عقدت رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني واللجنة السياسية بالمجلس اليوم الأربعاء في العاصمة الأردنية عمان، اجتماعا بتوجيه من رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، لمتابعة التطورات والأحداث التي مر بها شعبنا في كافة أماكن تواجده، والعدوان الإسرائيلي المستمر عليه.
وأكد المجتمعون أن شعبنا الفلسطيني خاض معركة بطولية في جميع أماكن تواجده، وفي المركز منها مدينة القدس التي واجهت سياسة التهويد والتهجير والاعتداء على المقدسات المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وامتد هذا العدوان الى باقي الأراضي الفلسطينية، وطالت سياسة الاضطهاد العنصري أهلنا في أراضي عام 1948، فالعدو واحد وسياسة الإجرام والإرهاب واحدة.
وأكدوا أنه رغم السنوات الطويلة من ممارسة سياسة الفصل العنصري، وإرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الاحتلال، وتصاعد ارهاب المستوطنين، واستمرار مشاريع الضم والتهويد في القدس وكافة احيائها وخاصة حي الشيخ جراح وباب العامود، وبلدة سلوان، وسائر الأراضي المحتلة، وقوافل الشهداء، واعتقال النساء والأطفال والشيوخ والشباب، ومصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات، ومواصلة التهجير القسري وهدم البيوت، وتشريد اصحابها، فقد عبّر الشعب الفلسطيني عن تمسكه بحقوقه المشروعة ولم تنكسر إرادة صموده وإصراره على مواصلة نضاله لتحقيق أهدافه في تقرير المصير والعودة والحرية واستقلال الدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس.
وشددوا على الوحدة الوطنية التي هي الطريق الوحيد لتحقيق أهداف شعبنا، مطالبين بالبناء على الوحدة الميدانية والشعبية التي أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد الدولي، واستثمار ذلك لتعزيز وحدة شعبنا الشاملة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، لاجتياز كافة المنعطفات الخطيرة التي نمر بها، ومواصلة معركة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، وإنجاز كافة حقوقنا غير القابلة للتصرف وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وتوجه المجتمعون إلى الأمناء العامين للفصائل الذين يجتمعون في القاهرة، بأن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها شعبنا، وأن يزيلوا كافة العوائق التي تعترض طريق الوحدة الوطنية، وينتظر شعبنا نتائج ترقى لمستوى تضحياته وطموحاته وأهدافه، نتائج تنهي صفحة الانقسام الأسود من تاريخه، وتعيد له وحدته.
وأكد الاجتماع ضرورة العمل لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ودعم كل من وقع عليه ضرر الاحتلال من أبناء شعبنا في القدس وكافة المناطق التي طالها عدوان هذا الاحتلال المجرم.
وبين المجتمعون أن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء الانتخابات لإنهاء الانقسام، سيفتح الطريق لتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وتطوير مؤسساتها وتعزيز أدائها، لتشمل كافة القوى والفصائل والمنظمات الشعبية والكفاءات والمستقلين والجاليات تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
ووجهوا التحية للمملكة الأردنية الهاشمية ملكا وحكومة وبرلمانا وشعبا، التي سخرت كافة الإمكانات لدعم واسناد شعبنا في مواجهته العدوان الإسرائيلي، وتجلى ذلك في التنسيق الحثيث بين القيادتين الفلسطينية والاردنية خاصة بين الرئيس محمود عباس وأخيه الملك عبد الله الثاني صاحب الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
كما وجهوا التحية لجمهورية مصر العربية على مبادراتها المستمرة في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وجهودها المتواصلة لإنهاء الانقسام، وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإسهامها المقدر في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة.
وأثنى المجتمعون على ما بذلته وتبذله القيادة الفلسطينية من جهود واتصالات مع الأطراف العربية والاسلامية والدولية وفي مجلس الامن الدولي لوقف ما جرى من عدوان على أبناء شعبنا في القدس والضفة وقطاع غزة، ووقف ما يجري من عدوان على القدس ومقدساتها المسيحية والاسلامية والاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، ومنع طرد المقدسيين من منازلهم في الشيخ جراح وبطن الهوى وسلوان وكافة أحياء المدنية المقدسة.
وحيا المجتمعون صمود الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي وتضحياتهم في سبيل حرية أبناء شعبهم، فهم طليعة النضال، مطالبين بالعمل على إطلاق سراحهم جميعا من سجون الاحتلال، وبهذه المناسبة حيا المجتمعون الاسير الاردني البطل عبد الله ابو جابر الذي تحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد ان قضى 21 عاما فيها، مثمنين تضحياته وعذاباته التي تشاركها مع اخوته الاسرى الفلسطينيين في سجون هذا الاحتلال المجرم.
وطالب المجتمعون جامعة الدول العربية بتنفيذ قرارات قممها المتتالية منذ عام 2002، وتقديم الدعم السياسي والإعلامي، والإيفاء بالتزاماتها المالية للشعب الفلسطيني ولمدينة القدس بشكل خاص، وضرورة تفعيل الصناديق المالية التي أنشئت لهذا الغرض، كما طالبوا منظمة المؤتمر الإسلامي بتقديم الدعم المالي والسياسي والإعلامي اللازم لمدينة القدس تنفيذا لقرارات القمم الاسلامية.