواجب اتباعها من اجل الحد من انتشاره، كالتباعد وارتداء الكمامات وعدم التجمع في الأماكن المغلقة، بالإضافة الى ضرورة التعقيم وتنظيف المرافق بعناية شديدة، ولكن السؤال المطروح فعليا هل يمكن أن يلتزم المواطنون دون ان تكون هناك تعليمات ملزمة وإجراءات صارمة لمن يخالف التعليمات من وزارة الصحة والداخلية؟

فقد كان مع الحكومة في غزة فترة لا تقل عن 3 أشهر لتطبيق التعليمات وإلزام السكان على الالتزام، ولكن عوضا عن ذلك لم نجد أي إجراءات جزائية او عقوبات لأي تجاوزات أو منع للتجمعات فقد تميز صيف غزة بفتح صالات الأفراح وعودة أشكال التجمع في المحال التجارية الكبيرة والمطاعم والفنادق، إضافة الى التجمعات الأسرية الكبيرة والواسعة في بحر غزة من شمال القطاع الى جنوبه والازدحام الخانق على طول شارع الكورنيش حتى ساعات متأخرة من الليل.

وكانت هناك أخبار تأتي على الهامش لوجود إصابات بفايروس كورونا إضافة الى وجود وفيات بسببها ولكن لم يتم إيلاء الاهتمام لها بنفس القدر المولى لها على مشارف المدارس.

لقد أضاع جيل كامل بوصلة التعليم فطلاب المرحلة الابتدائية لم يتم تأسيسهم جيدا بسبب عدم قدرة الأهالي التوفيق بين التعليم الالكتروني والمهام اليومية، فليس جميع الأهالي أرباب منازل وليست كل أم متفرغة من اجل التعليم والتي هي بالأساس مهنة المعلمة وكثير من الأمهات العاملات تولي جزءا كبيرا من هذه المسؤولية للمعلمات، فما عادت الأمهات قادرات على التوفيق بين العمل والتدريس، ولا حتى النساء ربات البيوت فالخطط اليومية كلها قد الغيت وأعيد ترتيبها بما يناسب التعليم الالكتروني وأصبح اليوم بطوله شاقا متعبا لأولياء الأمور وللطلبة إضافة للمشاكل اللوجستية التي تتمثل بعدم توفر أجهزة لابتوب او تابلت او هواتف ذكية محمولة لكل أبناء العائلة لمتابعة الحصص الالكترونية ، وارتفاع أسعارها بسبب موضة التعليم الالكتروني مما لم يتح للكثير من الاسر الميسورة الحال توفيرها لأبنائهم.

ومن هنا فإنني من منبري هذا ادعو وزارتي الصحة والداخلية إلى ضرورة توفير الطعومات للكوادر التعليمية والعاملين في المدارس حفاظا على صحة الطلاب وصحتهم وقد كان الأجدر أن يتم هذا خلال فترة الصيف إضافة إلى العمل على نشر الوعي بين المواطنين وإلزامهم بالإجراءات الطبية وتحت طائلة القانون لضمان استمرارية التعليم الوجاهي وجودته في المدارس والجامعات والكليات على حد سواء.

فالإعلانات وحدها لا تكفي والاتكال على وعي المواطن الذاتي وحده ليس حلا، ولا يتم تنفيذ القوانين إلا من خلال الجهات الحكومية المخولة لذلك والتي نأمل أن نراها على قدر كامل من المسؤولية تجاه شعبنا.