لهذا السبب .. إدارة بايدن لا تنوي إطلاق مبادرة جديدة في الملف الفلسطيني قريبا

الخميس 17 يونيو 2021 10:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لهذا السبب .. إدارة بايدن لا تنوي إطلاق مبادرة جديدة في الملف الفلسطيني قريبا



القدس المحتلة / سما /

ذكر موقع واللا العبري صباح اليوم الخميس، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ليست في عجلة من أمرها لطرح مبادرة جديدة للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
 
ووفقاً للموقع العبري، الإدارة الامريكية الحالية لا تنوي إطلاق مبادرة جديدة في الملف الفلسطيني قريبا.
 
ونقل الموقع عن مسؤول امريكي قوله إن إدارة بايدن تنوي التقدم ببطء مع الحكومة الجديدة وافساح المجال أمامها لتثبيت نفسها أولا والامتناع في هذه المرحلة عن مبادرات يمكن ان تزعزعها او تُحدث خلافات.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، قد أشار في الأيام الماضية، إلى أنه ينوي المضي بحذر شديد في تشكيل العلاقات مع واشنطن وتجنب المواجهة المبكرة مع الإدارة الأميركية في ما يتعلق بقضايا خلافية على غرار الاتفاق النووي مع إيران أو الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. في نهج يتماشى مع مقاربة إدارة بايدن لتعزيز العلاقات الثنائية.

ويتبنى بينيت آراءً متشددة للغاية بشأن المشروع النووي الإيراني والقضية الفلسطينية، حيث يؤيد تكثيف الهجمات على المصالح الإيرانية في الشرق الأوسط، ويعد من المتحمسين لمخطط الضم الإسرائيلي وفرض سيادة الاحتلال على المناطق C في الضفة الغربية؛ ومع ذلك، ذكر التقرير أن "التنوع في الائتلاف الحكومي الذي تشكلت حكومة بينيت على أساسه سيمنعه من تطبيق أفكاره على أرض الواقع، إذ بات يبحث عن أجندة سياسية أقل إثارة للجدل وتتوافق مع سياسة واشنطن".

وعلى الرغم من خطاب بينيت الذي ألقاه عند تنصيب الكنيست، والذي استعرض خلاله آراء مشابهة للسياسة التي تبناها رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، في التعامل مع إيران، بما في ذلك معارضته للعودة إلى الاتفاق النووي، غير أن بينيت أوضح أن أسلوبه في التعامل مع البيت الأبيض سيكون مختلفًا تمامًا عن أسلوب نتنياهو، وسيستند إلى "التنسيق والثقة والاحترام المتبادل".

من جانبه، أظهر الرئيس الأميركي، بإسراعه لتهنئة بينيت، ارتياحا لرحيل نتنياهو من السلطة، إذ كان بايدن أول زعيم عالمي تعهد بالعمل مع حكومة بينيت، في بيان صدر بعد نصف ساعة فقط على منح الكنيست الثقة لائتلافه الحكومي الإسرائيلي، ثم من خلال مكالمة هاتفية أجراها معه.

وبحسب ما نقل التقرير عن مستشاري بينيت، فإن الأخير كان سعيدًا جدًا باتصال الرئيس الأميركي، كما أن البيت الأبيض كان راضيا أيضا عن المحادثة؛ وشدد بايدن خلال الاتصال على نيته "العمل الوثيق مع حكومة بينيت"، وعبر عن "تفاؤله من إمكانية التعاون معه".

ونقل التقرير عن مسؤول في إدارة بايدن قوله إن "البيت الأبيض يريد إجراء اتصالات منتظمة ومشاورات مكثفة مع بينيت وطاقمه، واستعراض وجهات النظر بشفافية، في نهج يحترم الخلافات في الرؤى والرغبة في العمل على تعزيز الاستقرار والأمن". وأشار التقرير إلى تقديرات بأن يوجه البيت الأبيض دعوة إلى بينيت لزيارة واشنطن والاجتماع مع بايدن في أيلول/ يوليو المقبل.

كيف سيتعامل بينيت مع القضية الفلسطينية؟

ولفت التقرير إلى أن بينيت قد يعيد تشكيل رؤيته المتعلقة بالتعامل مع الفلسطينيين خلال المرحلة المقبلة، بناء على أفكار المؤرخ الإسرائيلي ميخا غودمان، مؤلف كتاب "فخ 67"، الذي يدعو فيه إلى تعامل مرحلي متدرج مع الصراع؛ ويجادل بأن عدم إمكانية التوصل إلى تسوية دائمة بين الطرفين في المستقبل المنظور، تستوجب على إسرائيل اتخاذ خطوات عملية "لخفض الصراع".

وبحسب التقرير فإن بينيت قرأ كتاب غودمان ولفتته بعض الأفكار التي طرحت فيه. وذكر التقرير أن بينيت ردد الفكرة المركزية التي وردت في الكتاب في خطابه الذي ألقاه بالكنيست، عند تناول القضية الفلسطينية، إذ قال إن "على الفلسطينيين تحمل مسؤولية أفعالهم وإدراك أن العنف سيقابل برد حاسم. من ناحية أخرى، فإن الهدوء الأمني ​​والانشغال بالشأن المدني سيؤديان إلى تحركات في المجال الاقتصادي وتقليل الاحتكاك وخفض حدة الصراع".

واعتبر التقرير أن الأفكار التي يطرحها غودمان وتستميل بينيت، "متطابقة تقريبا مع الكيفية التي ترى من خلالها إدارة بايدن سبل التعامل مع انسداد أفق التوصل إلى حل سياسي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ففي الوقت الذي لا يعتقد فيه الرئيس الأميركي أنه من الممكن التوصل إلى تسوية دائمة بين إسرائيل والفلسطينيين في الوقت الراهن، إلا أنه ووزير خارجيته، أنتوني بلينكن، صرحا في أكثر من مرة، بأنهما معنيان بدفع خطوات عملية على الأرض من شأنها تحسين الحرية والأمن والازدهار الاقتصادي للفلسطينيين والإسرائيليين".