المونيتور: إسرائيل في حيرة تجاه موقف روسيا بشأن حماية الأجواء السورية

الأربعاء 28 يوليو 2021 07:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
المونيتور: إسرائيل في حيرة تجاه موقف روسيا بشأن حماية الأجواء السورية



القدس المحتلة / سما /

قال موقع "المونيتور" الأمريكي، إن إسرائيل لا تزال في حيرة من أمرها، وغير قادرة على تفسير الموقف الروسي الجديد، بشأن تحجيم عملياتها العسكرية الجوية فوق سوريا، مشيرًا إلى احتمال سعي موسكو لتغيير قواعد اللعبة في المنطقة.

وذكر الموقع في تقرير نشره، يوم الثلاثاء، أنه بحسب التقديرات الإسرائيلية، شكلت التصريحات الروسية الأخيرة، خطوة تكتيكية وليست تحولا إستراتيجيا، في حين كشف مسؤول في تل أبيب للموقع، أن موسكو تريد نقل رسالة لإسرائيل ودول أخرى.

ونقل الموقع عن المسؤول الإسرائيلي الذي لم يفصح عن هويته، قوله: إن "الرسالة الأولى تتعلق بصورة روسيا ومصالحها التجارية، وإن موسكو تريد أن تثبت للعالم، وخاصة للعملاء المحتملين، أن أنظمتها الدفاعية تعمل بشكل جيد وقادرة على اعتراض صواريخ سلاح الجو الإسرائيلي."

وقال المصدر: "يحاول الروس بيع مثل هذه الأنظمة لإيران ودول في أفريقيا، ولم يكن ذلك دائما ناجحا. كما أن الصينيين متحمسون في أعقابهم، لذلك هناك نوع من المنافسة على المكانة وحصة السوق".

ادعاءات غير واضحة

وبحسب الموقع، فإن إسرائيل تدرك أن هناك مشاركة أكثر من الهيبة والمال، مشيرة إلى أن ”المسؤول الإسرائيلي اعتبر الادعاءات الروسية غير واضحة على جميع المستويات“.

وأضاف المسؤول: ”أولا، تضمنت معلومات خاطئة، إذ إن معدل الاعتراضات للصواريخ الإسرائيلية منخفض تماما، ويتم تشغيل الأنظمة من قبل سوريين وليس روسا.. وليس هذا فقط، ولكن الآلية الموضوعة لتجنب الاحتكاك غير المقصود بين الإسرائيليين والروس في سماء سوريا، لا تزال قائمة وتعمل بشكل صحيح“.

ولفت الموقع إلى أن تلك الآلية تعمل من خلال زيارات وفود عسكرية من كلا الجانبين، ومناقشات مطولة تحت إشراف مديرية عمليات الجيش وسلاح الجو الإسرائيلي، وأن هناك خطا ساخنا بين مركز التحكم التابع لسلاح الجو الإسرائيلي ومركز التحكم الروسي.

وقال الموقع: ”بعبارة أخرى، إسرائيل لا تعي تمامًا ما هي اللعبة التي يلعبها الروس.. حيث يشير البعض إلى أن روسيا تناور أيضًا لتحسين وضعها في المنطقة بعد تغيير الحكومات في الولايات المتحدة وإسرائيل“.

تغيير قواعد اللعبة

ونقل الموقع أيضا عن المسؤول الإسرائيلي، قوله: ”ربما يشيرون إلى تغيير في قواعد اللعبة، وربما يريدون فعلا تقليص النشاط الإسرائيلي فوق سوريا“.

وأضاف: ”إذا كان هذا هو الحال، فقد يكون للروس قضية… صحيح تراجع النشاط الإسرائيلي في سوريا أخيرا، لكنه استعاد نشاطه خلال الأسبوعين الماضيين“.

ونقل الموقع عن مصدر دفاعي إسرائيلي، قوله: إن ”الروس يعملون أيضا مع طهران، وهناك صلة بين التصريحات الروسية الأخيرة، وتقرير صحيفة واشنطن بوست قبل عدة أسابيع، بأن روسيا ستبيع إيران قمرا صناعيا متقدما للتجسس، سيزودها بقدرات غير مسبوقة“.

وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع لـ ”المونيتور“: ”لا شيء يحدث مصادفة.. إيران ليست الوحيدة الراسخة في سوريا، كما أن الروس أيضا يخوضون صراعا مستمرا من أجل السيطرة على الشرق الأوسط.. وعندما سيبيعون إيران قمرا صناعيا إستراتيجيا من هذا النوع، فإنهم يرسلون إشارة واضحة للجميع، وليس لإيران فقط“.

روسيا وإيران

وأضاف المصدر: أن ”الروس يلعبون لعبة حساسة تجاه إيران… إنهم يحاولون بيعها أكبر عدد ممكن من الأنظمة العسكرية، بينما في الوقت نفسه يتعاونون مع سلاح الجو الإسرائيلي فوق سوريا. لديهم مصلحة في تهدئة النظام الإيراني، وإثبات قدراتهم عسكريا وتكنولوجيا دون الدخول في صراع مع إسرائيل والولايات المتحدة… هذا هو المكان الذي نحن فيه الآن“.

ونبه الموقع إلى أن هذا التطور يضاف إلى العديد من القضايا الشائكة التي تعاني منها الحكومة الإسرائيلية الجديدة؛ لأنها تسعى إلى تحديد مواقفها، وإقامة علاقة ثقة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لافتا إلى أن اثنين من مساعدي رئيس الوزراء نفتالي بينيت، سيزوران البيت الأبيض في الأيام المقبلة.

وتابع الموقع قائلا: ”بالإضافة إلى جميع القضايا الملتهبة الأخرى على جدول أعمالهما في واشنطن، من المرجح أن يثير الاثنان التطورات مع الروس، ويطلبان من الأمريكيين أن يوضحوا للكرملين على وجه السرعة، أن الولايات المتحدة تدعم جهود إسرائيل لمنع ترسيخ إيران لقواتها في سوريا“.