أعلن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UN-Habitat، اليوم الجمعة، عن افتتاح الزاوية العامة في البلدة القديمة برام الله، بالشراكة مع وزارة الحكم المحلي وبلدية رام الله، من خلال برنامج "حياة المشترك" الممول من حكومة كندا.
وتم تصميم الزاوية بطريقة معمارية مستوحاة من الطراز المعماري والتراث العام لبلدة رام الله القديمة، حيث يتم النظر إلى الموقع على أنه ساحة عامة تُحاكي الساحة الداخلية التقليدية (الحوش) المحاطة بوحدات سكنية للعائلة الممتدة، وسيتم استخدامها كمساحة اجتماعية للقاء نساء الحي.
وجرى تطوير كل جزء من هذا التصميم بطريقة تشاركية بناء على نتائج ورشة العمل المجتمعية التي تم تنظيمها بالتنسيق مع بلدية رام الله واستهدفت النساء القاطنات في الحي.
ولفتت النساء المشاركات في هذه الورشة إلى حاجتهن لمساحة اجتماعية مهيأة بشكل جيد وتشمل ممر مشاة جذّاب وملون، بهدف زيادة مؤشر الأمان في الموقع وإنشاء طريق مشترك يمكن للناس من خلاله مشاركة الحق لوجود الأماكن العامة الآمنة في الحي.
وأوضحت بلدية رام الله "إن العمل على هذه المبادرة بدأ العام الماضي، وجاءت الفكرة من أهالي الحي بعد الاجتماع بهم وعمل أنشطة مختلفة لمعرفة احتياجاتهم. هذه الزاوية كانت مهملة وملكية خاصة ما دفع البلدية لخوض عملية طويلة للقدرة على استخدامها، كما أخذ تصميم هذه المساحة الصغيرة بعين الاعتبار احتياجات كل الفئات لتكون ملائمة لهم".
بدوره، عبر برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أنه "تم تنفيذ هذه الزاوية خلال برنامج "حياة" المشرك والذي يهدف للقضاء على العنف ضد المرأة في الضفة وقطاع غزة، بينما يتركز دور UN- Habitat على خلق أماكن عامة آمنة وشاملة للجميع، وزاوية رام الله هي أحد الأمثلة على ذلك ببساطة استخدامها ومحافظتها على الطراز المعماري المحيط".
من جهته، قال ممثل الحكومة الكندية إن "كندا سعيدة بأن تكون جزءا من هذه المبادرة المنفذة من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية من خلال برنامج حياة المشترك. مبادرة كهذه مهمة للمجتمع المحلي وتفتح مساحة للنساء والأطفال والمجتمع للاستمتاع بأماكن عامة آمنة وشاملة وسهلة الوصول.
ويأتي هذا المشروع ليتماشى مع الهدف 11.7 من أهداف التنمية المستدامة التي تنص على توفير وصول شامل إلى المساحات الخضراء والعامة الآمنة والشاملة والتي يسهل الوصول إليها، ولاسيما أمام النساء والأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
ويتم تمويل برنامج حياة المشترك من قبل حكومة كندا ويتم تنفيذه من قبل مجموعة من وكالات الأمم المتحدة تتألف من هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (UN Women)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، وبرنامج المستوطنات البشرية (UN-Habitat)، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC).
ويجمع البرنامج بين السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات المجتمعية والشركاء الآخرين، ويهدف للحد من تعرض أو احتمالية تعرض النساء والفتيات لجميع أشكال العنف، فيما تعتبر وزارتي شؤون المرأة والتنمية الاجتماعية شريكين رئيسيين في البرنامج، إلى جانب كل من وزارات: التربية والتعليم، والصحة، والعدل، والحكم المحلي، وكذلك البلديات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات المجتمعية.