تواصل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فعاليات مخيماتها الصيفية، الهادفة للتخفيف من الصدمة الكبيرة التي تلقاها أطفال قطاع غزة، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، والتي تعتمد على الألعاب ونشاطات التفريغ النفسي.
ومن المقرر أن تستمر هذه المخيمات التي انطلقت يوم الرابع من الشهر الجاري، حتى يوم 5 أغسطس في 68 موقعاً داخل مدارس “الأونروا” في القطاع، بمشاركة ما يقارب 150,000 طفل وطفلة من طلاب مدارس “الأونروا” في الصفوف من الأول وحتى التاسع، والتي ستشمل ألعابا مخصصة للأطفال ذوي الاحتياجات.
وتشمل مشاركة الطلاب في ألعاب مختلفة، وتدريبهم على الرسم وعقد جلسات تفريغ نفسي، للتخفيف من حجم الصدمة التي لا تزال تؤثر على سلوكهم منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وتأتي هذه الأنشطة بعد آخر جولة تصعيد عسكرية مكثفة على قطاع غزة في مايو 2021، وتقول “الأونروا” إنها تهدف من خلال هذه الألعاب إلى تعزيز رفاهية الأطفال الجسدية والنفسية بشكل رئيسي.
وتوضح “الأونروا” أنه أثناء تواجد الأطفال في مواقع الألعاب، يقوم معلمو “الأونروا” وباحثوها الاجتماعيون بمساعدة الأطفال المشاركين على تجاوز العنف الذي شهدوه خلال الأزمة الأخيرة والصدمة التي تبعتها.
وتشير المنظمة الدولية إلى أن معظم هؤلاء الطلاب وعائلاتهم قد تأثروا بشكل كبير بالحصار الذي ما زال مفروضاً منذ 14 عاماً، وجائحة كوفيد – 19 التي ظهرت مع بداية 2020، بالإضافة إلى انتشار الفقر، ونقص الفرص الترفيهية في أماكن اللعب الآمنة.
وقد اشتكت أسر غزية كثيرة في الفترة الماضية، من استمرار شعور أطفالها بالخوف خاصة في ساعات الليل، وذعرهم من أي صوت مرتفع، والذي يعيد إلى ذاكرتهم أصوات القصف الجوي وما كان يخلفه من انفجارات كبيرة، كانت تضرب أماكن قريبة من مساكنهم، كما لا يزال آخرون متأثرين بوفاة أصدقائهم الذين قضوا بفعل تلك الغارات.
وخلال افتتاح المفوض العام لـ”الأونروا” فيليب لازاريني، تلك الأنشطة الصيفية التي حملت عنوان “نصنع البهجة لأطفالنا” علق على واقع أطفال غزة بالقول “أن تكون طفلاً فلسطينياً يعني أنك حتماً قد شهدت مستوى من الصدمة لم يتعرض له أقرانك في أماكن أخرى من العالم”.
ويضيف “إن الدعم النفسي يُعد من الأولويات الأساسية للأونروا في قطاع غزة عقب الأزمة الأخيرة، حيث تُنفذ أسابيع المرح، والرياضة، والألعاب في بيئة آمنة لأطفال غزة، آملين أن تخفف هذه الأنشطة من ضغطهم النفسي، وتعزز استراتيجيات التكيف الإيجابية”.
جدير ذكره أن “الأونروا” لا تزال تعاني من أزمة مالية خانقة، تؤثر على مجمل خدماتها المقدمة لنحو ستة ملايين لاجئ يقيمون في مناطق العمليات الخمس، وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.
وأعلنت “الأونروا” أن المفوض العام، عقد اجتماعات ثنائية مع صوفي فيلميس، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة الخارجية والمؤسسات الثقافية الفيدرالية في بلجيكا، ومع مريم كيتير، وزير التنمية والتعاون الإنمائي، لبحث توفير الدعم لمنظمته الدولية، وخلال اللقاء شكر المفوض العام لازاريني الوزيرة فيلميس على زيادة بلجيكا لدعمها متعدد السنوات لموازنة “الأونروا” البرامجية.
ووفق بيان “الأونروا” فقد أكدت الوزيرة كيتير على أفضل ممارسات المنح البلجيكية في العلاقات مع “الأونروا”، وتحديدا من خلال تبني التزامات متعددة السنوات، تهدف إلى تعزيز القدرة على التنبؤ واستدامة عمليات الأونروا.
وقالت صوفي ويلميس نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكية: “إن الأونروا منظمة مهمة بالنسبة للملايين من لاجئي فلسطين”، مضيفة بالقول: “لدى بلجيكا ثقة كبيرة في صمود الأونروا وقدرتها على التكيف، وستظل شريكا ومانحا مخلصا لها”.
وأعرب لازاريني عن شكره بالقول: “من خلال هذه الشراكة، تساهم بلجيكا في الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية التي تساعد على تمكين لاجئي فلسطين”، وأضاف “من خلال الاستثمار في الأونروا، تستثمر بلجيكا في قدرة الوكالة على الاستمرار في الدفاع عن رفاهية وكرامة لاجئي فلسطين”.
وتقول “الأونروا” التي تواجه أزمة مالية كبيرة، إن بلجيكا تعد شريكا موثوقا به للغاية لها، على الصعيدين السياسي والمالي، وأنها دأبت أن تكون عضوا نشطا وداعما في اللجنة الاستشارية للوكالة منذ عام 1953.