فتح قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة الإسرائيلية (ماحاش)، تحقيقا ضدّ عناصر شرطة، بينهم ضابط، لتورّطهم "في عمليات التعذيب والتنكيل بالمعتقلين" العرب الذين أُوقفوا خلال الهبّة الشعبيّة في مركز الشرطة في الناصرة "المسكوبية"، مطلع شهر أيّار/ مايو الماضي، بحسب ما أفاد بيان صدر عن النائب عن "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" والقائمة المشتركة، عايدة توما- سليمان، اليوم الأربعاء.
وكان مركز "عدالة" الحقوقيّ، قد بعث في حزيران/ يونيو الماضي بشكوى إلى المستشار القضائي للحكومة، وإلى "ماحاش"، تؤكّد "ارتكاب خروقات خطيرة واعتداءات وحشية بحق المتظاهرين من خلال العنف المفرط والضرب المبرح الموجه نحو الرأس ونحو الوجه" في مركز "المسكوبية" في الناصرة، مطلع الهبّة التي جاءت التحاما مع القدس وغزة، وضد اعتداءات الشرطة والمستوطنين.
وذكر في بيان أصدره حينها، أن "الطاقم القانوني في مركز عدالة وثق شهادات معتقلين ومحامين ومسعفين، تُفيد باعتداءات عنيفة أثناء اعتقالات متوحشة ضد المارين والمتظاهرين في الناصرة، من قبل شرطيين ومستعربين واقتيادهم إلى غرفة تعذيب ضيقة، بات المعتقلون فيها طوال ليلة كاملة وسط منع دخول المحامين إلى مركز شرطة المسكوبية ومنع تقديم العلاج للمصابين".
كما طالب المركز آنذاك "بفتح تحقيق عاجل من قبل ’ماحاش’ ضد جميع أفراد الشرطة الضالعين في هذه الاعتداءات والانتهاكات الصارخة بحقوق المعتقلين، والإطاحة بضابط مركز المسكوبية المسمى، إيلي صاروك، من عمله، بالإضافة إلى تحقيق شامل ومعمق على المستوى المنهجي واستخلاص نتائج ضد جميع المسؤولين، مع اختلاف تسلسلهم (في ما يخص) الخروقات الصارخة المذكورة في الشكوى".
وذكر البيان الصادر عن توما- سليمان، أن "وزير الأمن الداخلي، عومير بارليف، (قام) بإبلاغ النائب (توما- سليمان) أنه تم فتح تحقيق مع ضابط مركز الشرطة في الناصرة، المدعو إيلي صاروك، وأفراد (وعناصر) شرطة آخرين من المتورطين في عمليات التعذيب والتنكيل للمعتقلين التي جرت في محطة الشرطة (ذاتها) في مطلع شهر أيّار/ مايو السنة (الجارية)".
وقال إنّ توما- سليمان كانت "قد توجهت في السادس من شهر تموز/ يوليو الماضي برسالة عاجلة إلى وزير الأمن الداخلي، تطالب من خلالها بمباشرة التحقيق في قضية غرفة التعذيب سيئة السمعة التي جرت فيها عمليات تعذيب وتنكيل مشينة بحق المعتقلين، هذا بالإضافة إلى منع المحامين من تقديم الاستشارة للمعتقلين قبل التحقيق مما اضطرهم إلى الانتظار خارج المحطة لمدة أيّام".
ونقل البيان عن توما- سليمان، قولها: "ثقتنا بجهاز التحقيق لا سيّما التحقيق ضد أفراد من الشرطة محدودة، ومع ذلك سنتابع مجريات التحقيق إلى أن تتم مقاضاة ومعاقبة كل المتورطين في أعمال التعذيب والانتهاكات".
وكانت توما- سليمان، قد عقّبت على الاعتداءات على معتقلي مركز "المسكوبية"، قائلة إن "عنف الشرطة تجاه المعتقلين هو ليس بالأمر الجديد أو المفاجئ ولكن ما حصل في محطة المسكوبية هو بمثابة تصعيد متزايد الخطورة يستوجب التحقيق واستخلاص العبر على مستوى النظام وليس الأشخاص فقط".