صادق "الكنيست" الإسرائيلي، اليوم الأحد، على تنصيب حكومة الاحتلال الجديدة "كتلة التغيير". لتنتهي حقبة بنيامين نتنياهو بعد 12 عاما في الحكم.
وصوت "الكنيست" بأغلبية 60 صوتا مقابل 59 لصالح الحكومة الجديدة.
وسيترأس اليميني المتطرف نفتالي بينيت الحكومة الجديدة، التي تضم أحزابا من اليسار واليمين، لما يزيد قليلا عن عامين، قبل أن يتولى حليفه يائير لابيد السلطة.
نفتالي بينت، من هو؟
نفتالي بينت (49 عاما) هو رئيس الوزراء السادس والثلاثين للكيان "الإسرائيلي"، حيث سيستمر في منصبه حتى سبتمبر/أيلول 2023.
وغالبا ما يرتبط اسم زعيم حزب يمينا اليميني نفتالي بينيت بدعم سياسة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وكراهية المواطنين العرب، إذ قال في كلمته خلال مراسم التصويت على الحكومة الجديدة : "سندعم الاستيطان في كل مناطق البلاد وسنبدأ عهدا جديدا في علاقاتنا مع المجتمع الدولي".
ولد بينيت عام 1972 لأب وأم من مواليد الولايات المتحدة، لكنه ترعرع في مدينة حيفا المحتلة وتلقى تعليمه الثانوي في المعهد الديني (يافنيه) بنفس المدينة.
وتلقى دراسته الجامعية في الجامعة العبرية في القدس المحتلة ونال شهادة البكالوريوس في الحقوق.
ويشغل بينت رتبة رائد في جيش الاحتياط "الإسرائيلي" ضمن وحدة النخبة (سييريت متكال).
وأنشأ بينت عام 1999 مع شركاء آخرين شركة (سايوتا)، وهي شركة متخصصة في حماية المعلومات في شبكة الانترنت، جعلت منه ثريا بعد أن بيعت في عام 2005 لشركة أمريكية بمبلغ 145 مليون دولار.
كما شغل منصب المدير العام لشركة (سولوتو)، التي بيعت هي الأخرى بعد ذلك بنحو 100 مليون دولار.
دخل الحياة السياسية عام 2005، حينما عُيّن لمنصب مدير طاقم رئيس المعارضة آنذاك بنيامين نتنياهو.
وأدار بينت حملة نتنياهو في الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب (الليكود) التي فاز بها، ما مهد له الطريق لرئاسة الحكومة عام 2009، وعيُّن في العام نفسه بوظيفة مديرعام مجلس المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية.
وانتخب في شهرنوفمبر/تشرين الثاني 2012 لرئاسة حزب البيت اليهودي (المفدال) اليميني المتطرف.
وفي الدورة التاسعة عشرة لانتخابات الكنيست عام 2013، قاد بينت حزب البيت اليهودي اليميني للحصول على 12 مقعدا، ما مهّد له الطريق لتولي العديد من الحقائب الوزارية من بينها الاقتصاد والأديان والقدس والشتات.
وفي نوفمبر 2015، حصل حزب البيت اليهودي على 8 مقاعد بالكنيست ليتولى حقيبة التعليم في الحكومة التي أعقبت الانتخابات.
وفي الفترة ما بين 2019-2020 تولى حقيبة الحرب في حكومة نتنياهو.
وفي 2020، أسس مع شريكته أيليت شاكيد حزب (يمينا) اليميني، الذي حصل على 7 مقاعد بالانتخابات في مارس/آذار الماضي وفتحت الطريق أمام تناوبه على رئاسة الحكومة مع يائيرلابيد.
ويعرف عن بينت معارضته الشديدة لقيام دولة فلسطينية ودعوته المتكررة لضم الكيان "الإسرائيلي" للمنطقة "ج" التي تُشكّل 61% من مساحة الضفة الغربية المحتلة.
وفي 30 يوليو/تموز 2013 قال بينت لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية “لقد قتلت الكثير من العرب في حياتي ولا توجد مشكلة في ذلك”، مضيفًا “إذا أمسكت بإرهابيين فيمكنك ببساطة قتلهم”.
موقفه من غزة
وكان المتطرف بينت دائم التهديد لقطاع غزة لا سيما حينما كان لا يملك قرارًا في حكومة الاحتلال على الصعيدين السياسي والعسكري. الأمر ذاته بالنسبة لمسؤولين آخرين في حكومته والذين اعتادوا سابقا على إطلاق التهديدات فقط مثل أفيغدور ليبرمان.
وعقب عدوان الاحتلال الأخير على قطاع غزة الذي اندلع الشهر الماضي وفشل جيش الاحتلال في الحصول حتى على صورة انتصار أمام المقاومة الفلسطينية في غزة، عاد بينت للتهديد والوعيد مجددا.
وقال بينت بتاريخ 4 يونيو 2021 إن حكومته ستشن عملية عسكرية على غزة أو لبنان إذا اقتضت الحاجة.
وقبل المصادقة على تنصيب حكومته، قال في خطابه أمام "الكنيست": أتمنى الحفاظ على وقف إطلاق النار لكن إذا اختارت حماس تهديد مواطنينا فسنواجه ذلك بحائط من النار، مضيفا أن استمرار الهدوء سيجلب بالعكس "التقدم الاقتصادي ومنع الاحتكاك".
وبشأن أسرى الاحتلال لدى المقاومة في غزة، قال بينت : " إعادة مفقودينا لدى حماس هي مهمة مقدسة يجب إنجازها".
كما شكر بينيت الرئيس الأميركي، جو بايدن، على دعمه لإسرائيل خلال العدوان الأخير على غزة، الشهر الماضي، وخلال الأعوام الماضية كذلك.
التسوية والاستيطان
ولم يتطرق بينت في خطابه إلى مستقبل ما تسمى "عملية التسوية" السياسية التي لا تزال السلطة برام الله متمسكة بها من طرف واحد. لكنه تطرق إلى الاستيطان وعبر عن تطلعاته في ضم الضفة ويرفض إقامة أي دولة فلسطينية.
وقال بينت في تصريحات سابقة له إن "إقامة دولة فلسطينية سيكون انتحارا لإسرائيل"، عازيا ذلك لأسباب أمنية.
ووتعهد بينت في خطابه بمواصلة الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك في "منطقة ج" بالضفة الغربية المحتلة، و"الحفاظ على إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي وديمقراطية دولة قوية".
وقال سندعم الاستيطان في كل المناطق وخاصة منطقة ج وسنبدأ علاقة جديدة مع العرب في الداخل، لكنه أضاف أن "الحكومة ستعمل على إبرام اتفاقات تطبيع مع الدول العربية وتعزيز العلاقات بين الشعوب مثل إسرائيل والإمارات".
وتابع : "سنحسن الأوضاع المعيشية للمواطنين البدو في النقب كي يعيشوا حياة كريمة".
الاتفاق النووي الإيراني
ولا يختلف موقف بينت عن نتنياهو بخصوص الاتفاق النووي الإيراني، إذ عبّر بينت في خطابه عن معارضته قاطعة لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
وقال بينت إن "الحكومة الجديدة ستبدأ عملها بمواجهة المشروع النووي الإيراني"، معتبرًا إياه "التهديد الأكبر لإسرائيل".
وأضاف: "إسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية. وهي ليست طرفا في الصفقة وسنحتفظ بحرية التصرف التامة"، متابعا : "سنزيد من قدرة إسرائيل الدفاعية والهجومية لأن التهديدات الأمنية لم تتوقف". "شهاب"