يستلزم سقوط الطفل على رأسه استشارة الطبيب على وجه السرعة؛ نظرا لأنه قد تترتب عليه عواقب وخيمة، خاصة في حال فقدانه للوعي بعد سقوطه، بحسب ما قالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين.
وأوضحت الرابطة أن ارتجاج المخ يعد أبسط إصابات الدماغ والجمجمة وأكثرها شيوعا، مشيرة إلى أنه يؤدي إلى الإصابة ببعض الاضطرابات المؤقتة في وظائف المخ، كما يمكن أن يحدث الارتجاج دون أن يكون هناك أي جرح ظاهر على سطح الجمجمة.
ارتجاج المخ
وتتمثل أعراض الإصابة بارتجاج المخ في القيء وفقدان مشهد الحادث من الذاكرة. ويجب إجراء أشعة على المخ بمجرد وصول الطفل إلى المستشفى.
كما يجب فحص الرأس بحذر شديد بمجرد أن يفيق من غيبوبته، وذلك لاكتشاف ما إذا كان هناك بعض المؤشرات الدالة على إصابة جمجمته أم لا مثل النتوء أو الجروح.
وغالبا ما تظهر كسور عظام الجمجمة في صورة تجمعات دموية كثيفة، أي نتوء في الرأس. ولا يُعد هذا في حد ذاته الخطر الحقيقي، لكنه يشير إلى إصابة النسيج أو الوعاء الدموي الموجود أسفله.
نزف داخلي
ويتعين على الوالدين مراقبة الطفل خلال الأيام التالية لسقوطه بعناية شديدة، حتى وإن بدا أنه على ما يُرام؛ نظرا لأن الإصابة بنزف داخلي في المخ يمكن أن تظهر بعد مرور ساعات أو أيام من السقوط على الرأس.
وتتمثل أعراض الإصابة في الشعور بالغثيان وتغيّر طبيعة الطفل وفقدانه للشهية وكذلك فقدانه الرغبة في القيام بأي شيء، وشعوره المستمر بالحاجة إلى النوم وإصابته بالصداع وعدم قدرته على تذكر بعض الأحداث، لا سيما واقعة السقوط.
جديرٌ بالذكر أنه يجب أن تتسع حدقة العينين وتضيق لدى الأطفال الأصحاء في نفس الوقت، إذا ما تم تسليط الضوء عليها. لذا يمكن أن يشير تغيّر ذلك مع الطفل بعد سقوطه إلى إصابته بنزف في المخ أيضا.
وفي حالة الاشتباه بإصابة الطفل بنزف داخلي في المخ، فإنه عادة ما يتم إجراء أشعة مقطعية بالحاسوب على مخ الطفل بمجرد وصوله إلى المستشفى.
ومن خلال هذه الأشعة، يتسنى للأطباء التحقق مما إذا كان الطفل مصابا بنزف في المخ أم لا، وكذلك اكتشاف ما إذا كان هناك كسور بالجمجمة لديه أم ل. وإذا تم التحقق من إصابة الطفل بنزف في المخ، فقد يستلزم الأمر الخضوع لعملية جراحية على الفور.
العمود الفقري
وغالبا ما يهتم الأطباء بفحص ما إذا كان العمود الفقري والحبل الشوكي قد أصيبا أيضا أثناء سقوط الطفل أم لا، نظرا لأن سقوط الطفل على جمجمته قد يؤثر على العمود الفقري أيضا، لا سيما الفقرات العنقية منه.
وعادة لا يتم إجراء عملية جراحية لكسور عظام الجمجمة إلا في حالة تشوه أجزاء العظام، وأيضا في حالة إصابة سحايا الدماغ. وعادة ما تلتئم المستويات الصغيرة من الكسور الموجودة بعظام الجمجمة من تلقاء نفسها.