حذر الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد بأن وباء كوفيد-19 “لم يهزم بعد”، في وقت تتصاعد المخاوف حيال المتحورة دلتا التي تنتشر في عدد من البلدان بينها روسيا مهددة بإثارة موجة جديدة من الإصابات.
هذا الأسبوع تسارعت وتيرة الجائحة في كل أنحاء العالم باستثناء أميركا اللاتينية. في آسيا، فرضت عدة دول إغلاقا شاملا أو جزئيا.
تسبب فيروس كورونا بوفاة 3,980,935 شخص في العالم منذ ظهور المرض نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس الإثنين.
في هذا السياق، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد في ذكرى الاستقلال مواطنيه إلى تلقّي التطعيم معتبرا ذلك “أكثر الأمور وطنيّةً على الإطلاق”، بينما لم يُسجل في الولايات المتحدة أي تراجع في عدد الاصابات الجديدة بفيروس كورونا منذ منتصف حزيران/يونيو، ويثير معدل التطعيم المنخفض في بعض المناطق قلق الخبراء.
وبخصوص الإدارة الدولية للوباء، قدرت الحائزة على جائزة نوبل في الاقتصاد إستر دوفلو الأحد أن الدول الغنية ارتكبت عدة “أخطاء”، وهو أمر مقلق لأن الخروج من الأزمة يتطلب التعاون.
واعتبرت دوفلو أن الدول الغربية أضاعت العديد من “الفرص للتحرك” والعمل على إنهاء الوباء من العالم، ولا سيما من خلال عرقلة الدول النامية عن تلقيح سكانها على نطاق واسع.
في هذا الصدد، حذر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو برنامج كوفاكس الهادف إلى ضمان الوصول العادل للقاحات المضادة لكوفيد-19، مؤكداً أن بلاده سددت ثمن اللقاحات لكنها لم تتسلمها حتى الآن.
وقال مادورو للتلفزيون الوطني الأحد “إن نظام كوفاكس فشل. لقد وفينا بالتزامنا (…) إما أن يرسلوا لنا اللقاحات أو يعيدوا لنا المبلغ” موضحاً أن بلاده دفعت 120 مليون دولار لبرنامج منظمة الصحة العالمية دون أن تتلقى أي شيء.
عرقلت الولايات المتحدة وصول مبلغ 10 ملايين دولار، آخر دفعة تسددها بلاده للاستفادة من كوفاكس، بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على فنزويلا للإطاحة به من السلطة، بحسب تصريحات سابقة للرئيس الفنزويلي.
وأعلنت روسيا الأحد عن 25142 إصابة جديدة، في أعلى حصيلة إصابات منذ 2 كانون الثاني/يناير عندما كانت البلاد تخرج من ثاني موجة وبائية، في وقت تواجه البلاد تفشي المتحورة “دلتا”.
وسجّلت روسيا لأسبوع الجاري أعدادا قياسية للوفيات جرّاء فيروس كورونا على مدى خمسة أيام متتالية. وأعلنت السبت 697 وفاة بكوفيد فيما بلغ عدد الوفيات جرّاء الوباء الأحد 663 حالة خلال 24 ساعة، وفق الأرقام الرسمية.
وسجّلت كازاخستان المجاورة الأحد 3003 إصابة جديدة بالفيروس، في حصيلة قياسية منذ ظهر الوباء في هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.
وإزاء تسارع وتيرة الإصابات بالمتحورة “دلتا” تشهد أوروبا جدلا محتدما حول تلقيح أفراد الطواقم الطبية.
في إيطاليا، اتخذ 300 من مقدمي الرعاية الصحية إجراءات قانونية لإلغاء إلزام العاملين في المجال الطبي والصحي بتلقي لقاح ضد كوفيد-19، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام الإيطالية.
في المقابل، طلب نحو مئة طبيب من الحكومة الفرنسية فرض إلزامية تلقيح جميع العاملين في المستشفيات ودور رعاية المسنين “قبل مطلع أيلول/سبتمبر” بهدف “تجنّب موجة رابعة”.
في لوكسمبورغ، أعلنت الحكومة وضع رئيس الوزراء كزافييه بيتيل (48 عاما) الأحد تحت المراقبة في المستشفى لمدة 24 ساعة “كإجراء احترازي” من أجل إجراء تحليلات إضافية، بعد أسبوع من إصابته بفيروس كورونا.
في بريطانيا، من المقرر أن يكشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاثنين خططه لرفع آخِر القيود الصحّية في إنكلترا اعتباراً من 19 تموز/يوليو،
وكان مقرّراً رفع تلك القيود في 21 حزيران/يونيو، غير أنّ هذا الموعد أرجئ شهراً بسبب انتشار المتحوّرة دلتا الشديدة العدوى والتي باتت تمثّل حاليّاً غالبيّة حالات الإصابة الجديدة في المملكة المتّحدة.
منحت الملكة إليزابيث هيئة الصحة الوطنية العامة (ان اتش اس) التي تحتفل الاثنين بمرور 73 عاماً على تأسيسها جائزة جورج كروس، أعلى وسام مدني في البلاد تقديرا لخدمة العاملين الصحيين خلال جائحة كوفيد-19.
في آسيا دخلت قيود صارمة لأسبوعين حيز التنفيذ السبت في إندونيسيا التي تشهد موجة غير مسبوقة من الإصابات بفيروس كورونا. وفرضت البلاد التي سجلت السبت رقما قياسيا جديدا في عدد الإصابات (27913) و493 وفاة (مقابل 539 الجمعة)، إغلاقا جزئيا في العاصمة جاكرتا وجزيرة جاوة وبالي. تم إغلاق المساجد والمطاعم والمراكز التجارية.
في بنغلادش، حيث تفرض الحكومة منذ الخميس إغلاقا في مواجهة ارتفاع “مقلق وخطير” في حصيلة الإصابات، تبدو المستشفيات وعائلات المصابين عاجزة عن احتواء الوتيرة المتسارعة للإصابات في مدينة خولنا (جنوب-غرب) التي أصبحت البؤرة الجديدة للإصابات بكوفيد-19 في البلاد.
في البرازيل، حيث أودى الفيروس بأكثر من نصف مليون شخص، تظاهر عشرات الآلاف في مختلف أنحاء البلاد السبت ضد الرئيس جاير بولسونارو الذي يخضع لتحقيق أولي بشبهة تجاهل محاولة فساد في صفقة شراء لقاحات مضادة لفيروس كورونا.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأن المتظاهرين في ساو باولو رفعوا لافتات كتب عليها “بولسونارو مرتكب إبادة جماعية” و”هذا فساد وليس إنكارا” لخطورة الوباء و"نعم للقاحات".