قررت نيابة مكافحة الفساد الفرنسية الليلة الماضية فتح تحقيق في ثروة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بشبهة تبيض اموال مع صلاحية مصادرة ممتلكاته الموجودة في الاراضي الفرنسية.
وحسب ما هو واضح فإن هذا التطور اللافت يعني أن فرنسا قررت التخلي عن واحد من اهم رموز القساد في لبنان بعد ان إفتضح أمره وباتت هناك إستحالة في الدفاع عن سرقاته الهائلة ونهبه بشكل جنوني للمال اللبناني العام امام الشعب الفرنسي. فصحيح أن حكام فرنسا مجرمون ومارقون ويحتضنون ويدعمون طغاة ونظم ديكتاتورية عديدة في العالم الثالث ولكن هناك في فرنسا وغيرها من بلدان الإتحاد الاوروبي ايضاً لوائح وانظمة وقوانين وقوى مجتمع مدني تنزعج وتمتعض عندما يصبح دعم اللصوص وسراق المال العام في العالم الثالث مكشوفاً. فالطغمة المالية والسياسية والنخب التي تدعمها فرنسا في لبنان هي عبارة عن عصابة تستحوذ على كل شيئ في البلد وتمنع إعطاء الاغلبية الساحقة من اللبنانيين حتى ما يمكنهم من سد الرمق او من إعادة إنتاج حياتهم بدون موت.
ولكي لا يستغربن احد من هذا التصرف الفرنسي ويحمله اكثر مما يحتمل نقول أن
هذا هو ديدن فرنسا وغيرها من الدول الإمبريالية في التخلي عن عملائها عندما يستنفذوا ويصبحوا مكروهين من شعوبهم والاهم من ذلك غير قادرين على حماية مصالح القوى الامبريالية في بلدانهم كما ينبغي.
فعند ذلك يصبح المطلوب عزلهم وإستبدالهم بشخوص آخرين اكثر قبولاً من القاعدة الجماهيرية في بلدانهم لكي لا ينهار النظام برمته وتتولى نقاليد الحكم في البلد قوى جذرية في عدائها لإسرائيل من جهة ولقوى الهيمنة الإمبريالية من جهة اخرى.
فهكذا تخلت امريكا عن شاه ايران وهكذا ستتخلى واشنطن والعواصم الغربية عن كل من ستلفظهم شعوبهم من موظفي وحكام الانظمة الوظيفية في العالم الثالث عندما يصبحون عبئاً على الدول الإمبريالية.
كاتب فلسطيني