صحيفة عبرية: كيف استطاعت إسرائيل التستر على فضيحة “صندوقها القومي” الاستيطاني؟

الثلاثاء 13 يوليو 2021 08:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة عبرية: كيف استطاعت إسرائيل التستر على فضيحة “صندوقها القومي” الاستيطاني؟



القدس المحتلة / سما /

صحيفة هآرتس الاسرائيلية

تعيش منظمة “الكيرن كييمت”، صندوق إسرائيل القومي، هزة في السنوات الأخيرة، على خلفية صفقات عديدة عقدت في الضفة الغربية في 2018 – 2019 من خلف ظهر مجلس إدارة المنظمة. وكانت كشفت تفاصيل هذه الصفقات هاجر شيزاف في “هآرتس” أمس، بعد أن سبق أن نشر عن وجودها الصحافي رفيف دروكر.

يكشف التحقيق الصحافي تفاصيل الصفقات التي عقدتها الشركة الفرعية عن الصندوق القومي “هيمنوتا” في المناطق: أرض اشتريت بناء على طلب وزارة الدفاع، عقب التماس رفعه فلسطينيون منع حق الوصول إليها عنهم في الوقت الذي نال المستوطنون حق فلاحتها؛ وشراء “بيت بكري” في الخليل قبل لحظة من إصدار قرار محكمة يطالب بإخلاء المستوطنين الذين غزوه، وتسليمهم إياه؛ وشراء أرض في منطقة رام الله تكتنفها دعوى تزوير، ثم اعتقلت السلطة الفلسطينية البائع عقب بيعها.

وتعدّ صفقات إشكالية، سواء بسبب ملابسات أم وثائق عليلة وعلامات استفهام تنشأ عنها في التقارير التي استدعتها المنظمة نفسها. ولم يقم أي بحث شفاف في شأنها حتى اللحظة. معظم المشاركين فيها من مديرين وعاملين في الصندوق القومي، بقوا في مناصبهم، ورغم صدور تقريرين أشير إلى مشاكل حقيقية في هذه الصفقات، يبدو أنهم لم يحاسبوا على ذلك.

يبدو أن الصندوق القومي لإسرائيل أصبح الصندوق القومي للمستوطنات، وسكب الصندوق الأزرق مالاً معداً لـ “القدس وبلدات المحيط” على صفقات أعدت لخدمة المستوطنين في الحاضر والمستقبل. إن عمل المنظمة لخدمة المستوطنات والمشاكل البنيوية التي هي فيها، يستوجب سؤال ما إذا كان ثمة أي مبرر لمواصلة وجودها. في نهاية المطاف، يدور الحديث عن جسم يسمح لإسرائيل بقيام سياسة أراض تمييزية مثابة فعل خارج النطاق الإقليمي. فمثلاً، بعد قيام الدولة، سلم مليون دونم للصندوق القومي من أراضي اللاجئين الفلسطينيين، وذلك للتملص من تداعيات محتملة للبحث الدولي في أعقاب مصادرة مكثفة من الدولة للأراضي.

لا مجال لـ “خلاص الأراضي” في دولة ديمقراطية، ولا مجال لمنظمة تعمل بلا شفافية لا تخضع لقانون حرية المعلومات ولا تكون موضع رقابة. من الصعب إدراك وجود أحزاب ترى نفسها يسارية، مثل ميرتس أو العمل، في مجلس إدارة المنظمة، الذي تحول إلى آلة وظائف للمتفرغين السياسيين.

يحيي الصندوق القومي هذه السنة مئة وعشرين سنة على تأسيسه. مؤسسة أقيمت لتحقق حلماً بعيداً، تحولت مع السنين إلى آلة تخدم اليهود فقط في دولة راشدة وقوية تعرّف نفسها ديمقراطية. حان الوقت لإغلاق أو تأميم الصندوق القومي والأراضي التي يحوزها. لم يعد مكان لمنظمة هدفها تهويد الأراضي أو شراء الأراضي لليهود فقط.