قال المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية "ألون بن دافيد"، إن "إسرائيل" تلقت هذا الأسبوع تذكيراً آخر بأن الهدوء الذي شهدته الحدود الشمالية خلال الأعوام الماضية منذ انتهاء حرب لبنان الثانية عام 2006 وصل إلى نهايته.
وأضاف، أن الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة عادت وأصبحت خط قتال نشط، والحدود والمستوطنات المحاذية لها غير جاهزة لذلك في الوقت الحالي.
وبحسب المحلل العسكري، فإن الإنجاز الأهم الذي حققه رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار خلال معركة سيف القدس، هو نجاحه بالربط لأول مرة منذ أعوام بين كل فئات الشعب الفلسطيني، حيث لم تتوقف المواجهة في الحرب الأخيرة على غزة فقط ولكن اشتعلت هذه المرة المواجهات في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل، وكذلك قامت خلايا للمقاومة بإطلاق الصواريخ من سوريا ولبنان خلال الحرب.
ويرى "بن دافيد"، أن الصواريخ التي أطلقت الأسبوع الماضي من لبنان تجاه الجليل المحتل كانت بأيد فلسطينية بعد غض الطرف من حزب الله.
وأضاف أن السنوار يعرف الشيء الذي تعلمه رئيس حكومة الاحتلال "نفتالي بينت" هذا الأسبوع فقط، وهو أن المسجد الأقصى هو الشيء الوحيد الذي يوجد جميع الفلسطينيين، وليس فقط الفلسطينيين، وأن المسجد الأقصى هو الرمز الذي يستطيع إخراج الناس إلى الشوارع من رباط المغربية إلى جاكرتا الإندونيسية.
ووفقا للمحلل العسكري، فإن إطلاق الصواريخ نحو الجليل الغربي المحتل الأسبوع الماضي، كان رداً على اقتحام مجموعات كبيرة من المستوطنين للمسجد الأقصى يوم الأحد الماضي، حيث أثارت الصور التي يظهر فيها اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى موجة تفاعل كبيرة خشية من تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى خاصة بعد إعلان رئيس وزراء الاحتلال "نفتالي بينت" بأنه ستكون هناك حرية عبادة لليهود في المسجد الأقصى، وبعد اعتراض الولايات المتحدة على هذا التصريح جرى التوضيح فيما بعد بأنه لا تغيير في السياسة الإسرائيلية بشأن المسجد الأقصى.
وأردف "ألون بن دافيد"، أن حادثة الصواريخ التي أطلقت من لبنان الأسبوع الماضي تنضم إلى ثلاثة حوادث أخرى جرى بها إطلاق صواريخ خلال حرب غزة الأخيرة، وكل ذلك يؤكد بأنه بعد سنوات من الهدوء شبه التام قرر حزب الله تحويل كافة الحدود الشمالية من رأس الناقورة حتى مزارع شبعا إلى خط قتال فعال.