قال كاتب إسرائيلي؛ إن "مستقبل العلاقات الإسرائيلية الأوروبية يتركز في تشديد بروكسل على ضرورة معالجة المشاكل الأساسية في الأراضي المحتلة، على أساس حل الدولتين، وهذا الطموح الأوروبي قد يؤدي إلى خلاف مع تل أبيب، رغم إدانتهم لإطلاق الصواريخ عليها، ودعم حقها بالدفاع عن نفسها".
وأضاف شمعون شتاين في مقاله الذي نشره معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أن "البيانات الأوروبية الدائمة حول تجديد العملية السياسية الإسرائيلية الفلسطينية، والحاجة لمعالجة المشكلات الأساسية للصراع، وفقا للمعايير الدولية المتفق عليها نحو حل الدولتين، لا تتفق مع توجهات إسرائيل الرسمية، وعلى هذه الخلفية يتوقع أن تبقى صخور الجدل بينهما في مكانها، وربما تتفاقم".
وأشار إلى أن "تراجع أهمية الاتحاد الأوروبي في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية، لا يعني أنه تخلى عن طموحه للتأثير على ما يجري فيها، لاسيما في سياق الجهود المبذولة لتجديد العملية السياسية، وضرورة معالجة أسباب الأزمة القائمة، واستئناف الحوار مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لأن الاتحاد له دور سياسي وإنساني، وجاءت المفاجأة على لسان المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن الحاجة لاتصال غير مباشر مع حماس".
وأكد أن "التوترات في القدس المحتلة شكلت مناسبة لتوجيه الدعوة الأوروبية للحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة، ومعارضة استمرار سياسة الاستيطان في الضفة الغربية، وإجلاء الفلسطينيين من حي الشيخ جراح، وإمكانية اندلاع المزيد من جولات المواجهة بين إسرائيل وحماس في غياب منظور سياسي، وهذا العنف سيستمر إذا لم يكن هناك تقدم نحو إقامة دولتين".
وأوضح أن "الهدوء النسبي الذي ساد الساحة عقب المواجهة بين إسرائيل وحماس عام 2014، واتفاقات التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج، خلق شعورا لدى الإسرائيليين بأن القضية الفلسطينية تم حلها، ويمكن أن يستمر الوضع الراهن إلى الأبد، لكن الأوروبيين اقتنعوا أن الحرب الأخيرة في غزة والمواجهات في القدس، أثبتت أن المشاكل الأساسية لم يتم حلها بعد، مما سيؤدي في الوقت المناسب لجولة أخرى من العنف".
وأضاف أن "القناعة الأوروبية السائدة تنطلق من ضرورة بذل كل جهد لاستئناف مفاوضات سياسية ذات مغزى لحل الدولتين، بناء على معايير دولية متفق عليها، وتنفيذها في خطوات صغيرة، بما في ذلك إجراء انتخابات للسلطة الفلسطينية، وإيجاد طريقة متفق عليها لإنهاء عزلة غزة، رغم أن أشياء مماثلة قيلت مرات عديدة من قبل، لكن الاتحاد الأوروبي مطالب بأن يظهر انخراطا ملموسا في الجهود المبذولة لتجديد العملية السياسية".
وأشار إلى أن "ثلاثين عاما منذ مؤتمر مدريد، والحاجة لإعادة تدويل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يتطلب بذل كل جهد لفتح مساحة للمفاوضات، وبناء الثقة، وتحقيقا لهذه الغاية، يجري الاتحاد الأوروبي اتصالات بجميع الأطراف المعنية: الفلسطينيون وإسرائيل ومصر والأردن وغيرها، وهناك حاجة لصياغة أكبر قدر ممكن من الوحدة بين أعضاء الاتحاد، لتعزيز سياسته بشكل حاسم بالتنسيق مع الولايات المتحدة".
وأكد أن "الاتحاد ينطلق بتحقيق جهوده هذه من تنسيقه مع الولايات المتحدة؛ لأنها تؤدي دورا حيويّا في الشرق الأوسط، ولكن من السابق لأوانه تقييم ما إذا كان سيتم الاتفاق على خطة عمل أوروبية أمريكية مشتركة، لأنه استنادا لتصريحات الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنطوني بلينكين نفسه، ومستويات العمل في الإدارة الأمريكية، يبدو أن هذه الخطة غير متوقعة، على الأقل ليس في المستقبل القريب لمعالجة القضايا الأساسية".
وأشار إلى أن "نظرة رصينة للوضع بين إسرائيل والفلسطينيين، وتقديم تحليل له، فإنه لا يتوافق مع التوجه الإسرائيلي، ناهيك عن تداعياته العملية، والحاجة لمعالجة جذور الصراع وفق معايير معروفة في إقامة دولتين، كما أن الدعوات لاستئناف أنشطة اللجنة الرباعية، وتدويل الصراع، ستكون بلا شك مصدر خلاف بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي".
وأكد أن "المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وحماس، كشفت فجوة كبيرة في تقييم مواقف الاتحاد الأوروبي، ورغم إخفاقاته حتى الآن بمساعدة الأطراف على التحرك نحو حل الدولتين، وإحباطه من أن دعمه لإعادة إعمار قطاع غزة، ومساعدة السلطة الفلسطينية، لم يؤت ثماره فحسب، لكن الاتحاد سيحاول، دون توفر ضمانة على الإطلاق".
عربي21