"معسكر المقاومة يسعى لإعادة رسم الخطوط الحمراء مقابل إسرائيل"

الأربعاء 11 أغسطس 2021 04:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
"معسكر المقاومة يسعى لإعادة رسم الخطوط الحمراء مقابل إسرائيل"



القدس المحتلة /سما/

اعتبر باحثان إسرائيليان أن مراكز التوتر الأمني الثلاثة التي تواجهها إسرائيل، في قطاع غزة ولبنان وإيران، تطورت على خلفيات منفصلة، لكن ثمة قاسم مشترك بينها وهو "الجرأة الزائدة من جانب أعداء إسرائيل، ومحاولتهم الحذرة من أجل إعادة بلورة قواعد اللعبة في مواجهة إسرائيل".

وأشار الباحثان، وهما رئيس "المعهد للسياسة والإستراتيجية" في المركز المتعدد المجالات في هرتسيليا، عاموس غلعاد، والباحث في المعهد نفسه، د. ميخائيل ميلشتاين، في مقالهما المشترك في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الأربعاء، إلى التوتر الأمني المتمثل بالعدوان على غزة، في أيار/مايو الماضي، استهداف سفن في الخليج التي تتهم إسرائيل إيران بمهاجمتها، وإطلاق حزب الله قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل، الأسبوع الماضي.

وأضافا أن "هذه الأحداث قد تدل على تغيير جار في منطق أعداء إسرائيل، الذين لجموا أنفسهم بشكل عميق في السنوات الأخيرة تحسبا من الدخول إلى تصعيد واسع". وعزا الباحثان هذا التغيير إلى "تحولات في المنظومتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها صعود إدارة جديدة في الولايات المتحدة، اعتبرت بنظر كثيرين في الشرق الأوسط أنها أقل حماسة من سابقتها في ممارسة القوة في المنطقة".

وتابعا أن التحول الآخر يتعلق "بتركيز إسرائيل على أزمة كورونا والتعقيدات السياسية الداخلية المتواصلة"، بينما التطور الثالث هو "ضعف وهلع العالم العربي السني، وبين أسباب ذلك إثر تقديراته أن واشنطن لا تمنح دعما كستقرا كما في الماضي".

وبحسبهما، فإن "الجرأة التي تبديها حماس وحزب الله وإيران لا تعني أن هناك فقدانا مطلقا للردع الإسرائيلي وإبداء استعداد لمواجهة شديدة جدا معها. وإنما هذه محاولة وتضليل هدفهما اختبار كيف بالإمكان إنشاء حيز عمل يسمح باحتكاك مع إسرائيل والرد على عملياتها من دون الوصول إلى مواجهة شاملة ضدها. وهذه بمثابة معركة بين حربين من إنتاج معسكر المقاومة، والتي تم التعبير عنها بشكل مختلف في كل واحدة من الجبهات".

وأضافا أن "هذه الجهات الثلاث تتابع عن كثب ردود فعل إسرائيل والحلبتين الإقليمية والدولية على الاحتكاكات المختلفة وعلى ما يبدو أنه بات لديها الانطباع بأن ردود الفعل هذه ليست شديدة كما كانت في الماضي".

ودعا الباحثان إلى إعادة النظر في شكل إدراك إسرائيل لمنطق هذه الجهات الثلاث وتقييم عملياتها. "ويظهر في هذا السياق، منذ عدة أشهر، اختلاف بين التقدير الإسرائيلي الذي بموجبه هؤلاء مرتدعين ويسعون بكل قدرتهم إلى الحفاظ على هدوء مقابل إسرائيل، وبضمن ذلك على خلفية مشاكلهم الداخلية، وبين الواقع الذي يعملون فيه بجرأة، وأدت إلى مفاجآت مثل مبادرة حماس الهجومية ضد إسرائيل (بإطلاق قذائف صاروخية إلى منطقة القدس) أو رد حزب الله على هجوم الجيش الإسرائيلي في لبنان".

ورأى الباحثان أن "الفرضية الإسرائيلية الأساسية بشأن ارتداع خصومها من حرب واسعة صحيحة، لكنها لا تأخذ بالحسبان استعدادهم للقيام بخطوات عسكرية يرون أنها تقع تحت سقف التصعيد الشامل. وهذا اختلاف ينبغي إدراكه واستيعابه بدل الانجرار إلى حلول سهلة نسبيا مثل التوضيحات التي بموجبها فقد العدو اتزانه وأصبح غير متوقع، مثلما جرى الادعاء مؤخرا بشأن يحيى السنوار" رئيس حماس في غزة.

وخلصا إلى أنه "على إسرائيل رؤية المحور الذي يربط بين دبهات التوتر، التي بالرغم أنها تجري على خلفيات منفصلة، لكن اللاعبين المركزيين فيها يعكسون منطقا مشابها وحتى أنهم يجرون نقاشا ودراسة مشتركة. وعلى إسرائيل أن تدرك أن أعداءها ما زالوا مرتدعين من حرب شاملة ضدها، لكنهم يحاولون دراسة ما إذا بالإمكان إعادة رسم الخطوط الحمراء مقابلها. وهذه الآلية من شأنها أن توجه إسرائيل – وأعداءها أيضا – إلى تصعيد واسع، وذلك من دون تخطيط وخلافا للمصالح الأساسية لجميع اللاعبين".