كلام في السياسة و الجباية؟ ،،، محمد سالم

السبت 07 أغسطس 2021 12:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
كلام في السياسة و الجباية؟ ،،، محمد سالم



▪تنويمة الجياع.
نامي جياعَ الشَّعْبِ نامي .. حَرَسَتْكِ آلِة ُالطَّعامِ
نامي فإنْ لم تشبَعِي .. مِنْ يَقْظةٍ فمِنَ المنامِ
نامي تَزُرْكِ عرائسُ الأحلامِ .. في جُنْحِ الظلامِ
تَتَنَوَّري قُرْصَ الرغيفِ .. كَدَوْرةِ البدرِ التمامِ.
رحم الله شاعر العراق العظيم محمد مهدى جوهر . ما أبدعك مصوِّرًا!

▪قيل قديماً : " بوقت الخداع يُصبح قول الحقيقة عملًا ثوريًا ". و لأن سكين المعاناة وصلت إلى عظم رقبة المواطن. بالنظر  الي مستويات الدخول الحالية ، لتعلموا أن غلبية الشعب علي الأقل لا يجدون غير هذا العمل المتواضع ليستر اسرهم ، ولا بديل علي
الاطلاق ، فلا تنزعوه من أيديهم ، فهو أدني الحقوق ، وأدني القوت ، وأدني الأمان ، وأدني الستر ،  وأدني الواجب ، وأدني المسوولية ، وأدني الاحترام ، وأدني الكرامة ، وأدني الانسانية والآدمية ، ما ذنب القطاع المنهك المدمر المحاصر، الذي وصل كثير من أبناء شعبه إلى حد الجوع والمسغبة.؟!! الفقر أشد فتكاً من أسلحة الدمار الشامل ؟!
 
▪ بئس الثمن .
 ضرائب .. مضروبة .. جباية مشبوهة ، سنوات بالسيف والقوة ، وبلا أى سند قانونيا ، أو حق ضريبي أو رسوم مستحقة ، كما فقد المواطن قدرته على سداد الضرائب الجائرة والإتاوات التى فُرضت عليه، والتى فاقت فى قسوتها الخيال نفسه، سوى أنها سوط الجباية وحكم القوى على الشعب ؛ ويلهث المواطن كل اليوم ويسقط مغشيا عليه، يكاد فقط يلتقط أنفاسه، ولا ينال قسطا من الراحة، ليبدأ يوما قديما.. طين جديد.. تراب قديما.. سواد بلا اسفلت ، حتى لا يفكر ولا يخرج له صوتا ولا يقدر حتى أن يصرخ.!


▪ قمة العبادة مواجهة السلطات الفاسدة.
 تمر على هذا الشعب عبر التاريخ ،  مِحن كثيرة ومصاعب وآلام أكثر ، وظلم وقهر لايطاق ، ويظن الظالمون والطغاة أن الشعب قد هُزم واستكان ونسى وغاب عن الوعى .. ولكن فجأة يصحو الجمل ويفيق ليجتر ما قام بتخزينه .. وتعرفون غضب الجمل وثورته ، وتعرفون قوته وطاقته ، وهكذا هو شعب.
لاشيئ نسيناه ولاشيئ يأتى سينسينا كل ما ضاع منا.!


▪ فالشعب الفلسطيني يعاني الحصار  و المحرقة الصهيونية ، و يعاني من القسوة والظلم . في ظل - شبه - حكام. وحكومات مهلهلة. هذا هو ثمن الخطأ الاستراتيجي الهائل .. مخطط الانقسام الصهيوني؛ الذي أوقع خسائر لا يمكن ان توصف بأنها فادحة، بل مدمرة.  وهو ما لاتريد أن تعترف بعض السياسات. أن تجربتها وصلت الي نهايتها ، ولا أريد أن أقول فشلت فقط ، لكن أزيد أنها - مثلها مثل غيرها من السياسات  السابقة -  استجابة خاطئة للتحديات التي كانت ومازالت تواجه قضيتنا . سواء قبل ظهور هذه السياسات أو بعدها.

لابد من وحدة وطنية حقيقية ومبادرة جديدة لتأسيس محتوى وطني  سياسيا. و مقاوم ، برنامج وطني جديد في كل الساحات  في ضوء اللحظة الراهنة للتقدم الوطني  ، وعلى أساس التحديات الحالية و النوعية التي تواجه قضيتنا، مع قياس أنفسنا على أفضل حركات التحرر الوطني في العالم، فيجب أن نرى أنفسنا في مرآة أفضل حركات التحرر في العالم، لا أن نرى أنفسنا على صفحة المياه مثل "نركسوس" في الأساطير اليونانية الذي ظل ينظر إلى صورته المنعكسة على صفحة مياه البحيرة، معجبا ومقدسا لها، وظل على هذا الحال حتى مات!


▪أزمات بلادنا فوق قدرات كافة الطبقات السياسية التي تتصدر المشهد من أي لون أو اتجاه أو فكر أو مذهب كانت ، كل الأفكار الجاهزة والقوالب المعلبة أثبتت التجربة العملية عدم صلاحيتها لهذا الزمن ، قضيتنا تواجه تحديات مزمنة ومتجددة في آن واحد  ، وتحتاج استجابات محترفة ومبدعة في الوقت ذاته ، وكل قضايانا  تحتاج رجال سياسة و صناع ثقة.. ساسة ومحترفين بعيداً عن ارتجال الهواة سواء من القوى الحالية أو .آخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ .ممن يتصدون للعمل العام .


برغم من هذا كله. فالشعب الفلسطيني يقف بكل إباء وشموخ وعنفوان وتحد بطولي للمشروع الصهيوني بعد ان استطاعت غزة ومعها . كل أبناء شعبنا واحرار العالم .بمقاومته و صموده. أن تهز. عمق كيان العدو ؛ فالشعب الفلسطيني أعاد شيئاً من الروح إلى هذه الأمة المتعطشة للنصر بعد الهزائم التي عصفت بها والفتن التي مزقتها.

لكن .. العبض مُصِرّ على أن يرتهن الوطن كله لمصلحة حزبية ومشكلات مفتعلة ؛ فما ذنب الشعب المنهك ، المظلوم المدمر، الذي وصل كثير من أبناء شعبه إلى حد الجوع والمسغبة، ليكون ساحة للتجارب الحربية النازية ، وايضا ساحة تجارب الآخرين وأطماعهم وسفههم ؟!. كان الله في عون هذا الشعب المسكين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.