الصحة العالمية تبدي ارتياحا إزاء انخفاض إصابات ووفيات كورونا بشرق المتوسط

الأربعاء 09 يونيو 2021 10:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
الصحة العالمية تبدي ارتياحا إزاء انخفاض إصابات ووفيات كورونا بشرق المتوسط



سما / وكالات/

قالت مديرة إدارة البرامج في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتورة رنا حجة، إن المنظمة تشعر "ببعض الارتياح" إزاء الانخفاض التدريجي في عدد إصابات ووفيات كورونا بالإقليم مقارنةً بهذا الوقت من العام الماضي.

وأكّدت الحجة، التي تلت بيان المكتب الإقليمي حول آخر مستجدات جائحة كورونا في الإقليم، في المؤتمر الافتراضي الذي عقدته المنظمة، اليوم الأربعاء، أنه على الرغم من هذا الارتياح، إلاّ أننا لم نخرج من الأزمة بعدُ، خاصةً عندما نضع في الاعتبار التغطية باللقاحات؛ فقد تلقَّى أقل من 10 بالمئة من السكان في جميع أنحاء الإقليم جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، فيما تقلّ التغطية باللقاحات في نصف البلدان عن 5 بالمئة.

ودعت مجددًا إلى توخِّي اليقظة في التصدِّي للجائحة من خلال اتخاذ تدابير قوية في مجال الصحة العامة إلى جانب التدابير الاجتماعية، قائلة "وبينما نرى بلدانا عديدة في الأقاليم الأخرى، ومنها الإقليم الأوروبي، تبدأ في تخفيف حظر الخروج وتخفيف القيود الاجتماعية، ينبغي أن نتذكَّر أن السمات الوبائية والتغطية باللقاحات في إقليمنا مختلفة، ولا يزال من السابق لأوانه تخفيف التدابير الصحية والاجتماعية".

وأشارت إلى أن اقليم شرق المتوسط أبلغ عن عدد إصابات مؤكّدة بكوفيد-19 تجاوز الـ 10 ملايين و 350 ألف حالة، وعن وقوع 206573 وفاة حتى أمس الثلاثاء.
وبينما انخفض العدد الإجمالي للإصابات، خلال الأسابيع الـ 6 الماضية، واستقرت أعداد الوفيات، فقد جرى ابلاغ 9 بلدان عن زيادة في أعداد حالات الإصابة بكورونا الأسبوعَ الماضي، مقارنةً بالأسبوع السابق له، ومن بين تلك البلدان، الصومال والسودان وأفغانستان، حيث شهدت تلك الدول أعلى زيادة في الإصابات بكورونا، كما جرى أبلاغ 11 بلدا عن زيادة في الوفيات الأسبوعَ الماضي، وشهد السودان وأفغانستان والمغرب أعلى زيادة من بين تلك البلدان.

وأضافت حجة : "ويستمر انتشار التحوُّرات في جميع أنحاء الإقليم، وحتى الآن، أبلغ رسميًّا 17 بلدًا عن اكتشاف التحوُّر "ألفا"، و 10 بلدان عن اكتشاف التحوُّر"بيتا"، و3 بلدان عن اكتشاف التحوُّر "غاما"، و 6 بلدان عن اكتشاف التحوُّر المثير للقلق "دلتا".

وفي البلدان التي تزيد فيها الإصابات بكورونا، لفتت الحجة إلى أن المكتب الإقليمي للمنظمة ليس لديه حاليًّا بيانات تُؤيِّد حدوث هذه الزيادة بسبب التحوُّرات الجديدة، وترصُد الوضع بعناية، مشيرة إلى أن المكتب يدعو جميع البلدان إلى إجراء تحليل تسلسل الجينوم، للتمكّن من تحديد التحوُّرات الجديدة، ورصد التغيُّرات التي تطرأ عليها بمرور الوقت.

وأكّدت أن اللقاحات التي تُنْشَر في جميع أنحاء الإقليم فعَّالة أيضا في الحماية من التحوُّرات الجديدة، على الرغم من أن التردّد في أخذ اللقاح يُمثِّل تحديًا رئيسا يحول دون وصول المنظمة إلى أهدافها المُتمثِّلة في تطعيم 30 بالمئة من السكان في جميع البلدان بحلول نهاية العام.

وبشأن داء الفطريات العفنية أو الفطر الأسود الذي حظي بكثير من الاهتمام العام، وثارت حوله بعض المعلومات المغلوطة، أوضحت الحجة أن الفطر الأسود مرضٌ نادرٌ للغاية، لا يحدث من خلال انتقال العدوى من شخص إلى آخر، ولا يُصيب سوى الذين يعانون من ضعف شديد في المناعة، ويحدث نتيجةَ التعرُّض للفطريات الموجودة في البيئة المحيطة، عند استنشاق الأبواغ التي تنتقل بعد ذلك حتى تصيب الرئتيْنِ والجيوب الأنفية، وتنتشر حتى تصل إلى الدماغ أو العينيْنِ.

وأضافت: أنه وعلى الرغم من عدم وجود صلة مباشرة بين فيروس كورونا وداء الفطريات العفنية، فإن أعراض هذا الداء تظهر في بعض مرضى كورونا بسبب الانخفاض الشديد للمناعة، وعدم ضبط السُّكري جيدًا، وسوء استعمال الكورتيكوستيرويدات.

وفيما يتعلق بالتساؤلات المثارة عن اشتراط التطعيم قبل السفر من بلد إلى آخر، قالت الحجة إن المنظمة في الوقت الحاضر، لا تُؤيِّد اشتراط إثبات التطعيم ضد فيروس كورونا، سواء من جانب السلطات الوطنية، أو مُشغِّلي وسائل النقل، قبل الخروج من بلد أو دخوله.

وبحسب الحجة، تُمثِّل مكافحة الجائحة في شتَّى أنحاء الإقليم تحديا بسبب عددٍ من الأسباب، منها: ظهور تحوّرات جديدة، والإجهاد الناجم عن كوفيد-19، وعدم التزام الكثيرين بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، لكنْ من أكبر التحديات استمرار انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة، لذا تحثُّ المنظمة جميع الناس، سيَّما وسائل الإعلام، على التحقُّق من المعلومات من خلال المصادر الموثوق بها، مثل منظمة الصحة العالمية، قبل نشرها.