قال : هولوكوست لا يمكن إنكاره.! قلنا: انه .. لصعب جدا تصور هذا الدمار والقتل والخراب ؛ كيف امكن ان يصبح هذا الذي يصعب تصوره - هو الذي يحدث دائما . ولا يوجد بديل؟! دمار اكبر من الوحشية واكثر من همجية الطبيعة نفسها!! وهل توجد همجية اقسي من ذلك او مثل دلك؟ هل يوجد من يستطيع رؤية كل هذا القتل والدمار والخراب؛ هل يوجد من يستطيع رؤية طبيعة الاشياء والتحدث عنها كما هي؟. ان الصدق لا يعيش ويواجه الكذب فقط.. بل يعلن عن ذلك ويوجهه ويشير اليه بقسوة وعقاب ليتوقف. هل وجد او يمكن ان يوجد معذب وفاقد ومفجوع مروع مثل الانسان هنا ؟ هل رايته عاملته عرفته بمقاييس انسانية؟ كيف عليك التعامل مع الوضع الانساني بهذه الوقاحة والبلادة والبلاهة او الفضيحة المعلنة المتبادلة بينكما؟ كيف استطاع هذا الذي تؤيده ان يهبط بك الى هذا الحضيض الاخلاقي؟!
اسمحوا لنا ان نكشف ونعاير هذا المسمى بالمجتمع الوحشي ، ومعه كيان غاصب طاغي ، فظ بني على الدماء والجرائم والخطايا.. كيان ولد من علاقة غير شرعية .. كيان ابن زناة عالمي ؛ عاش في الذل والهوان الذي قد فرضه على مجتمعه" قومتيه" ليتحول الى اقسي الوحوش وحشية واجرام وافتراس لحقوق الغير ، ابتلع كل شئ.. تحول الي حيوان قوي غالب بأظافر وانياب نووية ؛ كيان مؤمن بالعقاب الدموي للأطفال والنساء!. ان اقبح واوقح انواع الكبرياء والتوحش والجبروت هما كبرياء وجبروت وتوحش القادرين الذين ينهضون من الحضيض والتراب ليصبحوا مسيطرين على شعب حر ، ولينظروا بحقد وتعصب وغضب وذعر وتهديد الى التراث الذي نهضوا منه . وليتحولوا الى اقسى جلادين و سفاكي الدماء ومعاقبين للهباء الذي كان سماءهم والذي نهضوا منه .
ما اقبح الحضيض في احاسيس من ارتفعوا فوقه، انهم بذلك كأنما يحاولون ان يعاقبوا ويرهبوا ماضيهم الذي كان لئلا. يفكر في العودة.. لئلا يفكر فيهم او ينظر اليهم ، او يتحدث عنهم ، او يتذكرهم او يكتب اليهم رسالة تشرح ما كان ، او تشير اليه او تذكر به. انهم بفتكهم بمن حولهم ، كأنما يحاولون ان يقنعوا انفسهم بأنهم قد انتصروا وتفوقوا عليها ، وبأنهم قد اصبحوا كائنات اخري لا علاقة لها بما كان. بل لا شئ قد كان غير ما هو كائن الان !. انهم اذن لن يعدوا اليها ولن يعود اليهم. يقاتلون حتى ولو بالذكرى او الحديث. مع التحول الى النقيض .. الى النقيض العنيف جدا لدرجة التوحش.! انه لا بد ان يكون حينئذ اقسي من كل القساة ليعوض عن عادته القديمة ، فلا ينساها ولا يتخطها ، او ليحاسبها ؛ ان المهزوم المهان لابد ان يصبح اقسي الجبارين جبروتا ، اذا انتصر .. نعم ماذا اصبحوا بعد ان كانوا؟ كيف اصبحوا بعد ان هربوا من الماضي الى أسفل حضيضهم؟.
فخامة المجتمع الدولي .. فخامة المجتمع الوحشي ، لم .. ولن اكتب الا بكل اساليب ولغات ومواقف الصدق والاخلاص بكل اساليب ولغات ومواقف الحق. من اجل تنظيف وتطهير ضميرك ؛ وحماية كل قيمك ومبادئك واخلاق شعوبك واراداتك وحضارتك وتاريخك واخلاقك وفنونك . وعيونك ومسامعك من كل التشوهات والعيوب والدمامات والتشوهات والانات والصرخات والقبح والكذب والنقائض والعار والفضائح والجنون والعار والعيوب التى تغطي كل هذا الوجود، وكل من فيه والتي هي بعض اوصاف من تؤيد وتدعم وتدافع عنه ، بكل جرائمه وعاره وقبح قادته ، والتي تتهم انت بها كليا ، تتهم بها كليا أرداه وتايد.. دعم وتخطيط ومساندة! . فهل وجد واصف محقر لك مثل - ما وصفك- هو - بكل قرارتك .. وضد كل قرار؟!
رجاء .. ان تكون قد ادركت قسوة الموت والدمار والفجيعة والضياع والخراب الانساني؛ وكل ما يقاسيه شعبنا ؛ لأنك قد قاسيت نفس الفجيعة والضياع والخسران حين تواطئ العالم بنفس المنطق بنفس النفاق بنفس اللغة قبل الحرب العالمية الثانية! فلماذا تعاقب اصحاب الحق المظلومين . المغتصبة ارضهم والمهدمة بيوتهم ، ومن فقد اطفاله واهله اجمعين. بدل ان تعاقب ذلك الكيان. الغاصب الظالم المجرم اللعين ؟ لماذا اساء العالم الى من ظلم وقتل بدل ان يحميه وبدل ان يوقف او يمنع القاتل؟!. هل العدل والتحضر والقانون الانساني يعاقب المظلوم؟ و ان يساهم بصمته ان يقتل المظلوم واطفال المظلوم ونساء المظلوم!! من يرد ظلمه من يقف امام الجبروت المتوحش ؟ من يقف اما السيل الجارف والقوة الغاشمة العمياء؟ ان اقل ما تطالب به القوانين الانسانية .. ان تكون انساني ان تكون متحضر ان ترد الظلم.
ولا تكن .دعما و مساند. للقاتل ، واكبر صانعا للخراب والأذى.. قتل الاطفال وهم في ثبات النوم و في ثياب النوم .. بل قتل الجميع ، ودمر جميع الأشياء . هدم البيوت على من فيها حتى المدن ودور العبادة والمصانع كل شئ تحول الي خراب غير انساني؛
هل لان كل الاشياء وكل المظلومين هنا يحملون في وجودهم احتمالات مضادة ، ولا يقبلون العيش بدون حرية وحضارة وانسانية واستقلال .. هل هي توجهات ومبادئ ومثل عليا تعد رديئة او مؤذية او غير مطلوبة ام هي غير سارة لكم وضد مبادئكم ؟
انك اذا قلت الحقيقة هنا .. وهي ليست في حساباتك او ضد حسابتك فلا انك تنوي شيئا اخر؟. لعلك حينئذ تنوي نفيها وهزيمتها ومقاتلها انك قد تجعل اعلانك عن الحقيقة التى لا تريدها سلاحا لتطعن او تخيف او تهدد به شعبا . ان الناس يقاومون الحقيقة بالخداع والصدق بالكذب والحق بالباطل؛ ككل قراراتك ومواقفك المتحضر والحضارية والاخلاقية والاجتماعية والفكرية والانسانية ، من أجل . العذاب الشامل والدمار والشامل والتشويه ، من ان تعجز عن صد الاكاذيب بل تساهم في تصدير المبررات الكاذبة. بالنسبة لك.. الصدق كالح وعدواني ، متوافق مع برنامج القتل والوحشية والهمجية.
ما اصبر شعبنا واكبر شعبنا واعظم تضحيات شعبنا. انه نقم تألما واشمئزاز من الدمامات والتفاهات ومن كل الوان الكراهية والوحشية . وايضا بالغضب الضاج على المظالم والاخطاء. وللحديث بقية