أكد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أحمد المدلل أن انسحاب المستوطنين من جبل صبيح الواقع في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس بالضفة المحتلة هو انتصارٌ لنهج المقاومة وامتدادٌ للانتصار في معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة في غزة.
وقال المدلل في تصريح لإذاعة "صوت القدس" اليوم السبت: "العدو الإسرائيلي لا يفهم الا لغة القوة لذلك يجب أن تبقى جذوة المقاومة مشتعلة في كافة مناطق الاشتباك بالضفة المحتلة ضد المستوطنين وجيش الاحتلال".
وأشار إلى أن ما قدمه الشباب الثائر في بلدة بيتا من ملحمة بطولية يدلل على أن العدو الإسرائيلي "كيان هش وضعيف" يمكن تحقيق النصر عليه، لافتًا إلى أن جيش العدو لا يستطيع تلقي ضربات المقاومة من جميع الجبهات.
وأضاف: "نستطيع أن ندفع العدو الإسرائيلي ومستوطنيه لأن يحملوا رحالهم ويرحلون عن كامل تراب فلسطين في ظل استمرار حالة الاشتباك مع العدو لأن الانتصار الحقيقي لا يكون إلا بإدامة الاشتباك وتقديم التضحيات".
وأشار إلى أن العدو يعتبر الضفة المحتلة منطقة عقائدية واستراتيجية لا يمكن التخلي عنها لكن؛ يمكن لأبناء شعبنا في الضفة المحتلة أن يحطموا هذا التصور الإسرائيلي خاصة وأن جيشه أصبح ضعيفًا أمام ضربات المقاومة واصرار شعبنا على التحرر والانتصار.
وطالب القيادي المدلل ابناء شعبنا بالضفة لإدامة الاشتباك مع العدو ورفع تكلفة بقاء الاحتلال على ارضنا المحتلة، داعيًا إلى تنفيذ مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل في القاهرة بتشكيل قيادة موحدة لإدارة الاشتباك بالضفة الغربية.
يُشار إلى أن وسائل اعلام محلية في الضفة أكدت انسحاب المستوطنين من جبل صبيح بدأ ظهر أمس وحتى ساعات الليل.
وأوضح شهود عيان أن المستوطنين قاموا بتفكيك الخيام وحزم أمتعتهم، وغادروا البؤرة الاستيطانية مع ساعات الظهيرة، بعد ما يقارب من شهرين من إقامة البؤرة الاستيطانية على قمة جبل صبيح.
نائب رئيس بلدية بيتا، موسى حمايل أكد، أن فعاليات المقاومة الشعبية مستمرة رغم إخلاء البؤرة الاستيطانية من قمة جبل صبيح من المستوطنين.
وقال "هناك فرحة بين الأهالي بعد إخلاء البؤرة الاستيطانية "جفعات أفيتار"، التي أقامها المستوطنون قبل نحو شهرين فوق أراض تابعة لبلدات بيتا وقبلان ويتما جنوب نابلس، لكن ذلك لا يعني توقف الفعاليات الشعبية، خاصة مع بقاء جنود الاحتلال فيها".
وأضاف: "يمكن اعتبار إخلاء البؤرة الاستيطانية بداية الانتصار، لكنه لا يعني أن المعركة انتهت، سنقوم بابتكار أساليب مقاومة جديدة، والتخفيف من حدة ما هو على الأرض الذي وجد من أجل إرباك المستوطنين وإزعاجهم".
وكانت حكومة الاحتلال أعلنت، كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن اتفاق مع المستوطنين يقضي بإخلاء عائلات المستوطنين الـ50، التي استوطنت البؤرة التي أقيمت في بداية أيار الماضي، مع نهاية الأسبوع، مقابل بقاء المنشآت والوحدات الاستيطانية، وإقامة مدرسة دينية عسكرية في المكان بعد تسوية قضية الأراضي من قبل "الإدارة المدنية" وشرعنة البؤرة الاستيطانية.
وينص الاتفاق على أنه لن يتم هدم المنشآت والوحدات الاستيطانية في الموقع، وبعض البيوت الاستيطانية سيسكنها 30 طالباً من "المدرسة الدينية اليهودية" وثلاث عائلات من طاقم المدرسة، كما سيتم إنشاء نقطة عسكرية ثابتة في الموقع.
ويقضي الاتفاق أو كما سمّي خطة "التسوية" بتكليف "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال بفحص "تسوية" الأراضي ووضعيتها إذا كانت ملكية خاصة للفلسطينيين، على أن تقوم خلال فترة 6 أسابيع بشرعنة البؤرة الاستيطانية.