تمكن طاقم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، من انتزاع قرار بالموافقة على سفر الجريح محمد العجلة (21 عامًا)، من قطاع غزة، لتلقي العلاج في المستشفى الأهلي في الخليل إنقاذًا لحياته.
وأشار المركز في بيان له، إلى أن القرار انتزع في إطار الالتماس المقدم إلى المحكمة المركزية في القدس، للسماح لعدد من الجرحى للسفر لتلقي العلاج خارج مستشفيات قطاع غزة والذين تمعن قوات الاحتلال في فرض سياساتها التعسفية بحرمانهم من ذلك.
وكان الجريج العجلة قد أصيب بتاريخ 15.05.2021 في اليوم السادس للعدوان الحربي على كامل القطاع، جراء استهداف طائرات الاحتلال الحربية أحد المحال التجارية في حي الشجاعية في مدينة غزة، الأمر الذي أدى إلى إصابته بجروح بالغة الخطورة في منطقة الرأس والبطن.
ومنذ تاريخ إصابة العجلة تم إدخاله إلى قسم العناية المكثـفة في مجمع الشفاء الطبي، حيث وُضِع على جهاز التنفس الاصطناعي، وبسبب عدم توافر الإمكانيات الطبية اللازمة لعلاجه في مستشفيات القطاع، تم تحويله بتاريخ 30.05.2021 بشكل فوري وعاجل لتلقي العلاج في المستشفى الأهلي في الخليل، حيث تم تقديم عدة طلبات من قبل جهات التنسيق الفلسطينية المختصة لسفر الجريح عبر سيارة إسعاف عناية مكثفة، إلا أن السلطات الإسرائيلية قد رفضت السماح له بالسفر لتلقي العلاج، وذلك في أبشع أنواع الاستغلال اللاإنساني لمعاناة وآلام الجرحى، الأمر الذي أدى إلى حدوث تدهور خطير في حالته الصحية وجعل حياته عرضة للخطر. كما ذكر المركز.
وبين المركز، أنه في إطار العمل القانوني المتواصل لطاقمه إنقاذًا لحياة الجرحى والمرضى، تمت مباشرة الإجراءات القانونية على وجه السرعة، وتم تقديم اعتراض عاجل إلى النيابة العامة الإسرائيلية في القدس في نفس اليوم.
وأشار إلى مماطلة النيابة العامة الإسرائيلية على مدار 6 أيام في معالجة الاعتراض المقـدم من جانب المركز، قبل أن يتقرر تقديم التماس عاجل إلى المحكمة المركزية في القدس بتاريخ 06.06.2021. وبعد ثمانية وأربعين ساعة من المتابعة الحثيثة، صدر قرار من المحكمة يُلزم النيابة العامة الإسرائيلية بتقديم ردها بخصوص الالتماس حتى يوم الجمعة الموافق 11.06.2021. وبالفعل، في ساعات الصباح الباكر من يوم الجمعة تقدمت النيابـة العامـة الإسرائيليـة بردهـا إلى المحكمـة المركزيـة في القـدس، والذي يفيد بصدور قـرار بالموافقة على سفر الجريح مع مرافقته للعلاج في نفس اليوم، وبالفعل سافر المريض مع مرافقته عبر سيارة الإسعاف.
وأشار المركز إلى أنه قد أصيب في نفس اليوم مع الجريح مجد العجلة ابن عمه الشاب يحيى العجلة، وبسبب رفض السلطات الإسرائيلية السماح له بالسفر لتلقي العلاج فقد استشهد متأثرًا بجروحه بتاريخ 03.06.2021.
ولفت المركز، إلى أنه في إطار الجهد القانوني المبذول من طاقم محامي المركز إنقاذًا لحياة الجرحى الذين أُصيبوا جراء العدوان الأخير على القطاع، حيث نجح المركز في الحصول على (3) قرارات بالموافقة على سفر (3) جرحى للعلاج في مستشفيات القدس والضفة.
وبين المركز، أن فريق المحامين التابعين له ومن خلال مباشرة ومتابعة الإجراءات القانونية إنقاذًا لحياة المرضى خلال الأيام السابقة، من الحصول على موافقة لسفر الطفل (ع،أ)- 16 عامًا- مريض سرطان للعلاج في المملكة الأردنية الهاشمية، وموافقة لسفر سيدة حامل (ي،أ) – 28 عامًا – مريضة قلب للعلاج في القدس.
وقد بلغ عدد مرضى السرطان في قطاع غزة ممن هم بجاجة لتلقي أو استكمال العلاج خارج مستشفيات القطاع نحو 8700 مريض، لا يتوفر لهم البديل العلاجي المكتمل والملائم في مشافي القطاع، وتتطلب أوضاعهم الصحية الحصول على الجرعات الكيماوية والعلاج الإشعاعي بشكل دوري، حيث يعاني هؤلاء من تدهور أوضاعهم الصحية، وهناك خشية حقيقية على حياة العشرات منهم إن لم يتم السماح لهم بالسفر بشكل فوري لاستكمال بروتوكولاتهم العلاجية.
وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، على أن حق المرضى والجرحى في حصولهم على العلاج الملائم والفوري هو حقٌ قد كفله لهم القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانوني الدولي الإنساني، وبأن استمرار سياسة سلطات الاحتلال الممنهجة في منع الجرحى والمرضى من السفر لتلقي العلاج ومفاقمة معاناتهم يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
كما أكد المركز أنه رغم ممارسات وسياسات سلطات الاحتلال التعسفية واستغلالها لآلام المرضى والجرحى من أجل تعميق معاناتهم، فإنه سيواصل عمله وكفاحه القانوني من أجلِ تمكينهم من حقهم في تلقي العلاج باعتباره حقًا قد كفله لهم القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.