جهاز الأمن الإسرائيلي: العلاقات مع الإمارات أقل من التوقعات

الإثنين 16 أغسطس 2021 10:55 ص / بتوقيت القدس +2GMT
جهاز الأمن الإسرائيلي: العلاقات مع الإمارات أقل من التوقعات



القدس المحتلة / سما /

​في مثل هذا الوقت من آب/أغسطس العام الماضي بدأت تتردد أنباء أولية حول اتفاق تحالف وتطبيع علاقات بين إسرائيل والإمارات المتحدة، وبعد شهر تقريبا جرى توقيع الاتفاقيات بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين. وبمرور سنة منذئذ، يعتبر جهاز الأمن الإسرائيلي أن التغيرات التي أحدثتها هذه الاتفاقيات، خلال السنة الفائتة، كانت أقل من التقديرات التي سادت لدى توقيعها، وفق ما ذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الإثنين.

وأشار هرئيل إلى أن هذه الاتفاقيات، التي نسجها رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، خرقت الجمود الذي استمر سنوات بين إسرائيل والإمارات. "لكن الثلاثة أملوا بتحقيق أكثر من ذلك: غاية الاتفاق كانت الانطلاق نحو اتفاقيات تطبيع مع دول عربية كثيرة أخرى، وفي مقدمتها السعودية؛ كان يفترض بها أن تحصن حلفا إستراتيجيا جديدا، مواليا لأميركا، في الشرق الأوسط، ردا على المحور الشيعي الذي تقوده إيران؛ وكانت غايته أن يثبت أن إسرائيل ليست بحاجة إلى سلام مع الفلسطينيين من أجل ضمان تحسين علاقاتها مع دول المنطقة".

وانضمت المغرب والسودان لاحقا إلى هذه الخطوة، واعتبر هرئيل أنه "ربما يكون هذا الإنجاز الوحيد الذي حققه ترامب في المنطقة، وبالتأكيد إحدى النقاط الإيجابية للسياسة الخارجية الإسرائيلية خلال الـ12 سنة من ولاية نتنياهو. وتم الشعور بالنتيجة الإستراتيجية بشكل أقل".

ونقل هرئيل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "الثمار الأساسية للسلام مع الإمارات تحققت في المجال الاقتصادي والتكنولوجي: مثلما أمل نتنياهو، مشايخ الخليج يبدون اهتماما بالغا باستثمارات كبيرة في إسرائيل".

وأضاف أنه إلى جانب ذلك توثقت العلاقات الأمنية والاستخباراتية بين إسرائيل والإمارات، رغم أنهما لا تفصحان عن ذلك. "فقد كشفت تقارير نشرت مؤخرا عن أن الإمارات هي إحدى أبرز زبائن شركات السايبر الهجومي الإسرائيلي، التي استخدمت تكنولوجياتها بشكل عدواني أحيانا لاستهداف صحافيين وناشطي حقوق الإنسان، في صفقات أبرمت بتشجيع الحكومة الإسرائيلية".

وشدد هرئيل على أنه "إذا أملت إسرائيل بأن تكون الإمارات جزءا من حلف معلن أكثر، وتعمل من أجل لجم الخطوات الإيرانية في المنطقة، فيبدو أن هذا الاعتقاد كان أملا زائفا. كما أن ضلوع الإمارات في الحلبة الفلسطينية بقي متدنيا والمال من هناك لم يحل بعد مكان المال القطري، رغم التأييد الإسرائيلي المتزايد لهذه الفكرة".

ورأى هرئيل أنه "في الخليج يتوخون الحذر على ما يبدو، وينبع ذلك من اعتبارين مرتبطين ببعضهما. أولا، إيران تعتبر كدولة رعظمى إقليمية قوية، لا تعتزم التراجع أمام الولايات المتحدة ولا تخشى استهداف مصالح أميركية وإسرائيلية في المنطقة. وثانيا، تغير الإدارات الأميركية قللت من شهية توثيق العلاقات مع إسرائيل، سواء في الإمارات أو في السعودية، التي أمل ترامب ونتنياهو بربطها باتفاقيات التطبيع".

وتابع هرئيل أن "ترامب كان العراب المركزي لهذه الخطوة. والرئيس الحالي، جو بايدن، متشكك أكثر. والتوجه بالانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط، الذي بدأ في نهاية ولاية إدارة أوباما، ومن خلال تذبذب معهود في فترة ترامب، استمرت في عهد بايدن. وتركز أميركا اهتمامها على الشرق الأقصى وعلاقاتها المشحونة مع الصين. وفي ظروف كهذه، تعهد الإمارات بتوثيق علني آخر للعلاقات مع إسرائيل هو على ما يبدو خطوة أخرى بعيدة المنال".